الثورة أون لاين – ليندا سكوتي:
“سورية.. مبدئية الموقف ومركزية القضية” هو عنوان المحاضرة التي ألقاها اليوم الدكتور معن صلاح الدين على مدرج اتحاد الكتاب العرب بدمشق، واستهلها باستعراض المواقف الشجاعة والحكيمة للسيد الرئيس بشار الأسد والدور الكبير الذي قام به في تحقيق النصر على الإرهابيين والمرتزقة والفاسدين.
وأكد المحاضر أن الرئيس الأسد قائد فذ لا يغيب حضوره وإن ادلهمت الخطوب، أو تعدد الأعداء وتكالبوا وتوحشوا لأنه وعى ما يدور في البيت الوطني الذي استقى منه ثقافته العروبية والوطنية الحقة، وقد أنار له السبل في اتخاذ المواقف الوطنية والقومية والإنسانية التي سبقه إليها القائد المؤسس الرئيس الخالد حافظ الأسد واختزلها في دوائر سياسية ثلاث تتمثل الأولى منها بالدائرة العربية والثانية بالدائرة الإقليمية والثالثة بالدائرة الدولية.
وأضاف الدكتور صلاح الدين علي: لقد كانت الأحداث طوال أكثر من عشرين عاماً تحت ناظري الرئيس الأسد فأدرك تلك الأحداث وشرحها وحللها ليجتبي خلاصاتها ويعرف أبعاد ما ترمي إليه السياسات الغربية، وما تستهدفه حين تعمل في اتجاهين، أولهما شق الصف العربي وتدمير كل فكرة تنادي بالوحدة العربية، وثانيهما، تقوية السياسات التابعة لكل ما يريده الغرب طلباً لتحقيق مصالحه في المنطقة.
واستطرد المحاضر قائلاً: منذ تولي الرئيس الأسد مهامه ما انفك الغرب يقدم الإغراءات والوعود بغية تغيير معادلة (الصراع العربي- الصهيوني) للقبول العربي بالكيان الصهيوني على أنه كيان من النسيج الطبيعي للمنطقة، لكن الرئيس الأسد رفض تلك الإغراءات والوعود كافة نظراً لإيمانه المطلق بأن كلفة المقاومة أقل من كلفة الاستسلام الذي يريده الغرب.
وبعد رفض إغراءات الغرب الأوروبي والأميركي وترهيبهم، استدار هذا الغرب ليعود إلى سياسته القديمة وهي قهر الآخر بالقوة وتخويفه بالتهديد والوعيد، وحصاره الخانق للشعب حتى في لقمة عيشه، هذا الغرب الذي يدعي حماية حقوق الإنسان، والإيمان بالقيم الإنسانية، وسيادة الدول فوق ترابها، بينما هو كاذب ينافق في كل قول وتصريح ومسعى لأنه لا يؤمن إلا بسياسة الترغيب والترهيب والجزرة والعصا، فإما هذه أو تلك، وقد كان الرئيس الأسد، ومنذ بداية عهدته الحامل للمسؤولية السورية كلها، يدرك هذا ويعرفه، لأنه قرأ التاريخ وعرف مجرياته.
ورأى الدكتور علي أنه عندما يئس الغرب من تعديل مسارات السياسة التي انتهجتها سورية، بدأ بشن الحرب على بلدنا من أجل تركيعها وزرع الخوف في نفوس شعبها وتدمير بناها التحتية وقوتها العسكرية، وقال: “لو كان أي قائد غير الرئيس بشار الأسد، ومهما أوتي من حكمة ورجاحة عقل، ودهاء سياسي وإخلاص وطني، وإيمان بالتاريخ، وثبات على العقيدة، وخلال حملة الضغوط الغربية المستمرة منذ عام 2000 وحتى يومنا الراهن، وبتصاعد يسفر عن الوجه القبيح للغرب، لكان استجاب، وهادن، وحاور، وامتثل لبعض رغبات الغرب ومتطلباته، لكن القائد الأسد، ومع مرور الوقت، وتعدد التجارب، والصبر الشعبي الذي لا مثيل له، ازداد ثقة بالنفس والشعب معاً كلما اشتدت وقست حملات الغرب الغاشمة على سورية، إذ طالت رغيف الخبز، والمدرسة، والمشفى وكل وجوه الحياة في سورية، إنه الرجل الذي يعرف أن تكاليف الصبر والثبات والصمود أشرف وأنبل من تكاليف الخضوع لأوامر الغرب وسياساته التي لا تريد لشعبنا العزة والمكانة، ولا لبلادنا أن تمضي في سياسة التطوير والتحديث.
وقال الدكتور علي: إنه خلال العشرية المجرمة التي نعيش آثارها السلبية وخاصة الحرب الاقتصادية، أثبت الرئيس الأسد بأن لا طريق أمام هذا الشعب سوى التعاضد والتكاتف والاعتماد على الذات لخلق مقاومة وطنية واحدة تغطي الأراضي السورية من جنوبها لشمالها ومن شرقها إلى غربها، وعبر سيادته، وفي أكثر من خطاب وتصريح بأن ما لم يأخذوه بقوة السلاح، لن يأخذوه بحربهم الاقتصادية وحصارهم البربري الذي يعبر عن عدم مصداقية الغرب الذي يتحدث عن الشعوب وحقوقها وحريات الشعوب وكرامتها، وعن القانون الدولي ونصوصه لأن الغرب، وبتصرفاته الرعناء عبر السياسة الهوجاء يشكو من انفصام مرضي عن الواقع، فهو ينادي بالديمقراطية ولا يريدها إلا للغربيين، وينادي بالحرية والسلام والعزة والكرامة ولا يريدها إلا للغربيين وحدهم، وينادي بسيادة الدول ولا يريدها إلا لدوله، وبهذا يشكو الغرب من انفصام مرضي واضح كل الوضوح في سياساته الخارجية.
وبيّن الدكتور علي أن مصداقية الرئيس الأسد استقطبت أهم دولة آسيوية قريبة إلينا وهي الجمهورية الإسلامية الإيرانية التي وقفت وقفة الشرف إلى جانب سورية، كما أن سيادته وبحكمة عالية استطاع أن يستقطب دولة عالمية عظمى هي روسيا الاتحادية التي وقفت إلى جانب السياسة السورية، وهو الذي أثنى على تضحيات جيشنا الباسل عندما قال: “انتزع أبطال الجيش العربي السوري انتصارهم العظيم، الذي هو درس بالغ الأهمية للعالم أجمع، ولشعوب الأرض المستضعفة أيضا، لقد انتزع الجيش العربي السوري انتصاره المذهل من وسط دخان الحرائق التي أشعلها الإرهابيون في المدن والقرى والمعامل وصوامع الحبوب والمشافي والمدارس، ومن وسط أحزان أمهات الشهداء، ومن وسط الشامتين المتفرجين على الخراب والتدمير الذي طال كل نبيل ونفيس في البلاد”.
واختتم الدكتور علي محاضرته بالإشارة إلى أن الرئيس الأسد الذي دافع عن سورية أرضاً، وتاريخاً، وبشراً، وعمراناً كي تظل البلاد الرائدة في المستقبل، البلاد التي ترى الحق وتعيشه، وتعرف القوة وتعيشها، وتعرف المجد فتصنعه هو أمل السوريين الذين تهتف قلوبهم، قبل حناجرهم، بالتأييد له لأنه أيد كل ما هو وطني وقومي وإنساني من أجل رفعة سورية ونصرة الأمة العربية.