الثورة أون لاين – ترجمة غادة سلامة:
يقول داكوتا وود هل تعتقد إدارة بايدن والأغلبية الديمقراطية في الكونغرس أن المنافسين الرئيسيين لأمريكا على استعداد لانتظار الولايات المتحدة لحل مشاكلها الداخلية المتفاقمة اقتصاديا وعسكرياً؟، لقد اقترحت إدارة بايدن زيادة بنسبة 1.7٪ في الإنفاق الدفاعي لعام 2022، وهو ما لا يكفي لتعويض التضخم الذي يواجه الاقتصاد الأمريكي.
يضاف ذلك إلى إنفاق ما يقرب من 3 تريليونات دولار تم دفعها منذ تشرين الثاني من العام الماضي 2020 لتعويض تكاليف مواجهة وباء الفيروس التاجي كوفيد 19، وهناك ما لا يقل عن 2 تريليون دولار أخرى لأخذها في الاعتبار في الأسابيع المقبلة بشأن خطة الوظائف الأمريكية والأسر الأمريكية التي أصبحت بدون عمل بسبب عمليات الإغلاق والحجر الصحي الناجم عن انتشار الفيروس، ويبقى هناك القليل لمواجهة التحديات الخارجية التي تواجه الولايات المتحدة والتي يمكن أن تؤدي إلى نهاية أمريكا، حيث يحب اليسار في الولايات المتحدة الحديث عن سياسة “نزع السلاح” الخارجية للولايات المتحدة، وربما يعتقدون أن البراعة الدبلوماسية ستوفر الوقت اللازم لأمريكا للاستعداد للحرب، إذا أصبحت ضرورية، أو أن الولايات المتحدة وحلفاءها ستتاح لهم الفرصة لإعادة الصراع إذا لم تنجح الخطوة الأولى على النحو المرغوب،خاصة عندما يتعلق الأمر بالحرب بين البلدان.
إذا دخلت الصين والولايات المتحدة في حرب على تايوان على سبيل المثال، والتي يرجح انتصار الصين على الولايات المتحدة فيما لو حدثت هذه المواجهة، فمن غير المرجح أن توافق بكين على منح الولايات المتحدة وقتًا لالتقاط أنفاسها، وإعادة تجميع صفوفها، ومن ثم القيام بذلك للمرة الثانية، يمكن قول الشيء نفسه بالنسبة للولايات المتحدة في مواجهة بقية الدول، إما أن تكون أمريكا مستعدًة للقتال أو هي الخسارة الكبرى التي لا تقوم لأمريكا بعدها قائمة، وسيكون ذلك هو الفشل العسكري الذريع للولايات المتحدة.
فالجيش الأمريكي اليوم في أسوأ أحواله، ليس الأمر لأن المحاربين الأمريكيين يفتقرون إلى الإرادة أو المهارة، ولكن لأن معظم أدواتهم (السفن والطائرات والدبابات وما إلى ذلك) قديمة وقاصرة في العدد.
تم تصنيع معظم المعدات الرئيسية في الثمانينيات والتسعينيات، وتقلصت البحرية إلى ما يقرب من نصف الحجم الذي كانت عليه قبل ثلاثين عامًا، في حين أن زمن طيران سلاح الجو لطياريها كان سيجعلهم غير قابلين للانتشار خلال الحرب الباردة، لقد اختار الجيش الأمريكي تقليص حجمه لتحرير الأموال اللازمة لتطوير القدرات التي سيحتاجها للحرب القادمة، ولن يكون هناك أي مشكلة إذا لم تواجه الولايات المتحدة تهديدات كبيرة في غضون ذلك، حيث سمح حلفاء الولايات المتحدة لجيوشهم بالذبول لدرجة أنهم لا يملكون سوى القليل من القدرة على المساعدة في أزمة كبرى.
على سبيل المثال أعلنت بريطانيا مؤخرًا أنها ستعيد تنظيم جيشها لتفضيل العمليات الإلكترونية والفضائية والخاصة، مما يتركها مع أصغر جيش منذ عام 1714 وبحر لا يمتلك سوى سبع عشرة سفينة حربية.
ومع قرب نهاية الحرب الباردة، أرسلت ألمانيا خمسة آلاف دبابة قتال رئيسية للتحقق من التهديد القادم من الشرق، واليوم لديها أقل من ثلاثمائة دبابة، ولا تملك ألمانيا ولا فرنسا القدرة على مواصلة العمليات الجوية دون دعم من الولايات المتحدة للتزود بالوقود الجوي أو مخزونات الذخيرة.
يقول كاتب المقال: يمكننا أن نتحسر على هذه الظروف وعلى أيام عز أمريكا وقوتها، ولكن تظل الحقيقة أنه في حالة نشوب صراع كبير، سيتعين على أمريكا إلى حد كبير الاعتماد على مصادرها العسكرية الخاصة والقليلة قياساً إلى الماضي وما يتعين عليها الاعتماد عليه هو ظل لما كانت عليه في الماضي.
