الثورة أون لاين – لميس عودة:
ببهاء وألق الذكرى الخامسة والسبعين لنيل الاستقلال وجلاء أخر محتل فرنسي، تعانق اليوم سورية بفخر سمو أمجادها وتصيغ ملامح الحاضر وترسم آفاق مستقبلها بهدي انتصارات ماضيها المشرفة، فمن استمسك بثوابته الوطنية لا تُحرف بوصلته ولن تضل خطواته وسيضيف انتصارات متجددة إلى سجل أمجاده الذي تحفل صفحاته بالإنجازات والبطولة والفداء على مر التاريخ السوري المقاوم .
في ذكرى الجلاء واندحار أخر جندي للمستعمر الفرنسي ما أشبه وقائع اليوم بالأمس يوم ينهل أبناء وأحفاد من صنعوا استقلال سورية من بواسل جيشنا من معين الكرامة ومنهل الإباء الذي لا ينضب، بل يفيض ثباتاً لا يلين، وتصميماً لا يستكين وعزيمة لا تخبو شعلتها حتى دحر أخر إرهابي وغازٍ ومحتل عن التراب الوطني الأقدس. فالأرض التي رويت بدماء أبطالنا الأشاوس الذين قارعوا المحتل الفرنسي وقطفوا المجد وعلقوه وساماً على صدر كل سوري أبي، لا تنبت إلا فخاراً ولا تزهر إلا انتصارات ممتدة على اتساع الخريطة الوطنية، والجباه التي كللت بالغار لا تنحني مهما اشتدت المحن.
لنيسان في ال17 عشر من تقويمه عبق المجد ولذكرى الجلاء خلود التضحيات وشرف الفداء، يوم صنع السوريون الأباة ملحمة دحر الاحتلال الفرنسي ونقشوا أبجدية النصر على صفحات تاريخهم المقاوم، فغدا هذا الإنجاز الدليل الملهم والنبراس المضيء يستهدي بنوره أبطال جيشنا وهم يذودون ببسالة عن أراضيهم ووحدة جغرافية وطنهم ويدحرون جحافل الإرهابيين، ويواجهون أعتى آلة إرهاب عالمي فيجترحون النصر من رحم الصعاب على اتساع الخريطة السورية وعلى امتداد مساحتها المقاومة.
نستذكر الجلاء في يومه الخالد فهو الراسخ فينا بمعانيه ودلالته، وهو البوصلة التي يقتدي بصوابية مؤشراتها بواسل جيشنا فيخوضون غمار كل المعارك ضد الإرهاب التكفيري والغزاة والمحتلين وهم على يقين أن هذه الأرض التي جهد رعاة الإرهاب لنثر بذور شرورهم فيها لن يحصدوها إلا أشواك هزائم وغلال خيبة وخسارات.
فعلى هدي الجلاء ضبطت الدولة السورية إيقاع خطواتها الاستراتيجية التي أثبتت صوابيتها ونجاعتها سياسياً وميدانياً فاستطاعت من خلالها تحرير القسم الأكبر من الجغرافيا السورية وتستكمل بحكمة واقتدار إنجازاتها في كل الميادين، وتعزز دوران عجلة الإنتاج والتعافي رغم التكالب الإرهابي السياسي والاقتصادي والعسكري العدواني، ورغم القرع الصهيوغربي على طبول التشويش والتجييش والتحريض العدواني في المحافل الدولية، فوحدة جغرافيتها وترابطها خط أحمر غير قبل للمقايضات والمساومات، ومحاربة الإرهاب ودحره عن التراب الوطني واجب مقدس وأولوية في استراتيجيتها، وحق قانوني تكفله جميع المواثيق الأممية.