الثورة أون لاين- فردوس دياب:
تذوب الكلمات وتجد الحروف نفسها عاجزة عن وصف شهدائنا الأبرار على مر العقود وحتى يومنا هذا وهم الذين قال عنهم القائد الخالد حافظ الأسد بأنهم أكرم من في الدنيا وأنبل بني البشر.
في استحضار عطاءات الشهداء التي لا تزال مستمرة ليبقى هذا الوطن شامخاً حراً، عزيزاً، تفيض علينا كل معاني البطولة والإباء والإصرار على المضي قدماً في طريق المواجهة والكفاح حتى تحقيق الانتصار على تلك الوحوش والذئاب التي تكالبت علينا من كل بقاع وأصقاع الأرض لالتهامنا والتهام ذاكرتنا تزخر بالانتصارات العظيمة التي تفوح منها رائحة الشموخ والكبرياء.
في محراب الشهادة تمطرنا المعاني النبيلة التي خطها الشهيد بدمائه الزكية والتي أضحت ثقافة وعقيدة كل سوري يحب وطنه ويعشقه ويبذل في سبيله الغالي والنفيس، وهذا كان ولا يزال أحد أسباب الصمود الأسطوري للشعب السوري أمام هذا السيل الجارف من الإرهاب القادم من كل الجهات. أيار لم يعد الشهر الوحيد الذي يستذكر فيه السوريون تضحياتهم وانتصاراتهم، فقد أضحت جميع شهورهم أعياداً مجيدة ومحطات وضاءة لاستحضار شهدائهم الذين زينوا وعطروا بحضورهم كل بيت سوري، وغدت كل أيامهم ولحظاتهم ذكريات خالدة في أسفار وصفحات الوطن والتاريخ التي خطها شهداؤهم بحروف من نور وألم ووجع.
لأيار هذا العام طعم جديد عند السوريين لأنه سيرسم طريقهم نحو الانتصار الأكبر على أعدائهم، خاصة وأنهم على بعد خطوات من انتصار جديد هو الانتخابات الرئاسية التي ستشكل ضربة قاصمة لكل أعداء الوطن.
في أيار الشهادة تلتقي مع التضحيات وتجتمع دماء شهداء الأمس مع دماء شهداء اليوم على مائدة عز الوطن وشموخه لتعكس حال السوريين وأحوالهم، ولترسم معها يقين الانتصار الذي سيعيد للسوريين كل أحلامهم وطموحاتهم الضائعة والمهاجرة التي ستحكي حكاية شعب عظيم يدافع عن أرضه بدماء أبنائه وأرواحهم التي ستعزف بدورها معزوفة الوطن الشامخ الذي لم ينحن أو يركع إلا لله وحده مهما اشتدت المحن والخطوب ومهما تكالبت عليها الوحوش والقتلة.