الثورة أون لاين- ناصر منذر:
استكمالاً لفصول الحرب الإرهابية، تحاول بعض الدول الشريكة بسفك الدم السوري ومنها ألمانيا وتركيا، من خلال دعمها المتواصل للتنظيمات الإرهابية، التشويش على مسار الأجواء الانتخابية والديمقراطية التي تشهدها سورية اليوم، بقصد تعطيل الانتخابات الرئاسية ومنع السوريين في الخارج من ممارسة حقهم الانتخابي، وهو حق كفلته الدساتير العالمية، وهذا يعكس إصرار تلك الدول على المضي قدما في سياساتها الداعمة للإرهاب لإطالة أمد الأزمة، ومنع أي حل سياسي ينهي معاناة السوريين جراء الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي الجائر.
ألمانيا وتركيا، البلدان العضوان في حلف “الناتو” كانا ولا يزالان يقدمان كل أنواع الدعم لما تبقى من تنظيمات إرهابية، وقوات نظام أردوغان على وجه الخصوص تحتل أجزاء من الأراضي السورية وتمارس أبشع الجرائم بحق المدنيين في الشمال، ولذلك ليس جديداً على هذين البلدين اللذين يدعيان زوراً وبهتاناً الديمقراطية، والحرص على حياة السوريين أن يمنعا السوريين المقيمين على أراضيهما- بعد تهجريهم بفعل الإرهاب- من المشاركة في استحقاقهم الدستوري وممارسة حقهم الانتخابي، لأن النموذج الديمقراطي الوحيد الذي يفهمه نظام أردوغان وحكومة ميركل هو نموذج القتل والإرهاب، أما مفاهيم الحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية فهي خارج كل حساباتهم ومبادئهم ومعاييرهم الإنسانية والأخلاقية.
ألمانيا كسائر الدول الأوروبية السائرة في الفلك العدواني الأميركي، تمارس سياسة التضليل و تشويه الحقائق وقلب المفاهيم لخداع الرأي العام الغربي والعالمي، وهنا لابد من التذكير بالدور القذر الذي تلعبه ألمانيا في سياق الحرب الإرهابية المتواصلة على الشعب السوري، فهي إلى جانب تقديمها المال والسلاح للإرهابيين، تؤوي على أراضيها إرهابيي “الخوذ البيضاء” وهو الذراع الأساسي لإرهابيي “النصرة”، وسبق لها أن قدمت 5,1 ملايين يورو لمساعدة هذا التنظيم الإرهابي في عام 2020 بحسب تأكيد وزارة خارجيتها، الأمر الذي فضح علاقتها الوثيقة بـ “الخوذ البيضاء” خلافا لادعاءاتها بمكافحة الإرهاب، وخلافا لقرارات مجلس الأمن التي أكدت أن تنظيم جبهة النصرة وكل ما يرتبط به هي تنظيمات إرهابية تجب مكافحتها، كما يؤكد إيواءها لمتزعم هذا التنظيم على أراضيها وتوفير كل الحماية له، على أنها شريكة أساسية في تسخير هذا التنظيم لممارسة الإرهاب وخاصة الإرهاب الكيميائي بهدف تشويه صورة سورية، وإطالة أمد الحرب عليها، حيث لم يعد خافياً أن الإرهاب الذي مارسه هذا التنظيم أدى إلى مقتل الكثير من السوريين الأبرياء.
أما تركيا بقيادة نظام أردوغان الإخواني فهي تتصدر قائمة الدول المشاركة بسفك الدم السوري، وقواتها المحتلة لاتزال تعيث قتلا ودمارا في المناطق الرازحة تحت احتلالها أو تحت إرهابيي “النصرة”، لاسيما وأن اللص أردوغان ما زال يناور على جميع الحبال لكسب المزيد من الوقت يسخره في خدمة إرهابيي «النصرة» لإطالة أمد بقائهم، باعتبارهم جزءا لا يتجزأ من تشكيلات جيشه المحتل لأجزاء من الأراضي السورية، وهذا ما أثبتته معطيات الميدان من دعم عسكري ولوجستي وسياسي متواصل لأولئك الإرهابيين، وليس جديداً على هذا النظام أن يمنع اليوم السوريين المقيمين على الأراضي التركية من المشاركة في الاستحقاق الرئاسي، لأن إنجاز هذا الاستحقاق سيكون ضربة قاصمة لمشاريع الغرب العدوانية، باعتباره مكملا لانتصارات الجيش في الميدان، الأمر الذي يدفع رعاة الإرهابيين لاتخاذ المزيد من الإجراءات العدائية بحق السوريين لمحاولة ثنيهم عن مواقفهم وخياراتهم الوطنية، وكسر إرادة الصمود لديهم، لأن إرادتهم الحية والصلبة ما زالت تصيب أركان منظومة العدوان في مقتل.
الدول المتآمرة على الشعب السوري، ومنها ألمانيا وتركيا، سرعان ما ستدرك أنها أعجز من أن تنال أهدافها الدنيئة، فالسوريون بمختلف شرائحهم وانتماءاتهم وجهوا رسائل بليغة لتلك الدول بأنهم وحدهم من يقررون مصيرهم، ويختارون مستقبلهم، ولا تستطيع قوة في العالم أن تفرض مشيئتها عليهم، وفي السادس والعشرين من الشهر الجاري سيقولون كلمتهم الفصل في صناديق الاقتراع