الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، وآخرها العدوان الغادر الأخير فجر الخميس الماضي، لا يخرج عن سياق سياسة العربدة الإسرائيلية من حيث الأهداف والغايات العدوانية التي تصب في إطار الحرب الإرهابية التي تقودها الولايات المتحدة ضد سورية منذ عشر سنوات بأوجهها المتعددة، الإرهابية العسكرية والسياسية والاقتصادية والإعلامية، حيث يشكل كيان العدو الصهيوني أحد أدوات هذه الحرب القذرة.
العدوان الأخير يتزامن مع اشتداد الحملة الغربية وتصاعدها للتأثير على مسيرة الإنجازات والانتصارات التي يحققها بواسل جيشنا العربي السوري في الميدان لتحرير ما تبقى من الجغرافيا السورية من رجس الإرهاب، واستكمال مسيرة الإعمار والبناء في أرجاء الوطن، وتأمين الأمن والاستقرار للعائدين إلى أرض الوطن، وهذا يؤكد شراكة القوى الاستعمارية للنيل من صمود سورية ومواقفها، كما أن هذا العدوان يأتي في إطار الضغوط المستمرة ضد سورية لتعطيل الاستحقاق الرئاسي الدستوري، والذي وفرت انتصارات الجيش في الميدان ضد الإرهاب وداعميه كل ما من شأنه تأمين إجرائه في موعده الدستوري المحدد، وبالسبل الديمقراطية وفق دستور البلاد.
الاعتداءات الإسرائيلية لطالما شكلت امتدادا لسياسات منظومة العدوان بهدف إطالة أمد الأزمة، ومنع إيجاد أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين جراء الحرب الإرهابية ضدهم، وهو ما يتضح مع تزامن العدوان الإسرائيلي الغاشم أيضا، وبشكل متواطئ وفاضح مع تزايد الحملة الغربية السياسية والاقتصادية والإعلامية الشعواء ضد سورية، ومع النهج العدواني الخطير الذي تجسد بأبشع صوره في مؤتمر الدول الأطراف في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الذي انعقد قبل يومين، وذلك من خلال قيام الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وهولندا وبعض الدول الغربية الأخرى والتي طالما قامت بالتغطية على الاعتداءات الإسرائيلية بممارسة أقسى الضغوط السياسية على الدول الأعضاء في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لتمرير قرار غير مسبوق تستخدمه الدول الغربية لفرض هيمنتها على المنظمة ولمنعها من القيام بمهامها بصورة محايدة ووفقاً لميثاقها.
وفي ظل تقاعس الأمم المتحدة ومنظماتها عن دورها المنوط، فإن المطلوب من الأمم المتحدة وخاصة مجلس الأمن إدانة العدوان الإسرائيلي الجبان والأعمال العدوانية المتكررة ضد سيادة سورية والتي يقوم بها المحتلون الثلاثة (الإسرائيلي والأمريكي والتركي) بطريقة ممنهجة ومنسقة تعكس بلا شك شراكة عدوانية تشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين، وتخالف أبسط مبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي وكل قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، والتي تؤكد كلها على احترام سيادة سورية ووحدتها وسلامتها الإقليمية.
كما يؤكد العدوان الصهيوني على هروب حكومة العدو برئاسة نتنياهو من مأزقها السياسي الداخلي الذي وضعت نفسها به والذي يهددها بالسقوط بعد تخلي شريكها في الإرهاب (حزب ازرق ابيض) وانسحابه من الائتلاف الحكومي ما يترك الأمور تتجه نحو إجراء انتخابات جديدة بحال عجز نتنياهو عن تشكيل الحكومة الجديدة.
وعلى أية حال، فإن العدوان الصهيوني الأخير فشل في تحقيق غاياته العدوانية، كما فشلت الاعتداءات الإسرائيلية السابقة، بفضل بسالة جيشنا ودفاعاته القوية التي لن تسمح للعدوان من تحقيق مآربه الدنيئة، وأيا تكن الاعتداءات والتحديات، فإنها لن تثني السوريين على تمسكهم بخياراتهم وأهدافهم الوطنية، ودفاعهم عن وطنهم وتحرير أرضهم المحتلة في الجولان، وسيبقى جيشنا سياج الوطن وحماته في الذود عن ثراه، وسيبقى كيان العدو يدور في حلقة مفرغة، ويتخبط بمستنقع سياساته الفاشلة.
السابق
التالي