“قسد”.. سجل حافل بانتهاك حقوق الإنسان

الثورة أون لاين – لميس عودة:
لم تترك ميليشيا “قسد” الانفصالية جريمة ضد أهلنا في الجزيرة إلا وارتكبتها، ولم تدع انتهاكاً لحقوق الإنسان إلا ومارست طقوسه، مدعومة من الاحتلال الأميركي الذي تنفذ أجنداته العدوانية، فهو من جهة يمدها بوسائل بطشها وإرهابها ومن جهة أخرى تنفذ بكل عمالة وانصياع وارتهان أوامره وخططه لسرقة ونهب مقدرات السوريين وثرواتهم.
فإناء “قسد” ينضح بالإرهاب وسجلها في الإجرام والتعديات بات يطفح بالانتهاكات وإذا أردنا سرد تفاصيل فظائعها المرتكبة يلزمنا لذلك موسوعة كبيرة، وفي هذه السطور نسلط الضوء على بعض تلك الممارسات الإرهابية التي ارتكبتها خلال الفترة الماضية.
محاربة التعليم وفرض مناهجها الانفصالية..
قطاع التعليم ومؤسساته الوطنية الرسمية كان ولم يزل في بوصلة استهداف إرهابيي قسد، فمع بداية العام الدراسي الخالي أمعنت الميليشيا الانفصالية في التضييق على الطلبة والمعلمين لمنعهم من إتمام العملية التربوية التعليمية كما أنها اختطفت لمرات عديدة عدداً منهم لترهيبهم وإجبارهم عن التخلي عن واجبهم الوطني واقتادتهم لجهات مجهولة كما أنها حاولت فرض مناهجها بالقوة الأمر الذي رفضه الطلبة والمعلمين بقوة ونظموا عدة وقفات احتجاجية ضد ممارساتها وتأكيداً على حقهم بالتعليم وتمسكهم بالمناهج الوطنية الرسمية.
حيث استولت الميليشيا بقوة السلاح وفق إحصاءات مديرية التربية في الحسكة على 2285 مدرسة لكل المراحل التعليمية في المحافظة كان آخرها قبل بدء العام الدراسي الجديد بمدة قصيرة الاستيلاء على 118 مدرسة ثانوية لتبقى فقط 179 مدرسة تديرها مديرية تربية الحسكة لكل المراحل التعليمية، كما استولت على مقار المدارس الثانوية ومنعت الطلاب من العودة إلى الدراسة، إضافة إلى استيلاء إرهابييها سابقاً على مقرات مدارس التعليم الأساسي في مناطق سيطرتها وسط رفض شعبي من الأهالي تمثل بالمظاهرات.
وكانت مديرة تربية الحسكة الهام صورخان قد أشارت في وقت سابق إلى إن هذه التصرفات ستنعكس سلباً على واقع سير العملية التعليمية في عموم محافظة الحسكة وتؤدي إلى تراجع المستوى التعليمي وتشكل عامل ضغط كبير على المدارس الحكومية المتبقية ولاسيما أن الأهالي يرفضون التعامل والتدريس بمناهج غير معترف بها أساسا ويصرون على التعلم وفق المناهج المعتمدة من وزارة التربية السورية.
عشرات المدارس في مدن وأرياف محافظة الحسكة حولتها هذه الميليشيا المرتبطة بالاحتلال الأمريكي إلى سجون ومقرات عسكرية وقواعد غير شرعية لقوات الاحتلال الأمريكي لتحرم آلاف الطلاب والتلاميذ من التعليم بهدف تعويم الجهل بين جيل الشباب في ظل صمت مطبق من المنظمات الدولية الكافلة لحق التعليم.
قطع المياه عن الحسكة..
موضوع المياه الحيوي والضروري كان له أيضا نصيب كبير من الانتهاكات التي تمارسها ميليشيا الانفصال العميلة في محاولة للتضييق على الأهالي ودفعهم لمغادرة منازلهم وأراضيهم عنوة لتحتلها بالقوة والترهيب.. مرات عديدة ولأسابيع تعمدت في الفترة الماضية هذه الميليشيا الإرهابية قطع المياه عن أهلنا هناك لتعطيشهم وواصلت ممارساتها التعسفية بحقهم ومنعت أكثر من مرة ولأيام عمال مؤسسة المياه في الحسكة من الدخول إلى مقر عملهم في العزيزية للتأثير على وضع الخدمات المقدمة للمواطنين، كما أقدمت مجموعة من مسلحي الميليشيا على اختطاف ثلاثة من العاملين فيها.
الاختطاف والتجنيد الإجباري..
لم يتوقف إرهاب قسد عند قطع المياه والتعدي على المؤسسات الخدمية والمرافق العامة، فقد عمدت في الفترات السابقة إلى مداهمة المنازل وقامت باعتقالات تعسفية لأطفال وشبان لزجهم في صفوفها وشهدت قرى دير الزور في السجر والشحيل والعزية وأبو خشب وبلدة الباغوز عدة عمليات دهم واقتياد عشرات الشبان إلى جهات مجهولة لإقحامهم بالقوة في صفوف إرهابييها ولم يقف الأمر عند الأطفال والشبان الذين تختطفهم بشكل دوري بل تعداه إلى اختطاف 7 نساء من مخيم روج في محيط المالكية شمال شرق الحسكة واقتيادهن تحت تهديد السلاح إلى جهة مجهولة كما عمد إرهابيوها أكثر من مرة لإقامة عدة حواجز في منطقة الحوس وأقدموا على اختطاف عدد من الشبان لتجنيدهم وزجهم للقتال بصفوفها قسرياً.
و تحدثت مصادر محلية من داخل مدينة الحسكة أن مسلحيها اختطفوا أطفالاً من داخل المدينة واقتادوهم إلى معسكرات التجنيد الإجباري التابعة للميليشيا لزجهم في القتال في صفوفها، كما أنها اختطفت عدداً من الشبان تجاوز عددهم ال25 من شارعي المنصور والوادي وسط مدينة الرقة الشهر الماضي للغرض الدنيء ذاته.

وتشهد عدد من مناطق ريفي دير الزور والحسكة مظاهرات من قبل الأهالي احتجاجاً على جرائم “قسد” التي تسببت باستشهاد وجرح العشرات إضافة إلى عمليات الاختطاف لكثير من أبناء القرى بريف دير الزور وأبرز تلك الاحتجاجات شهدتها بلدة الصور الواقعة إلى الشمال الشرقي من مدينة دير الزور حيث خرج أهلنا في مظاهرة حاشدة احتجاجاً على

عمليات الخطف التي تقوم بها “قسد” بحق الشباب لإجبارهم على القتال ضمن صفوفها وهو ما يرفضه الأهالي بشكل قاطع.
حصار أهلنا..
في الشهر الأول من بداية العام الحالي فرضت مجموعات قسد لثلاثة أسابيع متواصلة على التوالي حصاراً مطبقا على المواطنين في الأحياء السكنية والمراكز الحكومية في مدينتَي الحسكة والقامشلي ومنعت توفير مقومات الحياة ما سبب احتقاناً شعبياً عارماً ترجمه الأهالي بوقفة احتجاجية ومطالبات بكسر هذا الحصار الجائر الذي يستهدف سبل الحياة حيث عملت “قسد” على منع السيارات والدراجات النارية وآليات شحن البضائع والمواد الغذائية من الدخول إلى حي “طي” في القامشلي ومركز المدينة في الحسكة، كذلك عرقلت حركة التنقل، إضافةً لما سبق لم يتمكّن الموظفون الحكوميون من الوصول إلى دوائرهم، كما منعت وصول الطحين إلى المخابز العامّة والخاصّة، ما اعتبر جريمة حرب جديدة أضيفت إلى سجلاتها الإرهابية.
وسيراً على الأقدام يجتاز أبناء أحياء مدينة الحسكة حواجز ميليشيا “قسد” التي تمنع دخول وخروج الآليات إلى مركز المدينة، وأدى هذا الحصار الجائر من قبل الميليشيا الإرهابية إلى تداعيات إنسانية تفاقمت يوماً بعد يوم مع استمرار الحصار في ظل نقص المواد الغذائية والمحروقات ومنع دخول وخروج الآليات ووسائل النقل إلى مركز المدينة بعد إغلاق المداخل الفرعية والرئيسة بالمنصفات الاسمنتية ما اضطر الأهالي للسير مسافات طويلة للوصول إلى المشافي والعيادات وأماكن عملهم ومدارسهم ومراجعة الدوائر الرسمية والخدمية إضافة إلى نفاد المحروقات ومياه الشرب حيث تستهدف هذه الميليشيا بقوة السلاح كل مقومات الحياة.
حرق القمح وسرقة المحاصيل..
ولأن الجزيرة خزان الحبوب السوري الأضخم والاستراتيجي الأهم والسلة السورية الغذائية المتكاملة انصبت عين الجشع الأميركي عليه لنهبه وتهريبه خارج الحدود وجني الأرباح فقد أوكلت واشنطن المهمة لأداتها العميلة قسد، مهنة اللصوصية ونهب المحاصيل، فإلى جانب مواصلة سرقة النفط السوري، يواصل الاحتلال الأميركي سرقة ونهب القمح السوري إلى خارج الحدود مع تكريس التضييق على المؤسسات الوطنية الحكومية بتأمين هذه السلعة الاستراتيجية للمواطنين.
