الثورة أون لاين- أدمون الشدايدة:
تعيش الولايات المتحدة مزيداً من التخبط والارتباك نتيجة التغيرات الدولية وانقلاب الموازين لصالح التنامي الكبير والتقدم الصيني/ الروسي على مستوى العالم، بكافة الصعد والمجالات لاسيما العسكرية والتكنولوجية.
فأميركا باتت تخشى على ذهاب سطوتها وهيمنتها على العالم، وباتت تبحث في فضاء أوهامها عما يعرقل تلك التغيرات الدولية، باختيارها نهج التصعيد والذهاب بقراراتها ما أمكن نحو سياسة العسكرة التي تهدد بلا شك السلم والأمن الدوليين.
وهي تعكس رغبتها في توجيه البوصلة نحو التصعيد الذي يدخل العالم ضمن دائرة الخطر وإبقائه تحت مرمى قراراتها الحمقاء التي تعيد إلى الذاكرة عشرات الحروب التي سببت كوارث هائلة.
إذاً سياسات واشنطن تترجم اليوم عبر تخصيص ميزانية ضخمة طالب بها الرئيس الأميركي جو بايدن الكونغرس لصالح وزارة الحرب، وهي تعد أكبر ميزانية في التاريخ الأميركي، لتظهر وتؤكد سياسة الهيمنة وعقلية العسكرة المتوارثة بين المتعاقبين على إدارة البيت الأبيض، كما أن هذا الأمر يعري وعود بايدن الجوفاء بالتخلي عن تلك العقلية شأنه كشأن من سبقوه من رؤساء أميركيين.. ويبقى السؤال عن احتمالية سعي أميركا لجر العالم نحو حرب جديدة تهدده وتضعه على شفير الدمار؟.
إذاً بات من المعروف بأن سباق التسلح لعبة أميركا لضرب خصومها، وهي اليوم على ما يبدو تخوض هذا الغمار على نسق الحرب الباردة التي أسست لها بعد الحرب العالمية الثانية.
وكان بايدن قد طلب في مسودة ميزانية قدمها إلى الكونغرس تخصيص 715 مليار دولار إلى البنتاغون من أجل التصدي لما سماه “تهديدات محتملة من روسيا والصين” محرضاً وفق موقع (وورلد سوشاليست) الأمريكي على مزيد من الإنفاق على الأسلحة النووية، وتعزيز أسطول الغواصات النووية، وتطوير تشكيلة واسعة من الأسلحة بعيدة المدى التي يزعم المسؤولون العسكريون الأميركيون أنها ضرورية من أجل المواجهة المفترضة مع موسكو وبكين.
وتظهر الميزانية أن الوعود التي أطلقها بايدن ومن ورائه مؤيدوه في الحزب الديمقراطي حول التخلي عن سياسة العسكرة والاندفاع نحو الحروب التي اعتمدتها إدارة سلفه دونالد ترامب واستبدالها بالدبلوماسية والحوار كانت مجرد أكذوبة، وهي عادة أميركا إشعال فتيل التوتر مع الدول.
يذكر أن أميركا قد استخدمت الميزانيات العسكرية الضخمة لشن الحروب على الدول وتدميرها كما حصل في سورية والعراق واليمن وأفغانستان وليبيا وكوسوفو والقائمة تطول