محاربة الإرهاب أولوية وطنية وحق تكفله المواثيق الدولية

الثورة أون لاين – لميس عودة:

منذ أُريد للإرهاب أن يعصف بخريطة منطقتنا وعلى الأخص في سورية، لما لها من فرادة خصوصية جغرافية سياسية واستراتيجية وموقع ريادي مقاوم، وأُريد لرياحه أن تحمل سموم الإجرام الدموي لزعزعة أمان واستقرار الشعب السوري، ويوم فتحت الحدود العربية والإقليمية على مصراعيها لشذاذ الإرهاب التكفيريين ليعيثوا قتلاً وتدميراً، وشحذت سكاكين الإرهاب لتمعن في استهداف الجسد السوري المقاوم، أدركت الدولة السورية منذ بداية هذه الهجمة الإرهابية المسعورة الغايات والمآرب القذرة من محور العدوان.
وأدركت حجم المؤامرات التي تحاك في غرف الشر العالمي لاستهداف الوجود السوري ككل في ثوابته ومبادئه الوطنية والقومية ومحاولة حرفه عن الثبات على ضفة الحق، والتسليم والإذعان لمشيئة الباطل الصهيو- أميركي، الأمر الذي لم يتمكن من تحقيقه الإرهابيون ومشغلوهم، ورغم رفع منسوب استهدافهم الإرهابي فمازالت الدولة السورية بتلاحمها المتين مع جيشها وشعبها عصية على مخططات محور العدوان، وغدت أكثر قوة ومنعة وصلابة وتشبثاً بالحقوق المشروعة وفي مقدمتها دحر الإرهاب وتطهير الأراضي السورية من رجسه.
لم يتوقف الأمر عند الضخ الكبير للإرهابيين بمختلف تسمياتهم وتشكيلاتهم الإرهابية إلى الأراضي السورية، وآخرها تحضير المئات منهم لزعزعة الأمن والاستقرار قبيل الانتخابات الرئاسية وخلالها، ولا في الجبهات العديدة التي تم فتحها لاستنزاف قدرات الجيش العربي السوري وتشتيت جهوده في مساحات جغرافية واسعة ومتعددة على امتداد الخريطة السورية، بل تعداه إلى تخصيص ترسانات عسكرية ضخمة وتجهيزات تقنية نوعية وكبيرة وضعت تحت تصرف الإرهابيين، عدا عن التدريب الممنهج والمتابعة والتجهيز والإشراف من خبراء في صناعة الإرهابيين جرت في معسكرات حدودية، وتمويل لا محدود تم ضخه لتحقيق المشروع التخريبي الهدام على الأراضي السورية، إضافة إلى آلة دعائية ضخمة محترفة في فنون تشويه الحقائق وقلب المعطيات استخدمت في الحرب الإرهابية والنفسية والإعلامية المضللة التي شنت منذ أكثر من عشر سنوات على الشعب السوري.
لكن رغم الدعم الهائل للإرهابيين من قوى العدوان، إلا أن كل هؤلاء المرتزقة من التنظيمات الإرهابية لم يستطيعوا رغم كل الدعم والتمويل والإسناد العسكري واللوجستي المقدم لهم من قبل دول محور العدوان أن يعرقلوا مهام التحرير التي خاض غمارها أبطال الجيش العربي السوري على عدة جبهات، ولم تستطع مفخخات التعطيل الإرهابية التي تم وضعها على سكة التحرير من منع تقدم الجيش العربي السوري الذي نسف العقبات وتجاوز العراقيل وأكمل طريقه ليحرر القسم الأكبر من الجغرافيا السورية ويسيجها بالأمان.
أعداء الشعب السوري راهنوا كثيراً على إرهابييهم، ورسموا سيناريوهات ووضعوا خرائط لمعارك تطول وتطول يستنزفون بها قدرة الدولة السورية ويستنزفون معنويات جيشها، غالوا كثيراً في ادعاءاتهم الباطلة، وتمادوا في أكاذيبهم وفبركاتهم لاستحضار تهم مسبقة التعليب في مختبرات التضليل، ووجهوها كسهام حقد وعداء ضد سورية، لهثوا لمنع تحرير الأراضي السورية واستماتوا لعرقلة دوران عجلة الحياة، لكن بعد كل تحرير لمدينة أو بلدة من نير الإرهاب واندحار مرتزقتهم مهزومين بفضل بطولات وتضحيات بواسل جيشنا كانت تدق الأسافين في نعش أوهامهم الاستعمارية، ففشلوا في مخططاتهم ونُسفت مشاريعهم وتحرر القسم الأكبر من الأرض السورية، ورغم كل العصف الإرهابي والإعلامي والاقتصادي بقيت محاربة الإرهاب مستمرة كأبرز أولويات الاستراتيجية السورية حتى عودة كل التراب السوري مطهراً من بؤر الإرهاب.
فالاستراتيجية السورية في محاربة الإرهاب ثابتة لم تتغير وبقيت على الدوام واضحة لا غموض أو ضبابية يغلفانها، والثوابت الميدانية والسياسية ذاتها حيث لا تراجع عن تطهير كامل التراب السوري من عفن البؤر الإرهابية، ووحدة الجغرافيا السورية خط أحمر غير قابلة للمساومة، على عكس الغزاة والمعتدين وأدواتهم الوظيفية الذين يتلطون خلف ذرائع كاذبة لتسويغ أفعالهم العدوانية.
كل المواثيق الأممية والقوانين الدولية تتيح لكل الدول محاربة الإرهاب على أراضيها وتعتبر محاربته حقاً مشروعاً تكفله كل القوانين والأعراف في شرعة الأمم، وما تقوم به الدولة السورية في تصديها للتنظيمات الإرهابية الأكثر إجراماً ودموية والمدرجة على قوائم الإرهاب العالمي والذين تدعمهم أميركا والكيان الصهيوني والنظام التركي هو فعل بطولة يشهد له عالمياً، وإنجاز كبير ونوعي تكافح به الإرهاب الذي يهدد خطره إذا استشرى وتمدد كل دول العالم، وذود سورية عن حياضها وكنس بؤر الإرهاب وتجفيف خزاناته على خريطتها هو حق طبيعي مشروع ومكفول لا يحتاج إذناً أو موافقة من أحد، بل هو واجب وطني تحتمه أسس السيادة.

الدولة السورية ثابتة على استراتيجيها ومبادئها ولن يثنيها عن أولوياتها في محاربة الإرهاب لا حقد متآمر ولا خبث وأطماع مستعمر غربي، وإن قرار استئصال بؤر الإرهاب لا رجعة فيه, وستبقى قافلة انتصارات الجيش العربي السوري تسير حتى استعادة كل التراب الوطني وتطهيره من بؤر الإرهاب ودحر الغزاة والمحتلين، فوحده الجيش العربي السوري من يحدد ارتسامات خطواته على أرضه، ووحدها بنادقه لا تخطئ بوصلة التحرير ودحر الإرهاب وإن تكالبت الدول من جهات الأرض الأربع، ومهما أثيرت زوابع عدوانية وتنوعت أشكال الإرهاب بين السياسي والنفسي والعسكري العدواني والاقتصادي من قبل رعاة الإرهاب العالمي سيبقى الصمود السوري أقوى من مؤامراتهم، وستبقى محاربة الإرهاب مستمرة حتى دحره عن كل شبر من الأرض السورية أولى الأولويات الوطنية في الاستراتيجية السورية.

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة