الثورة أون لاين- دينا الحمد:
ليس غريباً ولا جديداً على منظومة العدوان على سورية أن تجند مرتزقتها من تنظيم داعش الإرهابي للقيام بتفجيرات وأعمال إرهابية قبيل الاستحقاق الدستوري السوري، المتمثل بإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها، فهذه المنظومة كانت على مدى سنوات تستثمر بهؤلاء المرتزقة وتنشر فوضاهم الهدامة وقتلهم للسوريين وإجرامهم بحقهم عند كل محطة مفصلية في روزنامة السوريين الوطنية، وبعد كل إنجاز يحققه الجيش العربي السوري على امتداد جغرافيتنا الطاهرة.
وما ذكره بالأمس نائب مدير مركز التنسيق الروسي في حميميم اللواء البحري “ألكسندر كاربوف”، بعد تدمير قاعدة لتدريب الإرهابيين قرب مدينة تدمر ومقتل نحو 200 إرهابي، من أن هناك معلومات متوافرة تفيد بإنشاء مجموعات إرهابية قاعدة شمال شرق تدمر وإنتاج عبوات ناسفة يدوية الصنع وتشكيل مجموعات إرهابية لإرسالها إلى مناطق مختلفة في سورية، وتنفيذ عمليات إرهابية فيها لزعزعة الاستقرار والأمان، ما ذكره يؤكد هذه الحقيقة المطلقة التي عرفها العالم برمته على امتداد سنوات الحرب الظالمة والحصار الجائر من قبل هذه المنظومة الشريرة.
فقد دمرت طائرات تابعة للقوات الجوية الروسية قاعدة لتدريب الإرهابيين قرب مدينة تدمر ما أدى إلى مقتل نحو 200 إرهابي وتدمير مقرين للإرهابيين، و 24 سيارة رباعية الدفع محملة برشاشات من العيار الثقيل، إضافة إلى تدمير نحو 500 كيلوغرام من الذخائر والمواد الأولية لإنتاج عبوات ناسفة يدوية الصنع، كانت منظومة العدوان تعدهم لشن عمليات إرهابية وهجمات على مؤسسات الدولة السورية والمدن الكبيرة لزعزعة الاستقرار قبيل انتخابات الرئاسة والتي من المقرر أن تجري يوم 26 أيار المقبل.
ولعل قراءة سريعة وعاجلة في مغزى ما جرى ومكانه (قرب تدمر) يؤكد بشكل جازم أن منظومة العدوان بقيادة أميركا وتنفيذ قاعدتها العسكرية غير الشرعية في التنف هي التي أعدت وخططت لمثل هذه العمليات الإرهابية، فكل الأخبار المسربة من الصحافة الغربية على مدى سنوات تؤكد أن قواعد أميركا غير الشرعية على الأراضي السورية هي التي تنقل إرهابيي تنظيم داعش المتطرف من سجونها ومعتقلاتها في الحسكة إلى التنف تمهيداً لإطلاقهم ليعيثوا قتلاً وإجراماً بحق السوريين عندما ترى تلك القوات الغازية الحاجة لذلك.
حقيقة التخطيط والإعداد التامين للإرهابيين ليست جديدة على القوات الأميركية الغازية، فكل العالم شاهد غير مرة، وبالصوت والصورة والتوثيق الدقيق مثل هذه العمليات الإرهابية بحق الجيش العربي السوري والمدنيين خلال السنوات والشهور الماضية، وكلنا يذكر كيف قامت هذه القوات منذ فترة، وخلال أسبوع واحد، بتسعير الإرهاب ضد السوريين بطريقة هستيرية، حيث استهدف الدواعش حافلة في منطقة كباجب وأدى عدوانهم الإرهابي إلى استشهاد عشرات الجنود والمدنيين الأبرياء، وقاموا أيضاً بالهجوم على صهاريج نقل المحروقات والسيارات المدنية على طريق أثريا السلمية ما أدى إلى استشهاد عدد من المدنيين والعسكريين وجرح عدد من الأبرياء الآخرين.
وكل العالم شاهد أيضاً كيف تقوم قوات الاحتلال الأمريكي بنقل عشرات ومئات الإرهابيين التابعين لتنظيم داعش المتطرف أسبوعياً من عدة سجون في محافظة الحسكة إلى قاعدتها غير الشرعية في التنف على الحدود السورية/ الأردنية، وذلك عبر سيارات مصفحة وحراسة مشددة، لتجنيدهم في مهمات إرهابية أخرى تخدم أجندات أميركا الاستعمارية وأدواتها.
واليوم تكرر منظومة العدوان سياساتها الإجرامية ذاتها لوضع العصي أمام إنجاز السوريين لاستحقاقهم الانتخابي الرئاسي وزعزعة الاستقرار ونسف الأمان، لكن مصير إرهابييهم كان الموت والاندحار كما هو دائماً، وسينجز السوريون هذا الاستحقاق الدستوري شاءت هذه المنظومة الشريرة أم أبت
