بعد اثنتي عشرة سنة

 

تداولت مواقع التواصل الاجتماعي قبل بضعة أيام مقالة نشرتها صحيفة هآرتس الصهيونية للكاتب آري شبيت بدأها بالقول: «إننا نواجه أصعب شعب عرفه التاريخ، ولا حل معه سوى الاعتراف بحقوقه وإنهاء الاحتلال. (لكن) يبدو أننا اجتزنا نقطة اللا عودة، وربما لم يعد بإمكان إسرائيل إنهاء الاحتلال ووقف الاستيطان وتحقيق السلام».

من المقدمة ينتقل الكاتب إلى النتيجة فيرى: «إذا كان الوضع كذلك، فإنه لا طعم للعيش في هذه البلاد، وليس هناك طعم للكتابة في هآرتس، ولا طعم لقراءة هآرتس. يجب فعل ما اقترحه قبل عامين روغل ألفر (كاتب صهيوني يحاول تحكيم العقل في الصراع الفلسطيني العربي – الصهيوني) وهو مغادرة البلاد. إذا كانت (الإسرائيلية) واليهودية ليستا عاملاً حيوياً في الهوية، وإذا كان هناك جواز سفر أجنبي لدى كل مواطن إسرائيلي، ليس فقط بالمعنى التقني، بل بالمعنى النفسي أيضاً، فقد انتهى الأمر. يجب توديع الأصدقاء والانتقال إلى سان فرانسيسكو أو برلين أو باريس».

اللافت في هذه المقالة أنها جاءت بعد اثنتي عشرة سنة تماماً من مقالة نشرتها صحيفة يدعوت أحرونوت عن حالة الذعر التي يعيشها اليهود في فلسطين المحتلة ضمن كيان أراد المشروع الصهيوني من وراء إقامته على أرضها – كما يدعي – أن يمثل شاطئ الأمان للشعب اليهودي، لكنه منذ نشأته كان المكان الوحيد في العالم الذي يُقتل فيه اليهود بسبب انتمائهم للمشروع الصهيوني ذاته. وتمضي المقالة في السياق ذاته لتقول إن الدولة التي أقيمت من أجل ألا تتكرر المحرقة هي المكان الوحيد الذي يجرؤ فيه السياسيون الإسرائيليون على تهديد اليهود بمحرقة جديدة. وتجرأت الصحيفة بدورها على طرح سؤال خطير عندما قالت: «علينا أن نسأل أنفسنا هل نحن مستعدون للتضحية بأبنائنا من أجل السيادة الإسرائيلية، في حين أننا نستطيع أن نضمن لهم مستقبلاً من الأمن والرفاه في مكان آخر؟.. »

من المؤكد أن ملايين الفلسطينيين الذين اغتُصِبَتْ أراضيهم عنوة، وأخرجوا من بلادهم بالقوة، يوافقون الصحيفة على هذا الحل، ومثلهم مئات الآلاف المهددون بالمصير ذاته، مع أن ما طرحته يدعوت أحرونوت، وما تطرحه اليوم هآرتس، قد لا يكون في واقع الحال حلاً مقترحاً، بقدر كونه شكلاً من أشكال التعبئة النفسية. غير أنه مع ذلك، تثير الاهتمام فقرة في المقالة ذاتها جاء فيها: «في حين يلف الإسرائيليين الرعبُ الوجودي كل عدة أعوام، فإن اليهود في أماكن كثيرة من العالم يعيشون بازدهار ورفاه واستقرار، وينعمون بحياة اجتماعية غنية، ويشاركون بشكل فعال في (تحديد طبيعة الثقافة المحلية)».

هذه الرؤية قد تكون أحد التحديات الأساسية التي يواجها المشروع الصهيوني بافتراضه – أو محاولته الإيهام ـ بأن كل اليهود في العالم هم ضمن إطاره وتوجهه، بحيث لا يعتبر أن اليهود في بلد ما هم جزء من نسيجه الاجتماعي، وإنما هم (أفراد جالية إسرائيلية) فيه.

نعود الى ما سبق لنسأل: ما اللافت في كون المقالة الجديدة قد جاءت بعد اثنتي عشرة سنة تماماً من المقالة السابقة؟

والجواب في تذّكر ما فعلته إسرائيل وحلفائها خلال تلك السنوات ضد كل القوى التي تُعدّها خطراً عليها، لأجل غاية أساسية:

إعطاء مستوطنيها الإحساس بالأمان والاستقرار.

إضاءات- سعد القاسم

 

 

 

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة