الثورة أون لاين- رنا بدري سلوم:
لأكثر من ستة أشهر وهم يحضّرون لوقفتهم أمام زملائهم الطلاب ومعلميهم، أبدعوا فيما قدموه لنا، ولاسيما وأن الرسالة التربوية الموجهة في مسرحيتهم المدرسية هي مكافحة كورونا، فرغم التوقيت غير الملائم – إن أمكنني القول- أمام تفشي جائحة كورونا التي تقتحم حياتنا بشراسة للمرة الثالثة على التوالي، تابعت مديرية التربية في ريف دمشق دائرة المسرح المدرسي حفلها المقام في ثقافي أشرفية صحنايا، يوم أمس الساعة الثانية ظهراً وبكثافة الحضور ما تعدى عدد الكراسي المخصصة، حتى اكتظ أهالي المشاركين والمعلمون فضاق بنا المكان بما رحب، منهم من تقيد بارتداء الكمامة ومنهم من ترك الحضانة من الفايروس للعناية الإلهية !
ولكن من المؤكد أنه بعد حضور الطلاب مسرحية ” تحدٍ من العيار الثقيل” تأليف وإعداد وإخراج “سوسن ورور” مدربة مسرح / دائرة المسرح المدرسي/ في ريف دمشق قد أدركوا الوباء القاتل بطريقة عفوية مبسطة من خلال تمثيلية أداها طلاب الحلقة الأولى، شرحوا فيها الإجراءات الاحترازية والوقائية، فبعضهم لعب دور الجراثيم ودخولهم المسرح بطريقة العراضة الشامية والبعض الآخر لعب دور الوقاية، الصابون والمحلول الكحولي والكمامة، وتدور المقارعة المضّحكة بين الجراثيم والمكافحة لتصل المعلومة بطريقة واضحة تدخل إلى عقول الحضور وخاصة الأطفال الصغار الذين رافقتهم الابتسامة طوال الحفل المسرحي الغنائي الممتع.
بينما رفع “الكورال الغنائي” بقيادة المدربة أمل عبود بسواعدهم الغضة علم بلادهم ليرفرف على خشبة المسرح ولاسيما مع اقتراب أعياد نيسان المجيدة، رافعين معه أصواتهم بأغنية (راياتك بالعالي يا سورية ) بحناجرٍ من ذهب سيصقلها الزمن ويشهد عليها التاريخ، وحين نذكر سورية لابد أن نلقي تحية الإجلال على أرواح حصّنتها وروتها بدمائها الطاهرة وهم الشهداء زنابق بلادي التي لا تذبل، فعلى وقع أغنية “بياعة الزنبق” رقص المشاركون رقصة تعبيرية مؤثرة لم تظهر على أجسادهم فحسب بل على وجوههم الصغيرة أيضاً بعد تدريبهم بطريقة احترافية من مدربتهم “مرح المنعم” التي رافقتهم خلف الكواليس، إضافة إلى فقرة الفنون الشعبية وأغنية “يا مسعد الصبحية” للمدربة “ريما أبو زيد” التي ساهمت في تخفيف توترهم بابتسامة رسمتها في أذهانهم قبل طلوعهم المسرح، فتشاركنا مع الطلاب راقصين وممثلين مشاعر الفرح والسعادة والثقة التي تحلون بها خلال تقديمهم العروض المسرحية ولاسيما أمام الحشد الكبير الذي أتى ليحضرهم من متخصصين في الشأن التربوي والتعليمي والفني ولاسيما رئيس دائرة المسرح قاسم الخالد، ومشرف قسم التمثيل في دائرة المسرح المدرسي في ريف دمشق الفنان إياس أبو غزالة، ورشا محمد مشرفة قسم الفنون الشعبية في دائرة المسرح المدرسي.
وفي تصريح ” للثورة ” بينت مديرة مسرح /مدرسة الشهيد علي فرزان/ ومقدمة الحفل المسرحي مائدة سلامة أهداف المسرح المدرسي في تنمية حاسة الذوق الفني والجمالي لدى الطالب، باكتسابه الثقة بالنفس والاعتماد على الذات وتقوية علاقاته ببيئته المدرسية من زملاء ومعلمين، فالعمل المسرحي يغرس روح الانتماء إلى الجماعة والتعاون معها وبالتالي الإسهام في حل مشاكل المجتمع وإصلاحها.
وبرأي سلامة أن من أهم عوامل نجاح المسرح المدرسي هي مواءمة النصوص المسرحية مع المرحلة العمرية لتناسب قدرات الطالب الإدراكية وتربطه مع بيئته المدرسية، وتدريب الطلاب على أداء النص مع مراعاة ضبط المادة المقروءة وتوافر متطلبات الإخراج، خاتمةً بالقول إن العمل المسرحي عمل مشوق وممتع ونرى من خلال احتكاكنا مع الطلاب ومتابعتنا لهم ظهور المواهب المتنوعة، وهذا ما يزيد حرصنا في تقديم الدعم لهم وبالتالي تعطشنا لهذا الفن الراقي، فالمسرح سيبقى وكما قيل أبو الفنون