الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
التلاعب على أوتار الإنسانية هو ما تحاول أميركا اللعب والظهور به أمام الرأي العام العالمي دائماً، رغم أنها لاتزال أكبر منتهك لحقوق الإنسان.
من الداخل تتجلى العنصرية والإرهاب الأميركي بشكل واضح، وهذا ظهر مؤخراً في حادثة قتل الشرطة الأميركية لجورج فلويد المواطن الأميركي الأفريقي الأصل الذي كان يصرخ قبل موته “إني لا أتنفس”، في تجسيد عن العنصرية التي يعاني منها الشعب الأميركي بشكل عام.
لذلك فإن الولايات المتحدة ومهما حاولت أن تجمل نفسها فلن تنجح في إخفاء حقيقة الإجرام والتطرف عنها، لذلك نجدها تحاول التسلل من خلف ستار ومزاعم وشعارات الحديث عن الإنسانية.
الإرهاب الأميركي يتجسد اليوم بشكل حي من خلال الحرب الإرهابية على سورية والمستمرة منذ أكثر من عشر سنوات، وهاهي انتهاكاته ضد الشعب السوري التي يمارسها بأبشع صوره تقدم حقيقته التي نشأ عليها، والتي لا يمكن أن يخرج من طورها لأنها تتناسب مع الطبيعة اللاإنسانية واللاأخلاقية التي يتسم بها.
ضمن هذا السياق جاء وصف وزارة الخارجية والمغتربين للتقرير السنوي لوزارة الخارجية الأميركية حول حالة حقوق الإنسان في العالم بأنه سيء الصيت، ويحمل الكثير من الكذب والنفاق ويقدم جملة إضافية من مزاعم التضليل الذي تمارسه الإدارة الأميركية في سياساتها وأساليبها الالتوائية حول سورية وحول من لا يرضون بهيمنتها والتماشي مع سياساتها كروسيا وإيران وكوبا وروسيا البيضاء وأميركا اللاتينية والصين وكوريا الديمقراطية وغيرها.
إنه إرهاب التسييس وتسييس الإرهاب ضد سورية الذي تواصل أميركا استخدامه للاستثمار به في مشاريعها وأطماعها العدوانية، بحيث لا تكف عن التبجح بالحديث عن حقوق الإنسان، بينما تمارس على السوريين أبشع أنواع الإرهاب والتعذيب بانتهاك أبسط حقوقهم الإنسانية، من عقوبات اقتصادية قسرية أحادية الجانب، إلى حصارهم وتجويعهم وسرقة عشرات آلاف الأطنان من قمحهم ومئات آلاف براميل النفط في الجزيرة السورية وتهريبها في عربات وشاحنات وصهاريج تابعة لقوات الاحتلال الأميركي عبر معابر غير شرعية إلى العراق وأمام مرأى ومسمع العالم، وعبر عملائها ومرتزقتها وأدواتها في الإرهاب.
لا نستغرب أن تعد وزارة الخارجية الأميركية هكذا تقرير لأنها تستند في مصادر معلوماتها على أدواتها من الإرهابيين، فكل يصدق من هو على شاكلته، ولهذا تبتعد عن المصادر الموثوقة في استقاء معلوماتها، ألم تشن أميركا و فرنسا وبريطانيا عدواناً على سورية في 14 نيسان عام 2018م ، تحت حجج واهية ومعلومات مضللة مصدرها التنظيمات الإرهابية، وكم مرة دعت واشنطن مجلس الأمن لجلسات طارئة لإنقاذهم ووقف تقدم الجيش العربي السوري الذي يحارب الإرهاب، بينما آلاف القذائف والتفجيرات بحق الأبرياء والمدنيين لم تحرك لدى الولايات المتحدة أي مشاعر للإنسانية.
لا يحق لأميركا التحدث من منصة حقوق الإنسان ولا تقييم دول بعينها لأنها ترفض فقط التبعية والانقياد، لأن انتهاكاتها ضد الإنسانية لا تعد ولا تحصى، ولن تكون أميركا ولا غيرها أحرص على الشعب السوري وحقوقه من نفسه وحكومته وقيادته، وهم ليسوا بحاجة إلى التقييمات الأميركية السوداء ومحاولات التسلل من خلفها بالتسويق للكذب والتضليل المفتعل على مدار الوقت عبر محطات ووسائل إعلام مشتراة ومبرمجة بنفث السموم وقلب الحقائق للتغلغل في المجتمع من حيث فشلت وأفلست وهزمت، فهي حيثما تحل يحل الخراب وحيث تسحق وتهزم يحل الأمن والاستقرار، لذلك فالاستمرار في مقاومة إرهابها وطردها طريق للنصر والحقوق والحياة والإعمار.