الثورة أون لاين- رامز محفوظ:
بعد أن برعت وأتقنت صناعة الإرهاب وضخه وتصديره إلى الدول الآمنة ساعية من وراء ذلك إلى تحقيق أجنداتها الاستعمارية القائمة على النهب والسرقة والبلطجة، يبدو أن شوكة واشنطن قد بدأت بالانكسار، الأمر الذي استدعى منها ضرورة مراجعة سياستها الاستبدادية التي لم تجلب سوى المزيد من الكراهية للولايات المتحدة الأميركية، وتبحث عن مخرج يحفظ لها ماء وجهها الملطخ بدماء الأبرياء في كل المناطق التي احتلتها وعاثت بها خراباً ودماراً.
واشنطن التي كانت ومازالت تسير على نهج البلطجة ودعم الإرهاب وتعويمه وإيهام العالم بأنه وجودها على الأراضي التي ضخت لها الإرهاب من كافة أصقاع العالم من أجل محاربته والقضاء عليه باتت كذبة كبيرة لم تعد تنطلي على أحد مع توالي الشواهد والأدلة الدامغة التي تثبت أن يد واشنطن حاضرة في كل مشهد أو منطقة يضربها الإرهاب، وما شعارات محاربة الإرهاب إلا شعارات مزيفة تخفي تحتها واشنطن المزيد من الخبث والأطماع والمصالح التي تسعى لتحقيقها على حساب عذابات وأوجاع الشعوب.
فمن البديهي أن ما تدعيه واشنطن اليوم على لسان رئيسها جو بايدن من انسحاب مزعوم من أفغانستان، والذي ادعى بأن انسحاب قواته يأتي بعد اقتناعه بأن السبيل الأمثل لتعزيز مصالح واشنطن هو إنهاء الحرب في أفغانستان بعد عشرين عاماً على اندلاعها، وكي تتركز الجهود على الدعم الدبلوماسي لعملية السلام هناك، ليس إلا ذر للرماد في العيون ومحاولة جديدة تخفي تحتها المزيد من خبث النيات الأميركية الرامية إما لإعطاء راية الإرهاب التي حملتها على مدار عشرين عاماً في أفغانستان إلى صنيعتها حركة “طالبان” الإرهابية من أجل الاستمرار بافتعال المزيد من العمليات الإرهابية بإيعاز منها والاستمرار بنشر حالة الفوضى والذعر، أو عبارة عن فقاعة إعلامية لطالما أتحفتنا بها واشنطن لحرف البوصلة عن إجرامها وإرهابها المفضوح.
فقائمة ادعاءات واشنطن بانسحابها من أفغانستان بعد الاتفاق مع أداتها الإرهابية طالبان تطول، وكانت وقعت واشنطن وحركة طالبان الإرهابية بداية العام الماضي اتفاقاً لإنهاء الحرب في أفغانستان.
وقد ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الاتفاق الذي وقع عليه المفاوض الأمريكي زلماي خليل زاد ورئيس مكتب حركة طالبان السياسي، ونائب متزعمها الملا عبد الغني برادر بحضور وزير الخارجية الأمريكي مارك بومبيو، وممثلين عن عشرات الدول ينص على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان خلال أربعة عشر شهراً.
كما ينص الاتفاق على تعهد طالبان بقطع علاقاتها نهائياً مع تنظيم القاعدة الإرهابي والدخول في مفاوضات مع الحكومة الأفغانية بحلول الأول من آذار القادم.
وبحسب الاتفاق ستنسحب القوات الأمريكية بشكل تدريجي من أفغانستان على أن ينخفض عديد جنودها من 13 ألفاً إلى 8600 خلال أشهر معدودة وفقاً لبرنامج زمني مبدئي ومشروط بالتزام طالبان الإرهابية بمحاربة تنظيم (داعش) الإرهابي والتقدم في المفاوضات بين الأطراف الأفغانية.
وسط هذه المعطيات التي تؤكد عدم جدية واشنطن في الانسحاب من أفغانستان بعد جولات عدة من المفاوضات للانسحاب ورغم تصريحاتها المتكررة بحتمية انسحاب قواتها منها إلا أن بعض الأوساط الأميركية رأت، بأن الانسحاب الأميركي المزعوم من شأنه أن يهدي حركة طالبان نصراً دعائياً، لكن رغم ذلك تبقى إرادة الشعب الأفغاني فوق كل اعتبار واندحار القوات الأميركية سيكون حتمياً