أميركا.. سجل أسود من الإرهاب والجريمة

الثورة أون لاين – سامر البوظة:

مهما فعلت الولايات المتحدة الأميركية أو حاولت أن تفعل فإنها لن تستطيع أن تغير من حقيقتها الإجرامية أو تجمل صورتها المشوهة أمام العالم والبشرية أجمع، فسجلها الحافل بالإجرام منذ نشأتها يدلل عليها بوضوح ويفضح زيف شعاراتها المخادعة وادعاءاتها الكاذبة التي تتلطى خلفها دائما وذلك لفرض هيمنتها وتبرير تدخلاتها واعتداءاتها في أكثر من مكان في العالم، خاصة ضد الدول التي تناهض سياساتها أو تقف حجر عثرة أمام تحقيق أجنداتها أو مشاريعها الاستعمارية الخبيثة.
فلطالما ظلت الولايات المتحدة تزعم وتتبجح بأنها رافعة لشعارات الحرية والديمقراطية وأنها المدافع الأول عن حقوق الإنسان حول العالم, والحقيقة عكس ذلك تماماً, فهي أكثر دولة انتهاكا لتلك الشعارات وبعيدة كل البعد عنها, وهي أكثر الدول انتهاكا لكل القيم والمبادئ الإنسانية, فالولايات المتحدة أكثر الدول تشن حروباً وتعيث قتلاً ودماراً في تاريخ العالم, تهاجم دولاً وتطيح بأنظمة شرعية تحت ذريعة حماية “أمنها القومي”, وتنشر الفوضى وتنشر في الأرض الفساد تحت مبرر نشر الديمقراطية، تتحدث عن الحريات وهي التي تمارس القمع بأبشع صوره، وتقتل الأبرياء تحت مبرر ملاحقة الإرهابيين, وتزرع الرعب والخوف في كل مكان تحت مبرر إشاعة “العدل والسلام”.
إن تاريخ الولايات المتحدة تاريخ أسود يعج بالحروب والهمجية والعدوان و لم يسبقها عليها أي دولة في العالم, وبحسب الوثائق والإحصائيات فإن 93 بالمائة من عمر الولايات المتحدة هو عبارة عن حروب شنتها على دول العالم, وفي دراسة أخرى أثبت موقع “غلوبال ريسيرتش” الكندي أن حروب الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية تسببت في مقتل أكثر من ثلاثين مليون إنسان حول العالم.
وإذا أردنا أن نتحدث ونفصل في تلك الحروب والجرائم فإننا نحتاج إلى صفحات وصفحات ولكن سنكتفي بالتذكير والإضاءة على بعض ما قامت به من جرائم وانتهاكات فقط خلال العقدين الأخيرين، فالولايات المتحدة أنفقت ما يقارب 6.4 تريليونات دولار أميركي على الحروب التي شنتها منذ عام 2001, والتي أسفرت عن سقوط أكثر من 800 ألف قتيل, وخلفت عشرات الملايين من النازحين.
وربما أكثرها فظاعة كان احتلال العراق عام 2003 تحت ذريعة كذبة امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل, بعد حصار جائر لها دام 13 عاماً متواصلاً, فقتلت ودمرت وارتكبت أفظع الجرائم بحق هذا البلد وشردت شعبه الآمن ونهبت خيراته وثرواته دون أي وازع أو رادع إنساني أو أخلاقي وعلى مرأى من المجتمع الدولي ومنظماته دون أي مساءلة أو محاسبة.
وبحسب دراسة للموقع الكندي المذكور, فإن الحرب والهجمات التي شنتها الولايات المتحدة على العراق والوفيات التي تسببها الحصار الظالم واللا إنساني للفترة من 1991 إلى 2003 أودت بحياة 1.9 مليون عراقي, ثم من عام 2003 قتل حوالي مليون شخص آخر, أي أن حوالي 3 ملايين عراقي لقوا حتفهم على مدى عقدين من الزمن على يد الولايات المتحدة أو بسبب سياستها, حسب هذه الدراسة.
