التهريب واستنزاف الموارد

منذ أيام كشف مصدر في وزارة المالية لإحدى الصحف المحلية بأنه تم إيقاف عدد من العاملين في الأمانات الجمركية الحدودية (أمانة جديدة يابوس الحدودية مع لبنان وأمانة نصيب الحدودية مع الأردن) وشخص يعمل لدى مديرية جمارك دمشق وصدر قرار بالحجز الاحتياطي على الأموال المنقولة وغير المنقولة بحق أحد كبار المخلصين الجمركيين وأن معظم العاملين الذين تم إيقافهم وإحالتهم للتحقيق هم رؤساء أقسام وكشافون وعددهم 8 أشخاص.
الخبر حمل في طياته أكثر من رسالة وأولها مكافحة الفساد والحد من التهريب و أنه لا أحد فوق سلطة القانون، ناهيك عن أن العاملين في المنافذ والمعابر الحدودية هم أشخاص مؤتمنون على البلد وسلامته ويجب أن يكونوا على قدر الثقة والاختيار.
التهريب آفة خطيرة وهدامة وهو يؤثر سلباً على موارد الدولة وعلى أدائها الاقتصادي ويؤدي لحرمان خزينتها من الإيرادات الجمركية المفروضة على تصدير واستيراد السلع وفقدان الموارد وهو يلحق أضراراً بالملتزمين ضريبياً ويخلق تشويهاً بنظام الأسعار وانهيار العملة المحلية أمام العملة الأجنبية وتدمير الصناعة المحلية نتيجة المنافسة غير المتكافئة جراء دخول السلع الأجنبية بدون رسوم جمركية مما يجعلها رخيصة أمام المستهلك المحلي، وهو أيضا معول هدام للبنية الأخلاقية للمجتمع ويجب اجتثاثه وتجفيف منابعه واستئصال جذوره ورموزه .
تهريب السلع الإستراتيجية والأساسية في حياة المواطن كالوقود والسكر والدقيق والقمح والنفط والأموال والثروة الحيوانية إلى دول الجوار يؤثر تأثيراً مباشراً في الأحوال المعيشية للمواطنين باعتبارها سلعاً مدعومة من الدولة ويضر بالخزينة ويستنزف ثروات البلد ويمهد التهريب من الخارج الى الداخل الطريق لإغراق السوق الوطنية بسلع ومنتجات مهربه لم تخضع لمعايير وفحوصات الجودة والمقاييس مما يعرض المستهلك للعديد من المخاطر الصحية والاقتصادية لأنه تم إدخالها بطريقة غير مشروعه.
أهم معوقات مكافحة التهريب تكمن في إيجاد مبررات لإقناع الناس بان الظروف الحالية تستلزم غض النظر عن التهريب، وقصور الإجراءات الرادعة ضد عصاباته و من يتخاذل أو يتواطأ معا لذلك يتوجب إعادة النظر في القوانين وتشديدها وتعزيز تنفيذها بشكل صارم وسريع باعتبارها جريمة خطيرة تهدد الوطن والمواطن، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحجيم الفوارق في الأسعار بين الداخل والخارج وتحجيم هامش الربح كون ذلك سيحد بشكل كبير من التهريب وتعزيز الشراكة الوطنية بين جميع الأطراف وفي مقدمتها الجهات الحكومية والشعبية والقطاع الخاص لمكافحة التهريب باعتبار الأطراف الثلاثة متضررين بشكل مباشر منه.

أروقة محلية- بسام زيود

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري