الثورة أون لاين – عبد الحميد غانم:
يواجه العدو الصهيوني اليوم مأزقاً صعباً يهدد كيانه المسخ، حيث كل الجرائم الوحشية التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني من قتل وتهجير لن تمكنه من تثبيت وجوده الاحتلالي اللا شرعي، فالمقاومة الشعبية الفلسطينية ضده مستمرة ولم تتوقف رغم كل محاولاته القمع والعدوان والاحتلال الوحشية والعنصرية لنزع جذوة المقاومة، ولم تستطع سنوات الاحتلال الطويلة أن تنسي الفلسطينيين قضيتهم العادلة أو تثنيهم عن مواصلة نضالهم وكفاحهم لتحرير أرضهم المحتلة واستعادة حقوقهم المغتصبة.
ويكاد الكيان الغاصب في وقتنا الراهن يفقد الأهداف التي قام من أجلها والغايات التي كان حكام الكيان يتبجحون ويستندون إليها في محاولاتهم لدفع اليهود للهجرة إلى فلسطين.
فلم يهنأ الاحتلال، ولم يهدأ أو تركن حالته المشتتة، في الوقت الذي تستمر فيه نضالات شعبنا الفلسطيني وتضحياته من أجل تحرير أرضه واستعادة حقوقه.
وقد أثبتت انتفاضة الشعب الفلسطيني الحالية أن كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية سقطت وأن كل الجهود والحملات الإعلامية المعادية والممولة بمئات ملايين الدولارات لم تفلح في كي الوعي العربي للانفصال عن هذه القضية المقدسة وعن قضايا الأمة بل عززت ارتباط شباب فلسطين وشباب الأمة بها ولم تسقط بالتقادم كما توهم العدو.
لقد حفل التاريخ العربي بالكثير من الوقائع التي أكدت أن اجتماع العرب على مواجهة الغزاة الطامعين كان السبب الرئيس في دحرهم وخسارتهم في كبرى المعارك، وكلنا قرأ عن معارك اليرموك وعين جالوت وحطين وحرب تشرين التحريرية وعرف كيف انهزم الغزاة في هذا المثلث الاستراتيجي من بلاد الشام بين وادي اليرموك والجولان وحطين.
لقد أراد الغزاة منذ أيام الرومان والتتار والصليبيين السيطرة على بيت المقدس وفلسطين لاعتقادهم أنهم بذلك يسيطرون على العالم.
واليوم يواجه عرب فلسطين الاحتلال الصهيوني الغربي الأمريكي، حيث لم يستطع كيان الاحتلال الغاصب، وبعد ثلاث وسبعين سنة على إنشائه، أن يرسخ وجوده الاحتلالي في فلسطين، أو أن يهنأ باحتلاله للأرض العربية، بل على العكس فإن كيان الاحتلال بدأ يفقد مبررات وجوده ومقومات استمراره عند شارعه، مع تصاعد حملات الإدانة والاستهجان لاحتلاله وعدوانه ومحاولته تهويد فلسطين وقتل وتهجير شعبها، ولم يعد الكيان الغاصب المكان الجاذب لليهود بل فقد الكثير من المستوطنين الثقة به وبأسباب بقائه، ولم يعد يحظى بنفس التعاطف من قبل البعض نتيجة جرائمه المتواصلة بحق الفلسطينيين، في حين ارتفعت الأصوات المستنكرة لأفعاله، وازدادت أعداد الهجرة المعاكسة من الكيان، وتجمدت تقريبا أعداد الهجرة إليه.
وأصبحت معادلة التوازن الديموغرافي بين الإسرائيليين والفلسطينيين داخل فلسطين تؤرق قادة الكيان ومسؤوليه وتقض مضجعهم وتضعهم أمام الخلل الكبير في هذا التوازن الذي يرجح كفة الفلسطينيين مع مرور الوقت عبر ما يسمى القنبلة الديموغرافية التي تضيف قوة إلى قوة المقاومة في مواجهة ممارسات العدو وأسلحته الفتاكة التي لم تفلح في كسر صمود الشعب الفلسطيني.
إن صمود الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي أثبت أن المقاومة هي الخيار الوحيد والأمضى لرد العدوان واستعادة الحقوق وبات من الضروري أن تجتمع الفصائل الفلسطينية جميعها على هدف واحد يعزز وحدتها ووحدة الشعب في الضفة والقطاع وأراضي ال٤٨ من أجل تعزيز هذه الانتفاضة وتحقيق طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني في التحرر وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.