الثورة أون لاين:
أجـرى الاسـتبيان : فــؤاد مســعد
ـ مجموعة العمل : فاتن دعبول ، يحيى الشهابي ، آنا خضر (دمشق) .
مكاتب صحيفة الثورة في محافظات : يونس خلف (الحسكة) ، شعبان أحمد (طرطوس) ، سهيلة اسماعيل (حمص) ، رفيق الكفيري (السويداء) ، خالد الخالد (القنيطرة) ، جهاد الزعبي (دراعا) ، فؤاد العجيلي (حلب) .
ـ (على صفيح ساخن) في الصدارة و (الكندوش) ثالثاً رغم الانتقادات
ـ سلوم حداد الأكثر جماهيرية و سلاف فواخرجي تخطف الأضواء
ـ مُتابعة الأعمال وقطع الكهرباء.. لعبة القط والفأر
بالأرقام :
ـ 26,3% لم يشاهدوا المسلسلات في رمضان
ـ 57,5% لامست قضايا اجتماعية تهم الناس
ـ 55،7% لم يتابعوا إلا الأعمال السورية
ـ 48,9% وجدوا أنها تطورت
الجمهور :
ـ أعمال جريئة ومشوّقة
ـ عانت من التغريب عن الواقع
ـ ليت مسلسلات أيام زمان تعود
ـ ضعف النصوص وتكرار الأفكار
ـ التساؤل حول غياب التاريخي والكوميدي
ـ المطالبة بأعمال تساعد على تنشئة الأجيال
رغم بوادر الأمل والانفراج إلا أن الإنتاج الدرامي السوري لايزال يعاني الكثير من المصاعب الأمر الذي بدا واضحاً عبر ما تم إنتاجه في الموسم الأخير ، وانعكس ذلك على صعيدي الكم والنوع كما تُرجم من خلال تأجيل عرض عدد من الأعمال وعرض مسلسلات سبق أن قدمتها محطات أخرى أو منصات ومواقع الأنترنيت ، وقد قدمت القنوات الوطنية في شهر رمضان المبارك عدداً من المسلسلات السورية التي شكّلت رغم قلتها فارقاً عما كان عليه الحال العام الماضي وكأنها إرهاصات وبوادر أولية تشي بتعاط مختلف وأكثر جدية في القادم من الأيام مع مُنتج نطمح أن يعود ليأخذ مكانه المتقدم على الساحة . ومرة أخرى نعيد ونشدد بأنه بعد كل ما عانت منه الدراما السورية فهي لاتزال مستمرة واستطاعت إنجاز أعمال جذبت إليها الجمهور ، وهو أمر بحد ذاته يعتبر إيجابياً .
لا بدّ مع انتهاء الموسم الدرامي لشهر رمضان من وقفة تأمل وقراءة لما تم إنجازه ما يستدعي إثارة مجموعة من التساؤلات .. فهل حققت المسلسلات المعروضة السوية المرجوة منها ؟ وأي منها كان الأكثر تميزاً ؟ هل استطاعت تلك الأعمال الولوج إلى العمق أم بقيت طافية على السطح ؟ هل أرخت الظروف المعيشية بظلالها على آلية المُشاهدة أم أنه لم يكن لها تأثير ؟ هل رأى الجمهور نفسه فيما قُدّم على الشاشة حقاً ؟ ومن هم الفنانون الذين حصدوا اهتماماً أكبر من قبل المشاهدين ؟ أكانت الدراما السورية هي مركز الاهتمام الأكبر أم توزع اهتمام المشاهد السوري أيضاً على درامات عربية أخرى ؟ هل وجد فيما شاهده ترهلاً وانحداراً أم تطوراً وتجديداً ؟..
إنها تساؤلات سعينا إلى استقاء الأجوبة عليها من قبل المشاهدين أنفسهم من خلال استبيان قامت به صحيفة الثورة حول المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان وآلية المشاهدة ، ليكون بمثابة مسبار وبوصلة لخارطة الإنتاج عبر خوضه في أسئلة تتعلق بمعرفة رأي الجمهور حول آلية العرض والمُشاهدة بشكل عام ، لأنه لا بد من جردة حساب وقراءة نتائج موسم درامي قدّمت فيه مسلسلات متنوعة استطاع عدد منها الارتقاء إلى مصاف تحقيق المختلف وترك بصمة مؤثرة ، ونسلط عبر السطور التالية الضوء على كيفية إجراء الاستبيان والأسئلة المطروحة فيه والنتائج التي خرج بها .
ـ ملامح أولية :
يبدو أنه كان للكهرباء دور أساسي في طريقة متابعة المسلسلات في الموسم الدرامي الأخير حتى أنها شكّلت في مكان ما عصبا أساسيا في آلية مُشاهدة الجمهور للأعمال ، وفي قراءة أولية للنتائج هيمن مسلسل (على صفيح ساخن) إخراج سيف سبيعي على المرتبة الأولى بجدارة مخترقاً الصفوف ليحل أولاً متجاوزاً كل ما تم إنتاجه من أعمال قد ينجذب إليها المشاهد تاركاً وراءه مسافة تفصله عنها ، وضمن هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن كاتبي المسلسل علي وجيه ويامن الحجلي سبق أن حصد مسلسل من كتابتهما بعنوان (هوا أصفر) على المرتبة الثالثة في استبيان صحيفة الثورة عام 2019 ، أما على صعيد الفنان الأكثر جماهيرية فقد احتل صدارة هذه الفئة الفنان سلوم حداد ، بينما استطاعت الفنانة سلاف فواخرجي خطف الأضواء ضمن فئة الفنانة الأكثر جماهيرية حيث نالت المرتبة الثانية بعد حجب الأولى .
