تعبر المواقف والآراء الشخصية للمواطنين السوريين الذين عبروا عن آرائهم فيمن سينتخبون عن نضج حقيقي في اختيار المرشح لرئاسة الجمهورية، حيث توزعت الأولويات وفقاً لبرامج المرشحين ومدى انسجام هذه البرامج مع تطلعاتهم وآمالهم وشموليتها وتجسيدها على أرض الواقع ثباتاً في الموقف والفعل.
برامج المرشحين التي تمّ الإعلان عنها تعبر عن تطلعات المواطنين، ولكنها تختلف فيما بينها بدرجة ملامستها لتلك التطلعات وتعبر في بعض تفصيلاتها عن خلفية كلّ مرشح، وبالتالي اختلفت البرامج عن بعضها بموضوع شموليتها لشرائح المجتمع وبدت بعضها محصورة في اتجاه واحد، وهذا بالمحصلة سيحدد حجم شريحة كلّ برنامج وبالتالي نسبة الأصوات التي سيحصدها كل مرشح.
ما يجمع بين برامج المرشحين أكثر بكثير عما يميزها عن بعضها، فبرامج المرشحين الثلاثة متفقة على الثوابت الوطنية وإن اختلف شكل التعبير عنها، وجميعها متفقة على مصلحة المواطنين ولكن هناك تباين في تحديد الأولويات وتمايز في التعبير عن تطلعات شريحة أوسع، وهناك اختلاف في تحديد سبُل تنفيذ هذه البرامج على الأرض، ولا شكّ أن الهمّ المعيشي يتصدر غيره من الهموم لأن الدولة تضطلع ببعض القضايا بالتشارك مع المواطن، وبالتالي هذه القضايا هي مسيرة عمل مشتركة كتحرير الأرض والحرب على الإرهاب، كما أن هناك بعض الملفات تديرها الدولة في إطار واجبها ومسؤولياتها كملف المهجرين وتحرير المخطوفين، وبالتالي هذه القضايا تدخل واجب الدولة وليس في خيارات وبرامج المرشحين.
المواطن سيختار صاحب البرنامج الذي يحقق تطلعاته وآماله ويحدد سبل الوصول إليها، ويريد النهوض بالقطاعات التي تلامس حياته اليومية وترفع من دخله وتحسن معيشته ولا سيما في قطاعات الزراعة والصناعة والبناء التي تزيد من الإنتاج وتحسن نوعيته وتدعم ثوابته الوطنية، وعندما يتحقق ذلك يذهب إلى قضايا وتطلعات أعم وأشمل تتعلق بالمواقف من القضايا والعلاقات الخارجية ورسم السياسات، لأنه في هذه الحالة يكون بموقع قوة تعطيه الخيار لفرض وجهة نظره.
على الملأ- بقلم مدير التحرير- معد عيسى