الثورة أون لاين- لينا ديوب:
قبل عشر سنوات من اليوم، أصبح كل يوم هو يوم الشهداء، ليس لأننا نسينا شهداء الاحتلال العثماني أو الفرنسي، أو لأننا نسينا شهداءنا عبر التاريخ، في معارك الحق المتتالية ضد الاحتلال والظلم والطغيان، وإنما لأننا عشنا شجاعة شهدائنا الجدد إن صح التعبير لحظة بلحظة، ومنذ اليوم الأول للعدوان، في كل يوم كانت تصلنا قصص لمجموعة من جنودنا وضباطنا يخوضون بطولات نادرة في مناطق مختلفة، يحاصرون وتنفد ذخيرتهم لم يهنوا ولم يستسلموا، من جسر الشغور إلى مشفى الكندي بحلب، أو في مطار الرقة ومطار كويرس، كل يوم وكل بقعة حكاية شهداء أبطال، كانت سوريا أمام أعينهم وطناً موحداً لأبنائها جميعاً، وطن الحياة والكرامة.
في حرب كالتي عشناها ووسط كذب الاعلام المعادي وتضليله الكبير، كانت عيون أحبتنا هي بوصلتنا في تمييز الحق من الباطل، يصورون جنودنا محاصرين، فتروي لنا عيونهم الشجاعة قصص التمسك بالدفاع عن الوطن، من ينسى قديسي مشفى الكندي، او سجن حلب المركزي، وقبلهما وبعدهما وبينهما الكثير الكثير من العيون الشجاعة المتحدية.
منذ عشر سنوات وقصص الشهداء تسكن حياتنا اليومية، نرى صورهم في ساحات الأحياء، وعلى الأشجار في القرى، وفي غرف الأمهات والأبناء، نرى أبناءهم وبناتهم واراملهم الصغيرات والكبيرات، فنتذكرهم في كل يوم، في هذا اليوم لو جمعنا وروداً وأشجاراً على عدد شهدائنا وزرعنا على الطرقات التي مشوها والبقع التي دافعوا عنها واستشهدوا من اجلها، لفاضت البلاد بحراً من الورد والأشجار.
في هذا اليوم علينا ألا نكتفي بزراعة الورد وإحياء الذكرى، وانما العمل لنهضة الوطن الذي استشهد من أجله الأحبة، ليكون وطن التنمية والحب والجمال، وطن العدالة والمواطنة.
العيون التي قاومت الحصار بلا ذخيرة كانت ترى بعد موتها الأمهات والزوجات والأبناء والبنات يعيشون الكرامة في وطن دافعوا عنه برموش العيون الجميلة المحبة