من دفاتر الوطن.. مجاهدون سطروا أروع ملاحم البطولة في سفر التاريخ

الثورة اون لاين السويداء – رفيق الكفيري:
الجلاء الذي نحتفل اليوم بذكراه 75 خير دليل وشاهد على ضروب الشجاعة والبطولة والبسالة التي سطرها السوريون من أقصى الشمال إلى الجنوب ومن الساحل إلى الجزيرة، ومنهم أبناء الجبل الأشم جبل العرب في مواجهة الغزاة والمحتلين، وبهذه المناسبة العظيمة نستنهض ذاكرة التاريخ لنكتب سيرة بعض المجاهدين والشهداء الأبطال, هؤلاء الأبطال الذين برزوا في ساحات القتال أثناء الثورة السورية الكبرى عام 1925 ضد الاستعمار الفرنسي بقيادة قائد الثورة سلطان باشا الأطرش وكانت شجاعتهم مضرب الأمثال وأفعالهم تشبه الأساطير.
السابع عشر من نيسان من كل عام, سيبقى يشكل علامة فارقة و مميزة في تاريخ سورية الحديث, ففي مثل هذا اليوم تمكّن الشعب السوري وبإرادة قوية وعزيمة لا تلين، انتزاع النصر من عيون ومطامع المستعمرين, النصر الذي جاء بعد نضال عتيد دام ربع قرن ضد الاستعمار الفرنسي البغيض، وتمثل من خلال ثورات متعاقبة امتدت مساحتها على كل الجغرافية السورية
اجتماع قنوات والتحالف ضد المحتل الفرنسي..
يقول الباحث سميح الجباعي: لقد ورد في مذكرات والدي المجاهد متعب الجباعي إنه بعد معركة الكفر اندلعت الثورة في جميع أنحاء الجبل، وقام سلطان باشا الأطرش بجمع الوجهاء والأعيان وقدم إلي قنوات وطلب من أهلها الدخول لينادي بالثورة، وما كان من وجهاء قنوات إلا أن استقبلوه ومن معه من الفرسان خير استقبال ودخلوا قرية قنوات، واستدعوا من كل بلد من قرى الجبل شخص أو اثنين لعقد تحالف وعهد على استمرار الثورة، وكان من بينهم العديد من وجهاء الجبل ومن معظم القرى والعائلات، حيث تحالفوا على أن يكونوا يداً واحدة ويكون الهدف الأساسي الوحيد الوقوف أمام الغزاة وقتالهم وطردهم من البلاد.
سلطان باشا الأطرش قائد الثورة السورية الكبرى:
منذ إعلان الثورة السورية الكبرى عام 1925 ومبايعة سلطان باشا الأطرش قائداً عاماً لها, وجه قائد الثورة السورية عدداً من البيانات شدد فيها على الوحدة الوطنية ومواصلة الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي حيث جاء بيانه الأول (إلى السلاح إلى السلاح يا أحفاد العرب الأمجاد هذا يوم ينفع المجاهدين جهادهم، أيها السوريون لقد أثبتت التجارب أن الحق يؤخذ ولا يعطى فلنأخذ حقنا بحد السيف ولنطلب الموت توهب لنا الحياة).
ولد قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش في بلدة القريا 5 آذار عام 1888 وهو ابن الشهيد ذوقان الأطرش الذي أعدمه الأتراك مع بعض الزعماء من الجبل شنقاً بدمشق عام 1910 وتربى في مدرسة الجبل على حب الوطن والذود عن حياضه, وعارض بقوة الانتداب الفرنسي وثار في 21 تموز عام 1922 بسبب خرق الفرنسيين لحرمة الضيافة وأخذهم لضيفه أدهم خنجر الذي جاء يحتمي بداره.
وفي هذا المقام لا نجد أبلغ مما قاله القائد المؤسس الرئيس الراحل حافظ الأسد راعي الجهاد والمجاهدين في قائد الثورة السورية الكبرى عندما نعاه باسم الجمهورية العربية السورية ( كان سلطان باشا رمزاً كبيراً من رموز النضال الوطني وأبلى بلاء كبيراً ناصعاً في الجهاد ضد المستعمرين, وكان للثورة السورية الكبرى التي تولى قيادتها العامة الأثر الكبير في دفع مسيرة النضال من أجل الاستقلال نحو النصر, وسيظل اسمه في تاريخ قطرنا مقروناً بالكفاح الوطني).
‏ومن قادة الثورة السورية الكبرى الذين كانوا إلى جانب قائد الثورة في كل معارك الشرف والعزة والكرامة ضد المحتل الفرنسي الغاشم المجاهد عقلة القطامي الذي تربى في جبل العرب وأصبح صورة حية لأخلاق بيئته, وكان مثلاً أعلى في الدفاع عن الحرية والاستقلال, خابت آمال الفرنسيين في هذا الثائر والوطني عندما حذر الجنرال غورو بقوله: (إن الدورة الدموية التي تسري في عروقنا ليست فرنسية ولا بريطانية إنها عربية المنبع), وبعد أن احتلت جيوش الفرنسيين الجبل نزح مع قائد الثورة والمجاهدين إلى صحراء شرق الأردن حيث مكث 12 عاماً وما انفك خلالها يطالب بالاستقلال والجلاء عن سورية، وعندما قطفت الثمرة الأولى بمعاهدة عام 1936 عاد إلى الجبل مع المجاهدين عام 1937 وكافأته جماهير شعبنا في سورية ليكون في مجلسها النيابي لأعوام 1943- ,1947 ولدوره الوطني ورفضه لكل الإغراءات التي قدمتها له فرنسا, فقد قامت فرنسا بنفيه عدة مرات وهدمت داره في خربا وصادرت أملاكه والمجاهد الكبير القطامي من مواليد عام 1889 في قرية خربا في الريف الغربي من محافظة السويداء وانتقل إلى رحمته تعالى عام 1953.
المجاهد حمد البربور ولد في 5 شباط عام 1888 وكان يمين سلطان باشا الأطرش في الثورات الثلاث, أي الثورة العربية الكبرى, وتمرد ,1922 والثورة السورية الكبرى 1925-,1927 في اليومين الأخيرين من تموز (30-31) جرت عدة اشتباكات في الليل والنهار عرقلت تحرك حملة فرنسية بقيادة الجنرال ميشو لفك الحصار عن قلعة السويداء والحقت بها بعض الخسائر ولكن الثوار تكبدوا أيضاً خسائر غير قليلة حيث إن الحملة قد ضمت حوالى ثمانية آلاف مقاتل, كان خط قرية الدور- نبع قراصة هو خط الدفاع الأول, لذلك خاض الثوار معركة ضارية مع مقدمة قوات ميشو الكبيرة بالعدة والعدد، إلى أن أصيب في صدره فاستشهد حمد البربور في 12 آب 1925.

قاهر الدبابة الفرنسية..
كان في العشرين من عمره إبان الثورة اشترك مع رفاقه المقاتلين من قريته قنوات في معركة تل الخاروف عصر اليوم الأول، وفي فجر اليوم الثاني تقدم صفوف المقاتلين في معركة المزرعة إنه المجاهد صالح القضماني، وخلال المعركة خرجت مصفحة للعدو من مكانها واندفعت إلى الأمام، وأخذت تطلق نيرانها على الجهة التي كان القضماني يقاتل فيها فأصابته بأربع إصابات بيده وكتفه وقدمه ولم يأبه للدماء النازفة, بل صمد وانتزع كوفيته وضمد بها جراحه ووثب إلى سنام المصفحة وبندقيته بيده ومن فجوتها صوب بندقيته إلى رأس قائدها فقتله ولاذ بقية الجنود في جوانبها وانقلبت المصفحة واشتعلت فيها النيران واستمر يقارع العدو رغم جراحه الأربعة النازفة، وحمل ابن قريته إبراهيم الجرماني الذي أصيب بالمعركة بجرح بليغ على ظهره ونقله إلى مكان خارج ساحة المعركة ,وعمر القضماني بلغ الثامنة والثمانين وبقي شامخا كالصفصافة إلى أن رحل إلى ديار الخلد عام 1991.
فارس معركة المزرعة كان في الخامسة والثلاثين من عمره عند إعلان الثورة السورية عام 1925 وفي مقدمة الأبطال الذين خاضوا غمار معركة المزرعة, يصول ويجول على ظهر جواده بين الجنود الفرنسيين إنه المجاهد سليمان العقباني وكتب المجاهد الدكتور عبد الرحمن الشهبندر في مذكراته عن الثورة في الصفحة (166) ومن برز في هذه الملحمة وفاق الأقران المرحوم سليمان العقباني من بلدة السجن فكان ينفرد عن المقاتلين ويهز صارمه وينادي ( اشهدوا اشهدوا- اقرؤوا اقرؤوا) ثم يكر على المستعمرين، وقد قتل منهم ١٨ جنديا ثم أصيب فارس بمعركة المزرعة في الساعة الأخيرة من يوم القتال عندما كان يتعقب الجنود الفارين على مسافة بعيدة من ساحة المعركة وبرصاصة غادرة أردته شهيدا.
ومن المجاهدين الذين أبلوا بلاء حسنا في أم معارك الثورة السورية الكبرى معركة المزرعة المجاهد جاد الكريم فارس الحلبي حيث أصيب بطلق ناري في كتفه وساقه، ورغم ذلك تمكن من اعتلاء دبابة فرنسية وقتل قائدها واستطاع أن يستولي على بارودة فرنسية استخدمها في المعركة، وخلال الثورة السورية الكبرى كان له مشاركات في معارك الكفر واللجاة ووادي الفالوج ونظرا لبطولته وشجاعته كلفه القائد العام للثورة السورية الكبرى مع مجموعة من رفاق الثورة بمرافقة المجاهد إبراهيم هنانو إلى الأردن، والمجاهد عبد الكريم عامر الذي لقب بعبد الكريم الريف لبطولته وشجاعته وإقدامه وهو من مواليد قرية السويمرة في الريف الشمالي من المحافظة وفي مطلع شبابه انضم إلى قوافل المناضلين ضد الأتراك فاعتقل واقتيد إلى سجون دمشق وحكم عليه بالإعدام ولكن أفرج عنه بعد سنتين من الاعتقال في قلعة دمشق وعندما انطلقت الثورة السورية الكبرى عام 1925 رفع المجاهد عبد الكريم عامر راية الجهاد يرافقه في حمل السلاح أولاده ضاهر ومشاري وعبدالله ولم تحدث أي معركة, وفي أي زمان ومكان, طيلة سنوات الثورة إلا وكان المجاهد عبد الكريم في مقدمة الصفوف مع أبنائه ورفاقه وتشهد على ذلك (معركة نجران) عام 1926‏.

آخر الأخبار
بارقة أمل.. طلاب من جامعة اللاذقية لـ"الثورة": كلمة الرئيس برنامج عمل بفضل الله وتضحيات المعذبين تحررنا من السويداء.. مواطنون لـ "الثورة": كخادم لا كحاكم كلمة تختصر الكثير عناوين المرحلة بعيونهم.. طلاب وأساتذة جامعيون لـ "الثورة": الخطاب يمهِّد لبناء سوريا الغد كذبة الممر الإنساني.. "الثورة" ترصد أحداث مجزرة "شارع علي الوحش" في مخيم اليرموك.. و١٢٠٠ سوري وفلسطي... بعفوية وبساطة.. طمأن السوريين تجهيز أسواق للبسطات والإشغالات لتنظيمها في جبلة وثائق "القضاء العسكري" المحروقة والسرية شاهد حي على إجرام نظام الأسد آثار الدمار الهائلة في درعا شاهدة على حجم الإجرام لنظام قتل الإنسان وحقد على الشجر والحجر حي القابون شاهد على وحشية النظام البائد "BBC news": رئيس سوريا الجديد يتعهد لشعبه بالحفاظ على السلم الأهلي مهندسون ومحامون من طرطوس لـ"الثورة": الخطاب أسس للعبور الآمن صحيفة "الثورة" ترصد توثيق قادة العمليات لمرحلة تحرير سوريا.. من التشتت إلى توحيد الفصائل بوضوح.. المشاركة عنوان المرحلة الانتقالية البيض بوفرة وتصدير للفائض وانخفاض السعر بنسبة 50% حملة للقبض على تجار المخدرات والسلاح في قيطة وجدية شمال درعا خطة لزراعة 600 ألف غرسة حراجية في تل الحارة أهالٍ من طرطوس: من مرحلة الثورة إلى بناء الدولة.. رسائل عمل 1950 شهيداً رووا بدمائهم تراب مهد الثورة في درعا البلد مواطنون من درعا لـ"الثورة": خطاب أجاب على تساؤلاتنا