ترسم القدس اليوم معادلات ردّ جديدة فحدود قواعد الاشتباك المفتوحة بيد فصائل المقاومة الفلسطينية البطلة التي حولت ليل تل أبيب المزعومة إلى نهار فكل المستوطنات باتت تحت النار والبعيد منها بات قريباً ولأبراج مشيدة أو حصون منيعة تقف في وجه القوة الصاروخية التي تمتلكها ليكون حصاد زرع محور بأكمله يعرف مقادير الكيل بالكيل ويعرف مواقيت الرد في الأمنكة والأزمنة المناسبة.
حتى نتنياهو الهائم على وجهه بين الملجأ والمكتب أقرّ خاضعاً ذليلاً باستحالة صدّ الصواريخ المنطلقة من غزة باتجاه المستوطنات والمواقع الصهيونية وتذرع بأعطال فنية في قبته الحديدية التي لا تساوي عملياً قبة قميصه بعد أن عبث بخطوط حمراء وحدود مجهولة انفجرت في وجهه كما انفجر الداخل الذي كان بحسبانه أنه مستقر إلى حين بعيد.
القدرة التدميرية والكثافة النارية الدقيقة إلى جانب التوازن الردعي الذي أظهرته فصائل المقاومة الفلسطينية لم يكن مفاجئاً فحسب بالنسبة للعدو بل كان صاعقاً لدرجة محاولة سدّ الفجوات عبر نقل قوات له من جبهات إلى أخرى واستدعاء أفراد احتياط وصل عديده إلى 7000 آلاف.
الانتصارات التي تحققها المقاومة الفلسطينية اليوم هي امتداد طبيعي لانتصارات سياسية وميدانية لمحور المقاومة في المنطقة والذي يعي تماماً أن بيت العنكبوت الوهن سينهار لا محالة حتى في مواجهة تحمل طبيعة الجغرافيا الصغيرة فالكيان الصهيوني كيان سريع الألم ولا طاقة له لاحتمال تبعات أي مغامرات شخصية لإنتاج نصر يرمم الشقاق السياسي الحاصل في بيته الداخلي.
المحور الثابت على حقه الواثق بقدراته الصادق في وعده يرسم توازنات المنطقة ويضبطها على إيقاعه فالنصر آت لا محالة والهزيمة واقعة حتمية ل”إسرائيل” وداعميها ومطبعيها فالمشهد المقاوم يسيطر على نفوس الشعوب الحرة ويعلي صوت المقاومين لكتابة معادلة الانتصار.
البقعة الساخنة- بقلم مدير التحرير- بشار محمد