الثورة أون لاين- رفاه الدروبي:
لقد كان لواسطة العقد نصيبٌ بعرض الفيلم الروائي الطويل “لآخر العمر” للمخرج باسل الخطيب والكاتب سامر محمد إسماعيل، بحضور الفنانين وائل رمضان ورنا شميس، إنتاج الهئية العامة للإذاعة والتلفزيون السوري وسط جمهور كثيف في مسرح قصر الثقافة بحمص.
استخدم مخرج الفيلم الخطيب وقائع خارجية موجهاً أنظاره إلى الفضاء الرحب والواقع الحي واللباس المناسب، فبدت المشاهد وكأنها حقيقة، ما جعل أغلب جمهور الحضور يتفاعل مع مجريات الأحداث، ولم يدخل إلى الغرف إلا في مشاهد قليلة، بينما كانت حركة الكاميرات سريعة في بعض المشاهد ثابته في أخرى، حسب ما تطلبته مجريات الأحداث، ونظيفة وصافية واستخدم أضواء خافتة عبَّرت عن واقع المكان وظروف المحيطة خلال السنوات العشر العجاف، حيث الهجرة والتشرد والبيوت والأبنية المدمرة الآيلة للسقوط وسط أعشاب خضراء يانعة وكأنه يقصد منها بأن الربيع آت لا محالة، وستذهب الليالي الحالكة بما تحمله من أسى وحزن إلى أيام مشرقة ومبهجة ظهرت في نهايات الفيلم عندما تجلس الفتاة الرقيقة ياسمين في الطبيعة الخلابة لترسم زقزقة العصافير والجبال الشامخة والسهول والوديان في منظر بهي التقطه من ريف حمص الغربي حسب تتر البداية.
الفنان رمضان في تصريح للإعلاميين تحدث بأنه كان لابد من عرض الفيلم في حمص رغم بدء إجراءات الحظر وأبدى دهشته من الحضور الكبير من قبل الجمهور وتفاعله بكل مشاعرهم وجوارحهم مع الحالة الإنسانية المطروحة بالفيلم، لافتاً بأنهم استطاعوا الوصول إلى بعض الآلام المسيطرة على السوريين في السنوات العشر الماضية منوهاً إلى ما بذلوه من جهد مضاعف من أصغر شخصية إلى أكبرها وحتى الفنيين والمونتاج في الفيلم أثناء أنجازه لأنهم آمنوا بما قدموه فأحب الجمهور العمل ووصل إليهم، مشيراً بأن ما شاهده في حمص أنساه كل التعب وأعطاه دفعاً ولمس تفاعل الجمهور الذي كان باديا من نظراتهم.
أما الفنانة رنا شميس فأبدت عجزها عن الكلام أمام الجمهور الحمصي خاصة وأنها تزور المدينة لأول مرة، واعتبرت بأن الجمهور العريض أقدر منها للحديث عن الفيلم، مقدمة ثناءها لحضورهم رغم الظروف الصحية الصعبة لواقع بات الكل يخشاه، وعبَّرت عن اندهاشها من حضور أعداد كبيرة والتفاعل والتأثر المحيط بهم