الثورة أون لاين – تحقيق سلوى الديب:
انعكست تداعيات الحرب العدوانية التي تواجهها البلاد على جوانب الحياة كافة بشكل سلبي، وكان للجانب الطبي حصة كبيرة لأنها متعلقة بالوضع الصحي للمواطن، فهناك العديد من الشكاوى التي تؤكد وجود نقص ببعض أنواع الأدوية في المستشفيات الحكومية وفي بعض الاختصاصات في الكادر الطبي والتمريضي فكان لنا وقفة مع بعض الأهالي والأطباء والمعنيين.
حالة خاصة..
في مشفى الباسل كرم اللوز أشار والد الطفل محمد إلى العناية في المشفى وقال: عاين ولدي ما يقارب اثنا عشر طبيباً في نفس اليوم كونه يعاني حالة خاصة، ولكن مشكلتنا هي شراء الأدوية من خارج المشفى فقد اشترينا أكثر من 70% من الأدوية، ووصل سعر الإبرة الواحدة لـ 11 ألف ليرة ويحتاج طفلي لإبرتين يومياً ونحن في المشفى منذ عشرة أيام، وبرغم تعاطف الأطباء مع الحالة واختيار الأدوية الأقل تكلفة لكن العلاج مكلف جداً.
ملجأ للفقراء..
أما والدة الطفل علي قالت بأنهم يقصدون المشافي الحكومية لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المشافي الخاصة بسبب الأجور الباهظة فأقل دواء يقومون بشرائه يتجاوز سعره خمسة آلاف ليرة، وإن الكثير من الأدوية ليست متوفرة في الصيدليات.
المشفى التخصصي ضرورة ملحة
الدكتور أحمد إبراهيم في مشفى الباسل في الزهراء قال: خلال هذا العام فقد المشفى ثلاثة أطباء أنهوا خدمتهم وأحيلوا للتقاعد، وحالياً لدينا طبيب واحد في كل من قسمي الكلية والصدرية، وبرأيه تحويل المشفى لمشفى تخصصيي يعتبر حلاً للعديد من المشاكل، أو أن يتحول المشفى الوطني لمشفى موحد يكون فيه جهازان إذا تعطل أحدهم يستعملون الآخر كي لا نضطر لإرسال المريض لمشفى الباسل كرم اللوز لأجل صورة، أو عندما يتعطل جهاز الإيكو أحياناً يبقى أسبوعين حتى يتم إصلاحه، وهذا يشكل عبئاً على المواطن والمريض معاً.
نقص الكادر الطبي..
مدير مشفى الباسل في الزهراء الدكتور ناصر ناصر قال في حدثه للثورة: أهم العقبات لدينا هي النقص في الكادر الطبي بكافة الاختصاصات نتيجة هجرة الأطباء، وضيق مساحة المشفى وعدم تلبيته احتياجات المواطنين بكافة الاختصاصات مع ضرورة تخصيص مكان آخر للعيادات وقد رفعنا طلباً بذلك، وليس لدينا أقسام حقيقية كقسم قلبية أو قسم عصبية، و يوجد في قسم واحد كافة الاختصاصات.
تحويل الباسل لمشفى تخصصي..
وأضاف د.ناصر: من أهم الأولويات توسيع المشفى أو تحويله لمشفى تخصصي، وقال: لدينا في مشفى الباسل في كرم اللوز ومشفى الباسل في الزهراء كافة الاختصاصات وتمنى أن توزع فيها الاختصاصات، ويوضع في أحد المشفيين نسائية والأطفال وفي الآخر داخلية والجراحة، وبرأيه يخفض هذا الإجراء الهدر في التجهيزات والإمكانيات وتوفر في الكادر الطبي، وبهذا يصبح الوضع مثالياً لتعليم الأطباء المقيمين، ويضيف: ليس لدينا سوى طبيب أو طبيبان في بعض الاختصاصات، فبدلاً من توزيعهم على مشفيين يتناوبون ضمن مشفى واحد.
