من أجل أن نعبر بسوريتنا من واقع الحرب والفوضى والدمار إلى واقع الأمان والاستقرار والإعمار والتنمية والازدهار، علينا أن نشارك بكثافة بالاستحقاق الدستوري الأهم، علينا بالمثابرة والجد، ومتابعة الجهود الكبيرة في طي صفحة ما دمره الإرهاب، فلا يمكن أن يتحقق نهوض وطننا الذي استهدف على مدى عشر سنوات بحرب إرهابية دولية مدمرة، إلا بتضافر جهود جميع أبنائه، وكل من موقعه للمساهمة بهذا النهوض وعلى أساسات متينة من العمل الخلاق والمبدع والمنتج الذي يواجه ويعالج ويتجاوز كل مفرزات وتداعيات الحرب والحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على السوريين.
أمامنا منهاج عمل للمرحلة القادمة يستهدف كل مجالات الحياة في سورية، فما جرى في بلدنا خلال سنوات الحرب الظالمة يتطلب جهوداً جبارة لمعالجته وتجاوزه، كما يحتاج لزجّ كل الطاقات الكامنة والممكنة في كل ميادين الإنتاج والإنجاز.. الفلاح في أرضه، والعامل في معمله، والجندي مع سلاحه، والمسؤول وكذلك الموظف في مؤسسته..إلخ.
كل ذلك بات مطلوباً بإلحاح لإفشال كل محاولات الأعداء للنيل من هذا الوطن ومصادرة حريته وسيادته وقراره المستقل، وليست مصادفة أن الدول التي تأكل مما تزرع وتلبس مما تصنع وتصدر أكثر مما تستورد هي الأكثر استقلالاً في قرارها الوطني.
نعم إن العودة بسورية إلى سابق عهدها، بل أفضل مما كانت عليه، مربوطة ومنوطة بما سننجزه جميعاً، كل من موقعه، فإذا أردنا أن نستكمل انتصار جيشنا الباسل على قوى الشر والإرهاب وتحرير ما تبقى من أرض محتلة، وأن نحفظ كرامة وسيادة بلدنا وشعبنا، ينبغي أن ننطلق جميعاً لنبني وننجز، والسوريون أولى بطائر الفينيق الذي ينهض من تحت الرماد.
البقعة الساخنة -عبد الحليم سعود: