أحجية الزمن

 

الملحق الثقافي:حسين شعبان :

من يؤمن بالفيزياء، يعرف أن الفاصل بين الماضي والحاضر والمستقبل هو وهمٌ عنيدٌ مستمر.
في عهد نيوتن، كان هناك اعتقادٌ أن الزمن هو الخلفية الثابتة للكون، بالضبط كـ ديكور المسرح، يتحرَّك الممثلون جيئةً وذهاباً، ويؤدّون أدوارهم باحترافية، لكن الديكور لا يتأثَّر بحركاتهم أو وجودهم من الأساس، فهو ثابت ومستقر على حالته، الزمن كذلك، من وجهة نظر نيوتن، منفصلٌ عن أحداث هذا الكون ثم تظهر النظرية النسبية (الخاصة والعامة) لتقول لنا :إن الزمن -على العكس تماماً- ذو طبيعة «نسبية»، أي أنه يتأثر بحركات الراصدين، وأن كلّ شيء حدث، أو يحدث، أو سوف يحدث، في هذا الكون، موجودٌ بالفعل، وقال: لنتخيّل أن كلّ الكون هو رواية ضخمة بها 1000 حدث ممتع، نتفق أنا وأنت على ذلك، وكلّ واحد منّا يمُسك بالرواية نفسها التي تحتوي على الأحداث الألف نفسها، لكننا معاً نختلف على ترتيب الأحداث بداخلها، أيها حدث قبل الآخر، وموضع حدوثها، وأعداد الصفحات التي تمر بين كلٍّ منها، أما هذه الرواية البديعة (الكون) فهي موجودة «هناك» كاملة، لكن، أين يقع هذا الـ «هناك»؟ كيف يمكن أن نراه أو ندركه أو نشعر به؟.
لا يمكن لنا فعل ذلك. في الحقيقة، إننا، نحن البشر، محدودو الإدراك، تقع قدراتنا، وتركيب خلايانا وصولاً إلى أصغر الذرات بها، ضمن نطاق ثلاثي البُعد فقط، لا يمكن لنا تصوّر أو تخيّل الكون بشكله رباعي البُعد.
إما أن هذا الكون عجيب بقدر ما يمكن للعجب أن يكون، وإما أن النسبية تضحك علينا، لكن النتائج التجريبية لاختبارات النسبيتين، تؤكد بالفعل أن تلك الأفكار ليست فقط مجرد كتابات رياضية معقدة، ولكنها جزءٌ رئيسي من جوهر هذا الكون، في تلك الحالة لم يبق لنا إلا اختيار واحد، وهو أن:
«الطبيعة غريبة بقدر استطاعتها أن تكون كذلك، وهي غريبة بشكلٍ يجعل القوانين التي تفسرها تبدو مجنونة للدرجة التي لا يمكن تصديقها، ومع ذلك حينما نتتبع نتائج تلك القوانين، نجد أنه يمكن فهم كلّ الظواهر العادية».

التاريخ: الثلاثاء6-4-2021

رقم العدد :1040

 

آخر الأخبار
قمة فوق سوريا... مسيرات تلتقي والشعب يلتقط الصور لكسر جليد خوف التجار..  "تجارة دمشق" تطلق حواراً شفافاً لمرحلة عنوانها التعاون وسيادة القانون من رماد الحروب ونور الأمل... سيدات "حكايا سوريا" يطلقن معرض "ظلال " تراخيص جديدة للمشاريع المتعثرة في حسياء الصناعية مصادرة دراجات محملة بالأحطاب بحمص  البروكار .. هويّة دمشق وتاريخها الأصيل بشار الأسد أمر بقتله.. تحقيق أميركي يكشف معلومات عن تصفية تايس  بحضور رسمي وشعبي  .. افتتاح مشفى "الأمين التخصصي" في أريحا بإدلب جلسة حوارية في إدلب: الإعلام ركيزة أساسية في مسار العدالة الانتقالية سقوط مسيّرة إيرانية بعد اعتراضها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي في  السويداء.. تصاعد إصابات المدنيين بريف إدلب تُسلط الضوء على خطر مستمر لمخلفات الحرب من الانغلاق إلى الفوضى الرقمية.. المحتوى التافه يهدد وعي الجيل السوري إزالة التعديات على خط الضخ في عين البيضة بريف القنيطرة  تحسين آليات الرقابة الداخلية بما يعزز جودة التعليم  قطر وفرنسا: الاستقرار في سوريا أمر بالغ الأهمية للمنطقة التراث السوري… ذاكرة حضارية مهددة وواجب إنساني عالمي الأمبيرات في اللاذقية: استثمار رائج يستنزف الجيوب التسويق الالكتروني مجال عمل يحتاج إلى تدريب فرصة للشباب هل يستغلونها؟ تأسيس "مجلس الأعمال الأمريكي السوري" لتعزيز التعاون الاقتصادي بين دمشق وواشنطن تسهيل شراء القمح من الفلاحين في حلب وتدابيرفنية محكمة