الملحق الثقافي:بديع صقور:
_ 1_
مزقٌ من شراعِ البنفسج
لكَ الصبح..
لكَ أن تبتسم للواقفينَ على بابِ الوداع..
ذهبَ الذين تحبّهم..
احترقتْ غابةُ الصُّبح
والبقيّة موج
يكسرُ شراع البنفسج
حليب الأمومة أيبسته ريحُ الخريف.
_ ٢ _
لكَ أن تحلم بتعبئة الغيم
في جيوبِ الأنهار العجوزة
لكَ أن تحلم بقمرٍ
إذا ما خلتْ السماء من النجوم
لكن !!
ماذا عليكَ أن تفعل بهذا العالم
الذي أخذ يغرقُ في الظلام ؟!
لكَ أن تحلم بالصُّعودِ إلى طائرتكَ الورقية
إلى أبعد نجم ..
ولكَ أن تحلم بامرأةٍ
كانت ذاتَ يوم تشبهُ تفاحة حمراء .
_ ٣ _
عمرٌ من الريح
بيتٌ من الرياح
ووسادة من تعب..
كيف سنرمِّم بيتنا هذا كيف؟!
إذا ما تصدَّع ؟؟
نزرعُ الوردَ في حديقته
نفرشُ النسمات على شرفاته
ونُشرِّع نوافذه للموسيقا الحالمة .
_ ٤ _
دمي يأخذ شكل وردة
أنتظر ذلك الربيع البعيد
قد، أموتُ ولا يجيء الأخضر المغناج
حينها، من سينتصر؟
ربيع الرماد؟
أم ربيع الوردة؟
إذا ما تحوَّلتُ إلى نسمةٍ
هل أنجو من الرصاص
وقت يتساقط عليَّ كزخَّات المطر؟!
منذ طفولتي وأنا أحلم
بتعبئة جيوبي بالعابرِ من طيور السّحاب ..
وبالناضجِ من ثمارِ النجوم
الساقطات من شجر السماء
_ ٥ _
طوال عمري لم أشاهد جبلاً ينحني
قريتنا الطيبة على مشارفِ .. جبل «رأس عوج»
هكذا علّمني ألاّ أعرف الانحناء
_ ٦ _
«الطريق له رصيفان
يمين ويسار ..
وفي المنتصف تجري الحمير «
«كيم إل سونغ»
وفي المنتصف يهرول القتلة
ليس لهذه الحرب أرصفة
إذاً إلى أين سنجري؟
وعلى أي الأرصفة سنقف ؟!
_ ٧ _
نحرس بيت البحر من العاصفة
قد تعود النوارس متأخرة،
في ذلك المساء البعيد
سكن الموج
وهدأت العاصفة ..
على وقع ذلك الصمت
برتابةٍ مزمنة
نواصل اجترار الهزائم
_ ٨ _
« أعلم أن الملك بخير
كالشَّمس في السماء.. عساكره وجنوده أيضاً بخير «
«من رسالة البلاط المصري، إلى شيخ مدينة اكتشف بكنعان فلسطين»
وطالما أنَّ الملك بخير
فالرعية بخير
حين تغادرنا أرواحنا
نتوسل إلى اليمام
أن يذرف علينا دموع الفجيعة
على أرواحنا التي قُتلت غيلة
ودونما ذنب
_٩ _
إلى شمسي ومعبودي، أقول:
«هكذا يتكلم «شودردات» خادمك
خادم الملك، وغبار نعليه
الأرض التي تدوس عليها «
«رسالة من شيوخ كنعان إلى ممالك مصر»
أن يكون الملك
أن تكون غبار نعليه
والأرض التي يدوس عليها
ما جدوى أن تكون ذليلاً
في هذا الشرق ؟!
هل تنتظر أن تنقرض كالديناصورات
تحت نعال الأباطرة؟.
_ ١٠ _
« ليس في العالم وسادة أنعم من حضن الأم «
« شكسبير»
من أين يبتدئ الحنين؟
من زهرةٍ على قبرٍ، إلى غيمةٍ من خريف
كنت أخالكِ ربيع الحضور
أشتاق صوتَكِ، وبسملة الصبح الأخير
يرتد الحنين سراباً
يهدهدني موالكِ كموجةٍ
تستوطنني غربة الأيام
ويسكن بيت روحي، وجع المرافئ.
« أحنُّ إلى الكأسِ التي شربت بها
وأهوى لمثواها التراب وما ضمَّا «
«المتنبي في رثاء أمه»
أبداً لا يخونني اليقين
أبداً لا يخونني الحنين
لمن ثوت في التراب
يحرقني غيابك
مطلع كلّ صبحٍ جديد
_ ١١ _
أراك على رمش الغبار
مثل ريح بلا وطن
أراك تغتبط كلَّما افتتحت النار
كرنفالاً» جديداً لاحتراق الغابات».
التاريخ: الثلاثاء27-4-2021
رقم العدد :1043