أما أطفال العراق فكان لهم النصيب الأكبر من الدمار ومن ويلات الحرب والحصار، ففي عام 1990 فرضت الولايات المتحدة الأميركية حصاراً اقتصادياً شاملاً على العراق, وكان هذا الحصار بمثابة حرب مفتوحة ضد أطفال العراق, حيث تجاوزت معدلات وفيات الأطفال دون سن الخامسة بعد فرض العقوبات طبقاً لتقارير اليونيسيف 4000 طفل شهرياً, وأدى ذلك إلى وفاة نصف مليون طفل عراقي في الفترة مابين 1990-1998, ويؤشر تقرير اليونيسيف في تشرين الأول عام 1999 أن سوء التغذية نتيجة الحصار تسبب في زيادة معدلات الوفيات بين الأطفال لتصل لأعلى المعدلات في العالم, وتواصلت نسبة وفيات الأطفال في الارتفاع في أعوام الحصار التالية لغاية 2003, وإضافة إلى الحصار كان أطفال العراق يقتلون نتيجة الغارات الجوية لقوات التحالف الأميركية والبريطانية على المناطق السكنية المدنية سواء خلال حرب الخليج عام 1991, أو ضمن ما يسمى بفرض مناطق حظر الطيران في شمال وجنوب العراق, وعلى سبيل المثال لا الحصر فقد أدى القصف الأميركي الوحشي لملجأ العامرية في الثالث عشر من شهر شباط عام 1991, إلى إحراق أكثر من 300 طفل عراقي مع عوائلهم بالكامل.
إضافة إلى ذلك كان أطفال العراق هم أكبر ضحايا التلوث البيئي نتيجة استخدام القوات الأميركية أسلحة اليورانيوم المنضب الإشعاعية خلال حرب الخليج عام 1991, والتي تعد جريمة إبادة منظمة بحق أطفال العراق كون الأثر الإشعاعي لاستخدام هذه الأسلحة سيستمر لمئات السنين القادمة, وكان من نتيجة ذلك زيادة كبيرة في نسب الإصابة بالأورام الخبيثة المضاعفة واللوكيميا والتشوهات الخلقية بين الأطفال في مدن المناطق الملوثة مثل البصرة والناصرية والسماوة وغيرها.
وبعد معاناة استمرت 13 عاماً, وموت مليون منهم بسبب الحصار الاقتصادي, اشتدت معاناة أطفال العراق بالغزو الأميركي عام 2003 الذي تميز بالاستخدام المفرط للقوة من قبل قوات الغزو الأميركي من خلال الغارات الوحشية التي شنت وتم تدمير البنى التحتية للبلاد وخاصة التعليمية والصحية, وحرق ونهب مؤسسات الخدمة المدنية والمراكز والمستشفيات, ناهيك عن إثارة الحرب الطائفية والفوضى والجريمة المنظمة.

أما في أفغانستان, فقد ارتكبت القوات الأميركية العديد من الفظائع والجرائم أيضاً في هذا البلد, وبحسب إحصاءات فإن تلك الحرب التي شنتها الولايات المتحدة تحت ذريعة “مكافحة الإرهاب” بعد أحداث أيلول, حصدت منذ بدئها قبل عقدين أكثر من 64000 قتيل من أفراد الجيش والشرطة الوطنية, بالإضافة إلى 42000 مدني, كما تزايد عدد القتلى المدنيين وسط تصاعد في قصف “التحالف” منذ تولي الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب منصبه عام 2016, وتم إسقاط حوالي 58602 قنبلة على أفغانستان منذ عام2011, وحتى الآن لم تعلن الحكومة الأميركية رسمياً عن خسائرها فيما يتعلق بتكلفة الحرب في أفغانستان, وذلك في الوقت الذي تشير فيه التقديرات إلى أن تكلفتها تتراوح ما بين تريليون و 6 تريليونات دولار.
واليوم تواصل الولايات المتحدة سياساتها العدائية وانتهاكاتها وتمضي في نهجها الإجرامي ضد سورية وشعبها على مرأى من العالم أجمع ووسط صمت مريب للمجتمع الدولي ومنظماته التي من المفترض أنها معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان وعن قضايا الدول, وما ارتكبته وترتكبه كل يوم في سورية لم يشهد التاريخ مثيلاً له بفظاعته ووحشيته, إن كان من حيث دعم الجماعات الإرهابية التي دربتها ومولتها لتنفيذ جرائمها, ومشاركتها لهم بالاعتداءات والقصف المتكرر الذي طال المدنيين الأبرياء, أو من خلال الحصار الجائر والعقوبات الظالمة التي تفرضها منذ سنوات تحت مسميات عديدة وتستهدف الشعب السوري في لقمة عيشه وغذائه ودوائه, ناهيك عن سرقة الموارد الطبيعية والنفط, وإحراق المحاصيل الزراعية وحرمان الشعب السوري من الاستفادة من خيرات بلاده.
والأمور لم تتوقف عند هذا الحد, فالوقاحة الأميركية ذهبت أبعد من ذلك عندما تتباكى على الشعب السوري وتصدر بيانات سنوية تتحدث عن حقوق الإنسان، متناسية بكل فجور أنها البلد الأكثر إجراماً وانتهاكاً لحقوق الإنسان في العالم, حتى في الداخل الرئيسية والأمثلة كثيرة, وأنها السبب الرئيسي وراء المعاناة التي يتكبدها الشعب السوري ويعاني منها, وتصريحات الساسة الأميركيين تفضح تماماً كذبهم ونفاقهم حيال تبني معايير مزدوجة بشأن قضايا حقوق الإنسان واستغلالها لمآرب باتت معروفة للجميع وتصب جميعها في مصلحتها.
ما تفعله الولايات المتحدة اليوم في العالم لم يسبق أن فعلته أي دولة عبر التاريخ, والجرائم الممنهجة التي ارتكبتها ولا تزال إداراتها المتعاقبة ضد العديد من الدول التي لا تتوافق مع سياساتها أو تسير في ركبها, هي جرائم حرب موصوفة وإرهاب دولي يجب محاسبتهم عليها, وما فعلته في العراق وفي أفغانستان وفي فلسطين وفي سورية وغيرها الكثير من الدول هو أبلغ شاهد ودليل على تلك الجرائم, فإلى متى ستبقى هذه العربدة الأميركية دون حساب أو عقاب, وإلى متى سيبقى المجتمع الدولي صامتاً لا يحرك ساكناً, ألم يحن الوقت لأن يخرج عن صمته وينطق بالحق ولو لمرة ويحاكم هؤلاء القتلة ويضع حداً لجرائمهم؟.

آخر الأخبار
تحرّك في الكونغرس لإلغاء عقوبات 2003 و 2012 المفروضة على سوريا  تعزيز الاستقرار والخدمات في حلب.. ومتابعة التنفيذ وتذليل العقبات الرنين المغناطيسي في "وطني طرطوس" قيد الصيانة.. وآخر جديد بالخدمة قريباً أسعار سياحية في أسواق درعا الشعبية تصريحات الرئيس الشرع تَلقى صدى إيجابياً واسعاً في وسائل الإعلام الغربية والعربية غضب واستنكار شعبي ورسمي بعد جريمة الاعتداء على الشابة روان في ريف حماة قمة ثلاثية في عمّان تبحث تطوير  النقل بين سوريا وتركيا والأردن أنقرة: "قسد" تراهن على الأزمة مع إسرائيل في سوريا… وتركيا تحذر  رؤية استراتيجية لإعادة بناء الاقتصاد السوري.. قراءة في حديث الرئيس الشرع انتهاكات الاحتلال للأراضي السورية.. حرب نفسية خطيرة لترهيب المدنيين منحة النفط السعودية تعطي دفعة قوية لقدرات المصافي التشغيلية "إكثار بذار حلب" تحتضن طلاب "التقاني الزراعي" في برنامج تدريبي باخرتان محمّلتان بـ 31570 طناً من القمح تؤمان مرفأ طرطوس  برؤية متكاملة وواضحة.. الرئيـس الشـرع يرسم ملامح المرحلة المقبلة   تركيا: يجب دعم سوريا.. واستقرارها مهم لأمن وسلام أوروبا ترحيب عربي وإسلامي باعتماد الجمعية العامة "إعلان حل الدولتين "  ناكاميتسو تشيد بتعاون سوريا في ملف الأسلحة الكيميائية وتصف المرحلة الحالية بالفرصة الحاسمة  مشاركة وزير التربية والتعليم في البرنامج الدولي للقادة التربويين في الإمارات  "الخارجية" تُشيد بالمبادرة الأخوية لقطر والأردن بإرسال قافلة مساعدات إنسانية  مركز نصيب الحدودي.. حركة تجارية نشطة ورفع القدرة الاستيعابية