مصادر في اتحاد الفلاحين ذكرت أن أخر الشحنات التي تم تهريبها، قام بها رتل عسكري للمحتل الأميركي مؤلف من 45 شاحنة محملة بالقمح والشعير انطلاقاً من مطار خراب الجير بريف المالكية حيث القاعدة الأمريكية غير الشرعية، باتجاه الشمال العراقي عبر معبر الوليد غير الشرعي الذي يستخدمه الاحتلال الأمريكي بشكل رئيسي لنقل الثروات التي ينهبها من سورية، مع تقديرات بأن “قسد” هربت أكثر من ثلاث أرباع الكميات التي تم فرض شرائها من الفلاحين ومنعهم من بيعها إلى المؤسسات الحكومية.
وتعاني مدن وبلدات الجزيرة السورية أزمة خبز خانقة مع توقف عدد كبير من الأفران الخاصة عن العمل، ومع استيلاء إرهابيي “قسد” على جميع الصوامع والمطاحن والمخابز العامة الحكومية وسرقة محتوياتها من مستلزمات إنتاج رغيف الخبز فقد أدى ذلك إلى حرمان أبناء الحسكة وبلداتها من هذه المادة الأهم والتي تدعمها الحكومة وتكفل تأمينها وإيصالها للمواطنين، يذكر أن المخابز العامة الحكومية التي لا تزال تعمل تحت إشراف فرع المخابز الحكومي،وعددها مخبزان الأول في مدينة الحسكة (مخبز المساكن) والأخر في القامشلي (مخبز البعث) والباقي تستولي عليه ميليشيا قسد ما يعمق أزمة تأمين الخبز يوماً بعد يوم.
تطويق مخيم الهول وحماية الدواعش..
سلسلة جرائم ميلشيا قسد حلقاتها ممتدة على اتساع مساحة الجزيرة السورية وفي مخيم الهول الذي يقع في ريف الحسكة الذي يقطنه حوالي 70 ألف لاجئ صورة صارخة للتعديات والانتهاكات والبطش والتنكيل الذي يمارسه إرهابيوها، إذ يحرم قاطنوه من اللاجئين من كل مقومات الحياة والرعاية الصحية إضافة لحرمانهم من الأغذية والأدوية واختطاف العشرات منهم واقتيادهم لجهات مجهولة، إضافة لقطع الطرق الواصلة من الحسكة إلى المخيم، ففي الأسبوع الماضي أقام إرهابيو قسد بوضع 15 حاجزاً حول المخيم الذي اقتحموه واختطفوا منه 70 مدنياً في حملة مداهمات واعتقالات تعسفية، وفي الوقت نفسه يوفر إرهابيو المليشيا الانفصالية لدواعش أميركا الحماية والرعاية الذين تحتفظ بهم واشنطن في المخيم لحين إرسالهم بمهمة إرهابية وتقوم بنقلهم بواسطة حواماتها إلى العراق وإلى قواعدها الاحتلالية سواء بالمالكية أو في البادية السورية.

هذا جزء صغير من ممارسات ميليشيا قسد العميلة ومن فظائع إرهابييها المتواصلة بحق أهلنا في الجزيرة، فسجلها حافل بالتعديات والإجرام، وانغماسها في لعبة الشرور الأميركية واضح وجلي، ومع ذلك لم يضعها القائمون على المؤسسات الدولية على قائمة الإرهاب الدولية لمحاسبتها على جرائمها المذكورة.

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي موقع "أنتي وور": الهروب إلى الأمام.. حالة "إسرائيل" اليوم