ضعف دخل الطبيب وتسرب الخبرات
ويبين ناصر أن سبب قلة أطباء الاختصاص يعود إلى بحثهم عن فرص عمل أفضل، لأن دخل الطبيب لا يتناسب مع الأوضاع المعيشية، ولتلافي ذلك قال: علينا زيادة عدد الأطباء المتدربين المقيمين في المشافي، وألا يكون التوجه نحو اختصاص معين في المفاضلات الصادرة عن وزارة الصحة، ففي الأعوام الأخيرة كان التوجه نحو اختصاصات النسائية والبعد عن اختصاص الداخلية والقلبية والصدرية وجراحة الأوعية، ووزارة الصحة هي التي تقوم بالإحصاءات في المشافي، وفي حال زاد عدد الأطباء في اختصاص ما خلال الخمس سنوات الأخيرة، سيتم ترميم النقص، فإذا بقي الوضع على هذه الحالة سيزداد النقص، وخصوصاً في ضوء تسرب الخبرات وسفرها بعد حصولهم على الشهادة العلمية لذلك يجب مضاعفة الأعداد بكافة الاختصاصات، بحيث يؤمن أطباء في المستقبل.
سوء توزيع الأدوية..
أما ما يتعلق بالأدوية فيكون النقص بسبب الضغط أما الآن فأغلب الأدوية متوفرة وخصوصاً الاسعافية وحسب د.ناصر أن كافة الأدوية التي تستجرها وزارة الصحة متوفرة ولكن النقص يحصل أحياناً بسبب سوء التوزيع، حيث تعطى المستودعات حصة أكبر لمشفى ليس لديه ضغط, لهذا نضطر أحياناً لاستجرار الدواء من نفس المركز مرة أخرى، باستثناء بعض أدوية الأورام، إضافة إلى أن عدد الأطباء المقيمين لا يلبي حاجة المشفى في أغلب الاختصاصات باستثناء اختصاص النسائية فهو متوفر.
مركز العيادات في الشعيرات يخدم 20 قرية
أما عضو لجنة العمل الشعبي في قرية الشعيرات محي الدين الحوراني قال: يخدم مركز العيادات عشرين قرية حول قرية الشعيرات، وهم في هذه المرحلة أحوج ما يكون لتقديم المعونة الطبية في ظل انتشار فيروس كورونا والظروف الاقتصادية السيئة حيث يعجز المواطن في حالة المرض الذهاب إلى مدينة حمص، وتمنى تفعيل المركز ولو بالحدود الدنيا كالتحاليل الطبية بوجود طبيبين أو ثلاثة.
ويضيف أن سبب نقص الأطباء بالمركز هو ضعف المردود المادي للطبيب الذي لا يكفيه أجور مواصلات للذهاب للقرية، ولا يستطيع القيام بالعمل سوى طبيب ابن المنطقة، وليوم واحد خلال الأسبوع ضمن برنامج موضوع يعرفه أهالي المنطقة، وتمنى الجدية في معالجة الأمر لأن الأهالي هم من تبرعوا لبناء المركز خلال الحرب على أمل يحصلوا على شيء إيجابي، ونناشد كافة الجهات الرسمية وغير الرسمية داخل البلد وخارجه.
أدوية الأمراض المزمنة متوفرة
مدير صحة حمص الدكتور مسلم الأتاسي أجاب عن تساؤلاتنا قائلاً: لا يوجد نقص بأغلب الأدوية ولكن النقص حسب الاختصاص فأدوية السرطانات والكلى وأدوية الأمراض المزمنة كالسكري والضغط متوفرة، وبعض أدوية الالتهاب الرئيسية، والأدوية غير متوفرة ليست أساسية، وهناك بعض الأدوية نوعية هي استجرار مركزي، ولا يمكننا شراؤها لأن الوزارة هي من تقوم بتأمينها.
استثنائيا يسمح بالتعاقد مع أي طبيب
وأضاف د.الأتاسي: نتيجة الظرف الأمني تسرب قسم كبير من الكوادر الطبية، نحن كمديرية صحة يمكننا بشكل استثنائي التعاقد مع أي طبيب يرغب بالتعاقد مع مديرية الصحة وما يتعلق بالمركز الطبي في قرية الشعيرات فجاري تأمين الأجهزة ووضعه في الخدمة أما بخصوص تحويل مشفى الباسل في كرم اللوز ومشفى الزهراء لمشفى اختصاصي قال إنه يحتاج لمرسوم.
