من الطبيعي أن تكون الأسئلة المتداولة هذه الأيام التي تسبق موعد الاستحقاق الرئاسي سواء في وسائل الإعلام أم بين المواطنين من هو مرشحك للرئاسة؟ وكيف ولماذا تختاره.. وما هي أهمية المشاركة في هذا الاستحقاق؟
لكنّ الصحيح أيضاً أنه من الطبيعي والضروري أن تكون قراءة الواقع على حقيقته عندما نريد أن ننظر إلى الأمور بمنظار مصلحة الوطن والمواطن، ومصلحة الدولة السورية وسيادتها، فالأمر هنا ليس مجرد الفوز بمنصب من مناصب الدولة، وليس كرسياً في مجلس الشعب، أو حقيبة وزارية، أو أي موقع قيادي في الحكومة أو المنظمات والنقابات كي نقول مهمة وتنتهي.. أو نبرر افتقادنا لثقافة الانتخاب والاختيار بشماعة الخلاص الفردي..
الاستحقاق الرئاسي يختلف كثيراً، فهو معركة أيضاً وخندق المواجهة في هذه المعركة هو المشاركة الجماهيرية من أبناء الوطن في هذا الاستحقاق الديمقراطي لنثبت للعالم كله أنه مهما كانت الضغوط ومهما كان حجم المعاناة فإن الإرادة القوية والرغبة في استمرار الحياة تبقى أقوى من كل التحديات، وإن هذا الاستحقاق قضية سيادية وطنية سورية لا تخصّ سوى السوريين وأي مساس بهذا المبدأ هو مساس بالسيادة الوطنية السورية.
وكي تكتمل الصورة وننتصر في معركة الاستحقاق الرئاسي أيضاً، ولأننا نريد لنهج المقاومة أن يستمر، ونريد لسورية أن تنتصر دائماً على أعدائها، فمن الطبيعي كذلك أن يكون قرارنا وخيارنا هو الرئيس الذي لا تتمكن كلّ الضغوطات، وكلّ الفصائل المسلحة المأجورة، وكلّ المليارات، وكلّ السيناريوهات من أن تؤثر على عزيمته.
من الطبيعي أن يكون قرارنا وخيارنا الرئيس الذي يواجه ما لا يستطيع أن يواجهه أحد في التاريخ، والرئيس الذي يكون القائد والمواطن والقدوة.
في السادس والعشرين من الشهر الحالي نتوجه لنختار الرئيس الذي يستطيع أن ينتصر على الإرهاب ويقود سورية إلى بر الأمان،
نختار الرئيس الذي يجعل الدولة مستمرة في الصمود والاستمرار بالحياة رغم كلّ الأزمات والضغوطات فلا تتوقف الخدمات ولا الرواتب.
الرئيس الذي يراهن على أن سورية بلد لا تمس سيادته ولا قراره المستقل، ولا يمكن للولايات المتحدة الأميركية أن تأمره إلا عندما تكون هي الوصية أو هي من تصنع الرؤساء، ولا يسمح للولايات المتحدة الحديث عن تنحية الرؤساء لأن الشعب هو من يصنع السيادة والقرار المستقل والمشروعية.
الرئيس الذي لا يسمح لأحد بالتدخل في الشؤون الداخلية لسورية، والرئيس الذي يعلمنا أن الرد العملي على الحصار يكون بزيادة الإنتاج في كلّ القطاعات، والرئيس الذي نتعلم منه إذا كانت الحرب تفرض نفسها علينا فذلك لا يعني أن تمنعنا من القيام بواجباتنا، وإذا كان الدمار والإرهاب يفرضان العودة إلى الوراء بشكل عام فهذا لا يمنعنا من التقدم إلى الأمام لنكون في وضع أفضل مما كنا عليه قبل الحرب.
نعم إن قرارنا وخيارنا هو الرئيس الذي يستطيع مواجهة إمبراطوريات إعلامية عالمية.
الرئيس الذي يؤكد ويجسد في كلّ المعارك والتحديات معاني الثبات والاعتماد على الذات وأن الخيار في مواجهة الاحتلال هو المقاومة.
الكنز- يونس خلف