الملحق الثقافي:منال محمد يوسف :
عندما نتحدث عن مفاهيمِ الرقيّ والسموّ، ومعاني الجمال بكلّ ما تعنيه الكلمة، نتحدّث عن ماهيّة الإبداع وإشراق حاله، إشراقة نوره، نور وعده إن صحّ التعبير، عن جوازم أمره المعرفيّ، وتراتيل الوجد النثريّ والشعريّ معاً.
في الثقافة، يجب أن نتحدّث قولاً بليغاً، ونُحدثُ أمراً عظيم القول، رفيع الكلمات، يُحادث الأشياء كُلّها بلغة الجمال الأدبي..
يُحادثها جمالاً آخر، مسترسلَ النداء، وكأنّه يروي سير الأوّلين، ويضع علامات من النّور الأزليّ، علامات تُضيء النهج الثقافي، وبلاغة قوله، بلاغة القول الشعريّ، واتِّساع دوحِ وجده.. دوح ألقه الأدبي وما أجمله !
ما أجمل تذكار الرؤى الثقافية، وفيض عذبها، أو فيض جمالها الزاهر !
ما أجمل «روحانية الأدب»، روحانية وعده الحالم، ونوره السائر إلى حيثُ التجلّي، ومكنون سرّه، ومكنون جماله الواعد..
في الثقافة، نريدُ التحدّث في ماهيّة أمرها، وجمالُ فصولها «فصول الألق ورواياته الواعدة»، وروحانية الثقافة إن لاحَ نورها، وقد قيلَ في شأنها ذلك الشيء العظيم.
لقد قيلَ: «واعد الشيء الثقافيّ، يسمو بزخرفه كأنه تجلّيات صادقة الوعد والعهد الجماليّ وكأنه خبر يوثِّق دساتير الأشياء الجماليّة، كأنّه خبر الوعد الثقافيّ، إذ جاء يسألُ عن ملامح تمايزه الفكريّ، وعلامات بوحه وشجن وعظمة الإلهام ..
هذا الشحن المعرفيّ، أو الشجون الثقافية، بمعناها الأمثل، المعنى الذي يُمثّل وجدانياتٍ ثقافيّة يجدر الاهتمام بها، وبعث أنباء خبرها الهام ..يجدر الوقوف على ضفاف وعدها «أي ضفاف الرؤى التابعة لها».
الرؤى الحالمة بها وكأنّها عطف الشيء الثقافيّ، وعطف التمايز الجماليّ إن صح التعبير ..
في الثقافة، قد تتجدَّد الأشياء، وجماليات وصفها الزّمانيّ والمكانيّ، ويتجدد الجوهر إذ ما أتمَ الشيء فاعله، وجاء موجب الشيء الجماليّ، ونداء تعجّبه، أي نداء محبته إذ استوثق الشيء أصائله، من حالهِ ونور أحواله، ونادى الفكر عليه من خلال موجبات الوقت الثقافيّ، علائم فكره النيّرة المستنيرة به ..
وكأنّه كلام الوقت، إذ تكلَّم لفظه أدباً ونطق حكاياته شعراً.. «نطقها» إذ بات يستنير بنورِ القول بلاغة أفعاله، وبنورِ بدائع الشيء وخصائله الأدبية في الثقافة، وهنا قد تتجدّد العناوين الثقافية وتتوسع الاتجاهات. اتجاهات البوصلة الأدبية الواحدة …
وما زلنا نكتبُ في الثقافة «ثقافة الأشياء الجميلة»، ونتمنى وجودها على طريق الإبداع الذي نأمله .. نأملُ أن نوقد من الأدب مشكاة.. تلك المشكاة الأدبية التي تُشبه «حلم يحملُ بوارق الإلهام ونورها العظيم»، ومشكاة تواجدها الثقافيّ، أي تواجد الشيء الجماليّ الزاهر معرفياً. الزاهر لغة من عجائبية الكلام البليغ ..
في الثقافة، لانزال نكتب وقد يستفيض نهر الجمال ويُزهرُ دوحه، «دوح العارفين في الثقافة وعلومها وآدابها».. دوح الشيء الذي يُزهرُ شعراً وتُضرم به جذوة الإلقاء، يُضرمُ أدباً يستحق التكريم والإكرام. يستحق أن يسترحب به دوح الأدب، ويبزغُ نور الإبداع بين قوسيّ الإبداع العظيم …
التاريخ: الثلاثاء27-4-2021
رقم العدد :1043