الثورة أون لاين – محمود ديبو:
يوماً بعد يوم يقترب موعد إنجاز الاستحقاق الدستوري القادم لانتخابات رئاسة الجمهورية ومعه يمضي السوريون في مسيرتهم لمواجهة كل التحديات وأصعب الظروف وخاصة في هذه المرحلة التي تستمر فيها أقذر حرب عرفها التاريخ، على بلد آمن مطمئن لم يعرف العدوان يوماً لا بل كان الحضن الدافئ لكل من قصده من كل بقاع الأرض.
ومع كل المحاولات الدنيئة لأدوات دول العدوان على سورية، وسعيهم الفاشل لثني السوريين عن ممارسة حقهم وواجبهم في المشاركة بهذا الاستحقاق الوطني، يزيد تمسك السوريون بما آمنوا به وضحوا لأجله ودافعوا عنه، فالوطن هو قدس الأقداس ولأجله يبذل الغالي والنفيس وله تنهض الهمم للذود عنه ومواجهة كل ما يحيق به من شر وأشرار، ويأتي هذا الاستحقاق ليزيدهم عزيمة في تحقيق نصر يضاف إلى سلسلة الانتصارات التي أنجزها السوريون خلال هذه الحرب القذرة، وغلبوا المعتدين الذين استخدموا وما زالوا يستخدمون أبشع الطرق وأكثرها دهاء ومكراً.
يقول رئيس مكتب نقابة عمال الصناعات الكيميائية بدمشق حسن زهرة إن ما تمر به سورية من ظروف حالياً تتمثل باستمرار العدوان عليها، يعطينا دافعاً أقوى لنكون في الصفوف الأولى في المواجهة وإنجاز الانتخابات على أكمل وجه، لنعطي للعالم بأسره رسالة واضحة بأننا شعب لا نلين، وقد مرت علينا أهوال واعتداءات كثيرة، لكننا سنبقى صامدين متمسكين بالأرض ومصرين على تحقيق الانتصارات في كل الميادين العسكرية والسياسية والاقتصادية، وها هي الفرصة باتت سانحة لتحقيق نصرنا من خلال المشاركة الواسعة بالاستحقاق الدستوري الذي تحاول قوى العدوان إفشاله والتأثير عليه من خلال الدعايات الكاذبة والتشويش الإعلامي عبر مختلف وسائل التواصل ووسائل الإعلام المأجورة التي تنعق، لكن نعيقها هذا لن يفيدها وسنبقى متمسكين بهويتنا وندافع عن وطننا بكل قوة وفي مختلف الساحات، وسنقول للعالم أننا شعب يمارس الديمقراطية بأبهى أشكالها، وقد تجلى ذلك من خلال ما شهدناه من تقدم 51 مواطناً سورياً بطلبات إلى المحكمة الدستورية العليا للترشح للانتخابات، وهو مظهر لم يسبقنا إليه أحد حتى في الدول التي تدعي الديمقراطية.
فالوطن اليوم بأمس الحاجة لجهود أبنائه ولن يبخل الجميع بأي شيء في سبيل إعلاء النصر الكبير الذي نراه قريباً، والذي سنحتفل به مع كل شعوب العالم الصديقة المحبة للسلام.
وشدد زهرة على مستوى وعي السوريين الذين لن تنطلي عليهم حيل أدوات الغرب المستعمر ومحاولاتهم التي تبوء بالفشل والخزي لأن السوريين باتوا قادرين على التمييز بين الأصدقاء والأعداء وهم في موقف قوة اليوم لأنهم على أرضهم التي أعطتهم حباً وأماناً وسلاماً فبادلوها بحب وسلام، وسنبقى نواجه كل القوى الطامعة ببلدنا، ولن يثنينا عن ذلك أي إغراءات أو محاولات أو دعايات كاذبة أو تضليل وتلفيق وفبركات باتت مكشوفة.
فعمال سورية وباقي شرائح المجتمع السوري سيمضون بثقة وعزيمة إلى صناديق الاقتراع، وسيكون لهم دورهم الفاعل في إغناء هذا العرس الديمقراطي الوطني الذي ينتظره الجميع، ليؤكدوا أن سورية دولة مستقلة ذات سيادة، وأن الشعب السوري بكل أطيافه هو من يقرر مصيره بنفسه، وهو المعني الأول والوحيد بأي قرار سيادي على أرضه، وسيكون صفاً واحداً في وجه كل قوى العدوان والاستعمار التي تكالبت على أرضنا الطاهرة، وهو الوفي دائماً لتضحيات أبنائه من أبطال الجيش العربي السوري الذي حقق المعجزات في هذه الحرب العدوانية الشرسة، ولدماء الشهداء الزكية التي عمدت التراب السوري المقدس الذي ارتوى بهذه الدماء، لتبقى سورية عزيزة كريمة مستقلة وذات سيادة.