الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
ليست صواريخ المقاومة الفلسطينية وحدها من تخيف الاحتلال الصهيوني وتثير الذعر والهلع في كافة مستوياته، بل حتى مسيرات الدعم الشعبي المؤيدة لها والمنددة بجرائمه ووحشية عدوانه عليها، وهو ما كانت الصورة فيه أبلغ من أي كلمات، بعد أن أطلقت قوات الاحتلال الصهيوني قذائف حقدها واعتداءاتها الصاروخية على مسيرات دعم للشعب الفلسطيني عند السياج الفاصل بين لبنان وفلسطين المحتلة في جريمة أخرى أدت لاستشهاد وإصابة العشرات بعد نحو أسبوع من بدء العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر والقدس وأراض فلسطينية أخرى محتلة.
هو المشهد يتكلم بلا رتوش سواء على الحدود أو من داخل الأراضي المحتلة مع إطلاق الاحتلال أيضا الرصاص وقنابل الغاز السام على مسيرات فلسطينية منددة باعتداءاته المتواصلة على المسجد الأقصى والفلسطينيين في القدس المحتلة وغزة والشيخ جراح، ليؤكد أن الاحتلال أمام تعاظم قوة المقاومة ومفاجآتها التي ضربت ما هو أبعد من العمق الصهيوني وأبعد من تل أبيب، وما أحدثته من فروقات جوهرية أمام القوة والغطرسة التي لطالما تباهى بها أمام مستوطنيه والعالم الذي لا يزال الصمت يطبق على أفواهه.
مئات الشهداء و الجرحى من الأطفال والشباب والقادة سقطوا جراء تصعيد الاحتلال لجرائمه، عدا عن عمليات التدمير الكبيرة للبنى التحتية من استهداف للمنازل وتدمير شبكات الكهرباء والمقرات الأمنية والعبث بممتلكات المواطنين وترهيبهم لتهجيرهم، في محاولة منه لاستنزاف قدرة المقاومة على الرد، والتوهم بأن سفك المزيد من دماء الفلسطينيين سيغير المعادلات القائمة لصالح كيانه الغاصب.
هذه الاعتداءات الصهيونية والحرب الإرهابية الشرسة والمتواصلة منذ عدة أيام على الفلسطينيين والمتزامنة مع مرور 73 عاماً على نكبة فلسطين عام 1948م، تبرز وحشية غير مسبوقة يشارك فيها الغرب المتآمر مع الإسرائيلي المستظل بدوره بدعم أميركي إرهابي لا مثيل له، وهو ما برز بوضوح في منع واشنطن مجلس الأمن من عقد جلسة خاصة لبحث تداعيات العدوان على قطاع غزة وتطورات الوضع على الأراضي الفلسطينية المحتلة.
تصعيد المحتل من أجل تنفيذ عمليات التهويد لن تمر، ودفاع الفلسطينيين عن أرضهم المغتصبة ودولتهم المستلبة مستمر، ووقوف كل المقاومين والشرفاء في سورية ولبنان وإيران والعراق واليمن مع المقاومين الفلسطينيين ثابت لا يتغير، فالسلاح صاح للسلاح، ومن يبغي جمع مكاسب على حساب حقوق الشعوب فهو خاسر وفاشل ومهزوم.