أقر مؤتمر الحبوب مؤخراً افتتاح مراكز شراء القمح من المنتجين في العشرين من أيار الجاري، مؤكداً توفير الدعم الحكومي المطلق لشراء القمح، إذ تم مبدئياً تخصيص ٤٥٠ مليار ليرة لتحقيق هذا الهدف الوطني الكبير.
وما من شك أن النجاح في تسويق إنتاج ٢٠٢١ من القمح يُؤْمِن الخبز للشعب ويقلص الكميات المستوردة، التي اضطرت سورية إليها بسبب الحرب الجائرة عليها.
وثمة أسس موضوعية مؤهبة لحصاد وفير في سياق استنفار كل القوى العاملة في الزراعة والمؤسسة العامة للحبوب
ووزارة النقل لشراء ونقل القمح إلى الصوامع والمستودعات.
يدرك أغلبنا أن لدى سورية تجربة عريقة في تسويق القمح حكومياً، وهي أحد أسس نجاح زراعة القمح في سورية قبل الحرب (ومن هذه الأسس السعر المجزي، والري والصوامع)، وتبدى نجاح التسويق الحكومي، في الحفاظ على حد أدنى للأسعار لاعلاقة له بالعرض والطلب، بمعنى أنه مهما فاض الإنتاج فإن سعر شراء القمح المحدد مسبقاً لا يتأثر ولا يتراجع. وخلال عدة عقود من الزمن تعاملت مؤسسة الحبوب بصدق وأمانة ودقة مع المنتجين، ونجحت قبل الحرب في تسويق ثلاثة ملايين طن خلال ستين يوماً ما يعجز عن القيام بعمل هكذا آلاف التجار، عدا موضوع الالتزام بسعر هو في صالح الفلاحين ١٠٠./. يأخذ بعين النظر التكاليف ويقر هامش ربح مجز، وهذا ما حدث في العام الحالي، إثر صعاب في تأمين كامل الاحتياجات من السماد والمازوت (للري)، فتم رفع سعر شراء كيلو غرام القمح من المنتجين من ٥٥٠ ليرة سورية إلى ٩٠٠ليرة سورية، ضمن نهج إعطاء الدعم للمنتج النهائي، ما يساعد المنتجين على تأمين احتياجاتهم من السوق -إذا اضطروا- كما أن هذا السعر وفر حافزاً للمثابرة والتفاني ورفض التعامل مع أية جهة أخرى غير المؤسسة العامة السورية للحبوب.
واستنادا إلى أحاديث وزير الزراعة المهندس حسان قطنا فإن المساحة المزروعة بالقمح في العام الحالي في سورية تزيد بنسبة ١٨./. عن العام الماضي وبنسبة تنفيذ وصلت إلى ٩٥./. .
في الزراعة تقول الحكمة: كل شيء بالأمل إلا الزراعة فهي بالعمل، والعمل في ظروفنا الراهنة معركة كبرى النصر فيها يعني اقتصاداً أقوى وحياة معيشية أفضل وأجمل، فلقد اضطرنا الإرهابيون وعملاء أميركا و”إسرائيل” إلى استيراد مليون طن قمح في السنة على الأقل عبر حرق المحاصيل أو منع المنتجين من تسليم إنتاجهم للدولة السورية، أو سرقة ما تدخرها في الصوامع كصومعة تل علو في القامشلي التي يسرقها المحتل الأميركي يومياً.
بالبسالة ذاتها التي حققنا في سياقها انتصاراتنا العسكرية الكبرى، يجب أن نحقق انتصار القمح لنربح الرغيف ونُقلص الاستيراد بالدولار، ونوفر لمئات ألوف الأسر الفلاحية دخلاً مجزياً يساعدهم لتحقيق رغد العيش.
أروقة محلية – ميشيل خياط