الثورة أون لاين- راغب العطيه:
دائماً كانت الولايات المتحدة الأميركية تلجأ إلى العقوبات الاقتصادية والحصار، عندما تفشل سياسات الحرب العسكرية والميدانية ضد الدول التي تناهض وتعارض مخططاتها الاستعمارية، في محاولة منها للضغط على تلك الدول للتراجع عن مواقفها وقراراتها الوطنية والسيادية والانصياع لمشاريعها الاحتلالية.
ولم تكن سورية في يوم من الأيام بمنأى عن هذه السياسة الأميركية العدوانية، بل كانت على الدوام في عين عاصفة الاستهداف، ولقد خبرنا -نحن السوريين- الحصار الأميركي والأوروبي في ثمانينيات القرن الماضي، وقد واجهناه بكل صلابة، لأننا كنا على حق وهم كانوا على باطل.
واليوم وبعدما أن أطلقت واشنطن فوضاها الهدامة في جميع الاتجاهات في منطقتنا، معتمدة على التنظيمات الإرهابية الوهابية والإخوانية والانفصالية التي صنعتها لتنفيذ أجنداتها المشبوهة في المنطقة والعالم، راحت إدارات البيت الأبيض تستعين بالعقوبات الاقتصادية والحصار كوسيلة دعم للتنظيمات الإرهابية في تنفيذ مخططاتها العدوانية ضد الدول ومنها سورية.
ولما فشل المشروع الإرهابي الأميركي في سورية نتيجة صمود الشعب السوري وبسالة وتضحيات الجيش العربي السوري بالرغم من استقدام واشنطن لكل إرهابيي العالم وقتلته ومرتزقته إلى سورية، راحت الإدارات الأميركية المتعاقبة تفتش بدفاترها السوداء فاستحضرت بشكل مناف للقانون الدولي ومخالف لمبادئ الأمم المتحدة، العقوبات والحصار وما يسمى بقانون قيصر وكل الإجراءات القسرية الأحادية، في محاولة منها للضغط على السوريين بلقمة عيشهم وحبة دواء أطفالهم، في ظل انتشار وباء كورونا المستجد الذي انهارت أمامه المنظومات الصحية للعديد من الدول الكبرى.
ونلاحظ اليوم في هذه المرحلة من عمر الحرب الإرهابية كيف تحاول الولايات المتحدة وأتباعها، أن يستغلوا العقوبات الجائرة لمحاولة التأثير على صمود السوريين وقرارهم السيادي، والتشويش على خياراتهم الوطنية بهدف منعهم من إنجاز استحقاقهم الدستوري المتمثل بالانتخابات الرئاسية، وذلك من أجل إحداث فراغ دستوري في البلاد، يكون ذريعة وحجة لتدخلات خارجية إضافية، وبالتالي محاولة تحقيق الأجندات القذرة التي عجزت منظومة العدوان عن تحقيقها من خلال دعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية.
مهما حاول الأميركيون ومعهم أتباعهم الأوروبيون أن يمدوا بعمر التنظيمات الإرهابية التي تتساقط تباعاً تحت ضربات الجيش العربي السوري، سواء كان بالدعم المباشر لهم أم من خلال إرهابهم الاقتصادي وعقوباتهم وحصارهم، نقول لهم ستبوء إجراءاتكم المخالفة للقانون الدولي الأحادية بالفشل، وسينتصر السوريون بهمة جيشهم العربي السوري البطل الذي سيستكمل تطهير بقية الأراضي السورية من رجس التنظيمات الإرهابية والانفصالية ومن كل قوة أجنبية غازية ومحتلة