الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
أيام قليلة باتت تفصلنا عن إجراء استحقاقنا الرئاسي والذي حدده إعلان مجلس الشعب بـ 26 الشهر الجاري ضمن القوانين والأطر الشرعية لدستور الجمهورية العربية السورية.
إن إجراء هذا الاستحقاق في توقيته وموعده المحدد يندرج ضمن مسيرة العمل الوطنية بما يحاكي السياق الطبيعي للأجندة الوطنية السورية دون أن يسمح لأي تحديات خارجية أن تقف عائقاً أمام مسيرة بناء الوطن مهما حملت من ضغوط.
العد التنازلي لانتصار جديد وكبير قد بدأ وما علينا كسوريين إلا رفع صوتنا وصوت الوطن عالياً في صناديق الاقتراع وهذا انطلاقا من حقيقة أننا أصحاب حق، ومن هذه الحقيقة سنقود معركة الانتخاب لاختيار مرشحنا بكل إرادة وعزيمة وإصرار من أجل أن نستمر بالحفاظ على وطننا سورية بكل ما نستطيع بأصواتنا ودمائنا وأجسادنا وأرواحنا وبكل ما نملكه من وسائل مواجهة ضد ما يحيط بوطننا من مخططات ومشاريع عدوانية وهجمات بربرية إرهابية، لحمايتها والدفاع عنها.
فإرادة الشعوب لا تقهر، والسوريون لم يعرفهم التاريخ إلا هكذا: أقوياء الإرادة، مبصرو المستقبل، عزيمتهم لا تلين، متشبثون بأرضهم مؤدون لواجباتهم وممارسون لحقوقهم، وفي إرادتهم يكمن صنع المستحيل وإنجاز المعجزات، فحريتهم وترابهم عزيز عليهم ووطنهم مقدس لا يقبل القسمة، ولذلك نرى هذه الحقائق تتجسد وتتجلى بكل الصور رغم أكثر من عشر سنوات من الإرهاب عليهم، بدءاً من المباشرة بإعادة بناء ما دمره الإرهاب بعد تحرير وتطهير جيشنا الباسل معظم الأراضي من الإرهابيين، مرورا بإعادة صيانة المصانع والبدء بالإقلاع بعجلة دورانها من أجل الاستمرار بالإنتاج ومساندة احتياجات السوق المحلية وفك جزء من معاناة المواطنين جراء الحصار والعقوبات والإرهاب الغربي العدواني رغم لصوصية العميل أردوغان سارق المصانع والمعامل ومعه أميركا، وصولاً إلى إعادة السوريين مجدداً الاستثمار في أراضيهم الزراعية بعد تحريرها من الإرهابيين والمرتزقة وطرد الحثالة منها، إلى كل ما نشهده من عمليات تطوير وتحديث لكل مناحي الحياة من تعليم وثقافة وفن وغيرها.
إنه جبروت الشعب اليقظ الذي حيّر العدو بصبره وعدم ركوعه، لتقديره العميق بأن الوطن هو الأغلى من كل شيء، ولذلك ينطلق السوريون من أهمية رفع راية الوطن عالية وإبقائها خفاقة، فأصحاب الحق والأرض باقون، والمحتل لا بد مندحر مهما طغى واستبد وتغطرس.
انتصارات شعبنا السوري مستمرة حتى أداء استحقاقنا واستكمال مستقبلنا، وصوت كل سوري هو سلاح نقف به إلى جانب سلاح بواسل جيشنا العربي السوري في الدفاع عن وطننا المقدس وترابه الطاهر، نحارب فيه من حاول أن يسرق النور منه، فالوطن هو النور الذي نضيء من خلاله بوصلتنا نحو الحياة.