الثورة أون لاين- غصون سليمان:
أقفلت تراتيل الحزن أشجانها وعزفت تقاسيمها لحن الشهيد الذي غدا قصيدة على كل لسان، ووسام عز وفخار على صدر السوريين.
في ذكرى عيد الشهداء، تتجلى قدسية الشهادة وتضحيات الشهداء الذين زينوا عتبات المنازل بأيقونات الشرف، وعطروا الثرى الطاهر بدمائهم الزكية. فالوميض ما زال متصلاً بين الماضي والحاضر،
اقواس نصر واكاليل غار، ساحات ومعالم، ومدارس، ومدرجات علم، وصروح كرامة، حملت أسماءهم فباتوا قناديل نور لعتمة الأيام والليالي.
في السادس من أيار كان العدو التاريخي العثماني المشؤوم صارخاً
يضغط على تفاصيل الأوجاع اليومية لشعب سوري أبي، رفض حكمه وقاوم ذله وطغيانه ولصوصيته على مدى سنوات حكمه الجائرة واستعباده المرير
الذي ورث كل ألوان التخلف والعصبية والجهل البغيض والحقد القاتل، ما جعل إرادة الشعب لا تهدأ بهمة الوطنيين الشرفاء الأحرار الذين فندوا أكاذيه وفضحوا ممارساته ونكؤوا جروحه الطارئة باستمرار.
لم تثن السوريين أعواد المشانق ولم ترهبهم قساوة المشهد، وجبروت المتجبر ،بل دفعهم ذلك ليكونوا كالشلال الهادر يجرف في طريقة كل رواسب اليأس والخذلان، لطاما الحق لا يموت، والقضايا الوطنية لا تسقط بالتقادم.
استعمار قديم حديث متغير بالأدوات والأساليب والبطش والقتل والترويع فيما الثابت حجم التضحيات، والمقاومة ومنارات قوافل الشهداء.
تمر ذكرى السادس من أيار وأعداد المئة وخمسة أعوام من عمره الزمني لم تنضب حروفها لطالما التاريخ يعيد نفسه، وشهية المحتل والمستعمر أياً كان شكله ولونه بقي متخفياً تحت الطربوش يمكر ويكيد المكائد. هذه الويلات حولها الشعب السوري بنضاله المرير إلى رماد وجدار صد من صوان، خاصة في السنوات العشر الأخيرة التي طحنت فيها الحرب العدوانية على سورية الأخضر واليابس وقد كان للعثماني أردوغان الخائن اليد الطولى في التخريب والتهجير ودعم الإرهاب لطالما لم يستطع تحقيق طموحه وحلم أجداده العثمانيين بالسيطرة على سورية ولاسيما مدينة حلب التي أرقت وجودهم لغاية اللحظة، كاسرة شوكتهم ومخرز عينهم.
لقد كان للمجتمع السوري دور كبير في التعبئة العامة ووقوفه الى جانب جيشه البطل وقيادته السياسية على جميع الجبهات المدنية، والعسكرية ، والأمنية ، حيث توغل الحاقدون بحقدهم ، وأضرموا نيران غلهم في خلايا جسد الوطن ، لكن حرائقهم أخمدت تحت نعال رجال الله في الميدان ، الذين كتبوا على كل شبر من التراب المقدس نحن هنا صامدون ، راصدون ، ومالشهادة إلا حياة ، وما الكرامة إلا سعادة، حيث يخوض السوريون معركتهم الديمقراطية اليوم على جميع المستويات والتي صانتها دماء الشهداء