تعيش سورية أياماً حافلة بالأحداث المهمة، فيها ما يؤكد شرعيتها وما يؤكد مشروعيتها، شرعيتها في سيادتها على أرضها السورية، بكفالة الدستور الوطني ومشروعيتها بممارسة حقها الديمقراطي في انتخاب رئيس للجمهورية.
وضمن المشروعية تمارس حقها في دعم التمسك بالحق الفلسطيني ومحور المقاومة لمساندة أهل فلسطين في الدفاع عن أرضهم وحقوقهم السليبة. فهي الجزء الأهم في محور المقاومة ومواجهة أعدائها، وفي الدفاع عن القدس ضد الصهاينة المدججين بالسلاح.
من أوائل النهج الوطني السوري الثبات في طلب الحقوق، فهو مسؤولية تتنامى حتى تتحقق المطالب، وتحقيق الهدف.. ثبات محور المقاومة يقوي سورية وإيران في الدفاع عن الحق الفلسطيني، ويمنح إيران قوة الضغط على الخروج الأميركي من الاتفاق النووي الإيراني، والتصريح بأنه خطأ كبير.
التطور النووي لإيران الحليف الاستراتيجي لسورية، يرعب الصهاينة وخاصة في فلسطين المحتلة. ورغم كل الضغوط على سورية للإطاحة بالتحالف مع إيران وروسيا، إلا أنها تعلن أن لاتخلي ولا تفاوض ولا حديث في هذا الشأن.
أي حديث حول التخلي عن الحلفاء أو الأصدقاء إذا كان لا يؤدي لقوة محور الأصدقاء فهو مرفوض. أما أميركا وحلفاؤها في المنطقة فهم قلقون اتجاه الكيان الصهيوني المحتل، وأصدقائهم في دول الجامعة العربية.
أصدقاء إيران لديهم ثقة عالية ومطلقة ببعضهم وأن كل ما يجري هو لصالح محور المقاومة. وخاصة في مجريات الأحداث في القدس، وفلسطين عامة، لأن الأمر عقائدي بالنسبة لإيران وهو مطلق لا يتبدل، وليس تكتيكياً. وهو بالنسبة لسورية بوصلة لا تحيد. ولابد أنها بداية انتفاضة عارمة..
الحدث الأهم الآن على الساحة السورية هو الانتخابات الرئاسية التي يدخل السباق فيها ثلاثة مرشحين من الأطياف السورية المختلفة، وفق الدستور الوطني ما يمنح العملية الديمقراطية مساحة واسعة من الشرعية والمشروعية، غير المشروطة..
فالهالة التي تجري فيها الممارسة الديمقراطية لمجريات الترشيح والاستعداد للانتخابات تمتاز بكثير من الألق والصبغة البروتوكولية العالية، والجمالية التي تجعلها محط أنظار العالم ودلالة على النصر الذي توج تضحيات أبناء الوطن.
يوم الاستحقاق الرئاسي وفق الدستور الوطني للجمهورية العربية السورية هو يوم التعبير المطلق عن الموقف الثابت للشعب السوري الذي أصبح أسطورة تحكى وملحمة تدرس في الأكاديميات العسكرية.. بتفوقها على الإلياذة التاريخية.
ما يفتعل من اضطهاد للشعب الفلسطيني في حي الشيخ جراح والساحة المقدسية، وجعله بالتزامن مع أيام الديمقراطية الوطنية السورية، هو حالة لإشغال العالم كي لا يغدو الحدث السوري الخبر الأول في الإعلام، في محاولة لحرفه عن الأولوية.
إجراء الانتخابات الرئاسية السورية في موعدها دلالة اقتراب الوطن من تضميد معظم جراحه، وامتثاله للتشافي بعد معاناة السنين المحرقة لكل ما هو جميل وآخاذ في حياة المواطن السوري. وهذا يغيظ معظم من عادى سورية ولم يتنبه ويستدير.
سلاماً سورية الغراء سلاماً لهامات تسامت للسماء، تسلقت غيماتها نحو جنان الخلود. وتلك التي ما زالت تقبض على الزناد، منذورة لتحرير كامل الأرض.سلاماً لوطن يبلسم جراحه بنفسه، سلاماً لوطن يحكم القبض على حقوقه دون تفريط.
مباركة أيام المجد للعلا؛ وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة، مباركة أيام عيد الفطر بعد بركات رمضان، لتصحو كل مشاعر المجد والبركات والحب والسلام وتشمخ ناهضة في يوم انتخاب قائد لوطن الصمود والتضحيات سورية الأبية..
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش