الثورة أون لاين- راغب العطيه:
تتجدد الانتصارات السورية كل عام ضد الاستعمار الغربي ومخططاته العدوانية الإرهابية التي لا تنتهي، مرتكزة في ذلك على إرث وطني ونضالي خالد تجسد في يوم الجلاء العظيم الذي أنجزه أجدادنا منذ خمسة وسبعين عاماً عندما واجهوا الاحتلال الفرنسي البغيض بكل شجاعة وإرادة صلبة لا تلين، حتى أرغموه على الخروج من أرضنا الطاهرة جاراً وراءه ذيول الهزيمة والخيبة.
واليوم ونحن نحيي الذكرى الخامسة والسبعين لعيد الجلاء تحقق سورية جلاء من نوع آخر بعد معارك بطولية كبيرة خاضها شعبنا العظيم وجيشنا البطل ضد تنظيمات إرهابية تضم في صفوفها قتلة ومجرمين من جميع أنحاء العالم، وترعاها الدول الاستعمارية الكبرى من فرنسا إلى بريطانيا وصولا إلى الولايات المتحدة الأميركية وتقدم لها كل أشكال الدعم السياسي والعسكري والتسليحي والإعلامي.
وكما أنجز شعبنا الأبي وجيشنا العربي السوري البطل الاستقلال للوطن في المرحلة الماضية، فهما يواصلان اليوم صمودهما الأسطوري في مواجهة المشروع الإرهابي الأميركي الذي يستهدف سورية والمنطقة برمتها، وهما يحققان انتصارات على جميع الجبهات العسكرية والسياسية والإعلامية، الأمر الذي جعل من سورية والسوريين أنموذجاً يحتذى به في مواجهة المشاريع العدوانية التي تستهدف تاريخهم ووحدتهم ومستقبل أبنائهم.
وكما كان 17 نيسان يوماً وطنياً تحررياً، سيبقى كذلك إلى الأبد تتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل وسيكون شاهداً على التضحيات التي قدمها السوريون في معركتهم ضد الاحتلال الفرنسي ومشاريعه وأعوانه، وشاهداً على وحدة السوريين وتكاتفهم وتعاضدهم في المحن والملمات.
ومهما حاول مستعمرو الأمس أن يبدلوا لبوسهم اليوم وأن يزينوا ويغلفوا مشاريعهم بشعارات براقة كاذبة، فإنهم لن يستطيعوا بسياسات الإرهاب والاحتلال والتضليل والنفاق التي يتبعونها في باريس وواشنطن ولندن ومن يسير في ركبهم من أمثال العثماني أردوغان كسر إرادة السوريين في تحقيق جلاء أخر عندما يطهرون أرضهم من كل إرهابي مرتزق ومن كل جندي أجنبي معتد.