الثورة أون لاين – عائدة عم علي:
لطالما دأبت قوى محور العدوان على تصعيد إرهابها ضد الدولة السورية، نظراً لدورها المقاوم والممانع، ولما تشكله من حائط سد منيع في وجه المشاريع الصهيو-أميركية التي تستهدف دول وشعوب المنطقة برمتها.
الشعب السوري لم يعرف يوماً الاستسلام أو الخنوع، ولم يسبق أن أخضع قراره السيادي لأي قوى خارجية طامعة بأرضه وثرواته، وهو اليوم يؤكد مجدداً أنه صاحب الكلمة العليا في تحديد خياره ومستقبله، وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها الدستوري المحدد، تجسيد فعلي لسيادة هذا الشعب، الذي لم يزل يواجه الإرهاب وداعميه، ويتصدى بكل صلابة لما يحاك ضده من مؤامرات خبيثة تستهدفه في أرضه ووحدته الوطنية، والمشاركة في هذا الاستحقاق سوف تثبت لجميع من راهن على النيل من سورية بأنها دولة قوية صامدة في وجه جميع المخططات الاستعمارية التي تحاول استنزاف قدرات الدولة السورية، وإضعاف جيشها البطل لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة.
سورية لم تزل تراكم انتصاراتها بوجه قوى الإرهاب والعدوان بفضل صمود شعبها، وتضحيات جيشها ودعم أصدقائها وحلفائها، وهي تسجل اليوم انتصاراً جديداً حيث تعمد منظومة العدوان لتعطيل الانتخابات أو التشويش عليها، وهذا ما تؤكده التطورات الحاصلة لجهة الكشف عن تخطيط مجموعات إرهابية لاستهداف مدن سورية يوم الانتخابات، بحسب ما أكدته وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، ومعروف أن التنظيمات الإرهابية تتلقى أوامرها من الدول المشغلة لها في أميركا وأوروبا، ومن الحكومات الإقليمية الشريكة في سفك الدم السوري، كنظام أردوغان الذي يدير بشكل مباشر العمليات الإجرامية لإرهابيي “النصرة”، ومعروف أيضاً أن قوات الاحتلال الأميركي تدير بدورها عمليات تنظيم داعش الإرهابي، إلى جانب الاستثمار بإرهابيي “النصرة” وميليشيات “قسد” العميلة، فيما الدول الأوروبية تشارك في تمويل وتسليح مختلف التنظيمات الإرهابية، وتتستر على جرائمها في المحافل الدولية، وتتشارك مع الولايات المتحدة بفرض أقسى العقوبات الظالمة بحق الشعب السوري، لمحاولة تجويعه، وبالتالي ثنيه عن مواقفه الوطنية.
الاستحقاق الرئاسي يتم إجراؤه وفق الموجبات الدستورية المحدّدة له، توقيتاً وترشيحاً وانتخاباً، ويأتي تتويجاً لصمود السوريين وتضحياتهم، ويعكس إصرارهم على مواصلة تصديهم للحرب الإرهابية بأشكالها وعناوينها المتعددة، من إرهاب عسكري وسياسي، وحصار جائر، وتسييس متعمد، واستغلال فج للمنظمات والهيئات الدولية، وادعاءات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المفبركة ضد الدولة السورية ما هي إلا أحد فصول هذه الحرب القذرة التي تشنها الولايات المتحدة وأتباعها الأوروبيون ضد الشعب السوري.
الاستحقاق الرئاسي هو بداية مرحلة هامة تكمل انتصار سورية على قوى البغي والعدوان، والسوريون، لا شك أنهم سيكتبون نصراً إضافياً في يوم السادس والعشرين من أيار القادم.