عوامل عديدة كان لها الأثر البالغ في مزاج المشاهدة لدى الجمهور خاصة بعد حرب شرسة شنت على سورية وحصار جائر وضغوط حياتية ومعيشية ، ومن خلال الملاحظة الشخصية للفريق الذي قام بعملية توزيع أوراق الاستبيان إضافة إلى ما دوّنه المشاركون من أفكار على الأوراق يمكن القول إن مزاج المشاهدة هذه المرة كان مختلفاً وبارداً والبعض لم يكن متفاعلاً ، (أهو وقت السؤال عن مسلسلات وأنا أخرج من شغل إلى شغل لأحصل على قوت يوم عائلتي !؟.. كيف أتابع المسلسلات وليس هناك كهرباء ؟..) هي إجابات تكررت لدى بعضهم بصيغة أو بأخرى إلا أنها لم تكن عائقاً أمام المشاركة وإبداء الرأي ، ولكن مما لا شك فيه أن النسبة العامة لمتابعة الأعمال تراجعت عن الأعوام الماضية بشكل واضح ، لا بل شكلت انزياحاً واضحاً في آلية التلقي يظهر للمرة الأولى في تاريخ استبيان صحيفة الثورة حول مسلسلات رمضان ، حيث بلغت نسبة من تابعوا المسلسلات التي عرضت في رمضان (73,6%) وهي النسبة الأخفض مقارنة مع السنوات الماضية ، أمّا نسبة من تابعوا مسلسلات غير سورية خلال شهر رمضان فبلغت (44,2%) .
ـ مسبار بوصلته الجمهور :
كانت تلك لمحة سريعة عن بعض أهم نتائج الاستبيان الذي أجرته صحيفة الثورة حول المسلسلات السورية التي عُرضت في شهر رمضان المبارك ، وقد شمل توزيع استمارات الاستبيان العديد من المحافظات السورية ، حيث تم توزيعها في كل من : (دمشق وريفها ، طرطوس ، حلب ، حمص ، الحسكة ، السويداء ، القنيطرة ، درعا) وجاء التوزيع في أحياء وأزقة متنوعة ومتباينة وكان هناك سعي للتوجه إلى أكبر شريحة ممكنة من الجمهور بتنوع مشاربه وأفكاره ومستوياته التعليمية والاجتماعية والعمرية . وبلغ العدد الإجمالي للمشاركين في الاستبيان ثمانمئة وستين مشاركاً وجاءت نسبة مشاركة الذكور أعلى بقليل من نسبة مشاركة الإناث حيث بلغت نسبة الذكور 52,3% بينما نسبة الإناث فكانت 47,6% ، وتم تقسيم المشاركين من الناحية العمريّة إلى أربع فئات ، ضمّت الفئة الأولى من كانت أعمارهم عشرين عاماً أو أقل وبلغت نسبتهم 15% ، أمّا الفئة الثانية فضمت من كانت أعمارهم بين الإحدى والعشرين سنة والخمس والثلاثين سنة وبلغت نسبتهم 46,9% ، والفئة الثالثة ضمت الأعمار بين ست وثلاثين سنة وخمسين سنة وبلغت نسبتهم 27,3% ، أما الفئة الرابعة فكانت لمن تجاوز عمره الخمسين سنة ونسبتهم 10,6% .
غالب التنوع على الشرائح الاجتماعية التي شاركت في الاستبيان والتي جاءت على النحو التالي : موظفون من مختلف المؤسسات والإدارات والشركات العامة والخاصة بنسبة 20,4% ، أعمال حرة 16,8% ، طلاب جامعة 15,8% ، ربات منازل 10,3% ، أساتذة جامعة ومدرسون ومديرو مدارس 7% ، طلاب مدرسة 6,2% ، عاطلون عن العمل 5,4% ، مهندسون 5% ، أطباء وصيادلة وممرضون ومخبريون 4,1% ، متقاعدون وإعلاميون ومذيعون ومحامون ورسامون وموسيقيون ، لاعبون رياضيون وعمال وحلاقون وعاملون في حقل التجارة ومتعهدو بناء وأصحاب مكاتب عقارية وتجار ورجال أعمال وبائعون ومحاسبون ، مهندسو معلوماتية ومُبرمجون ، مهنيون وسائقون وفلاحون وصناعيون وكيميائيون ومندوبو مبيعات وعاملون في ميكانيك السيارات والمصابغ والكي وعاملون في حقل الكهرباء ، وشيف مطبخ ومصممو أزياء وخياطون وعمال تنظيفات وحرفيون في التمديدات الصحية وصاغة ومستخدمون وعاملون في مجال الحراسة ..
ـ الكهرباء بطل درامي :
استُبعِدَت مئتان وسبع وعشرون استمارة من إجمالي عدد الاستمارات لأن المشاركين فيها أجابوا بـ (لا) عن سؤال (هل تابعت المسلسلات التي عرضت في شهر رمضان ؟) أي أن نسبة 26,3% من المشاركين في الاستبيان لم يشاهدوا المسلسلات المعروضة في رمضان وبالتالي لم يجيبوا على بقية أسئلة الاستبيان لذلك تم التعامل في مناقشة نتائج الأسئلة اللاحقة مع الذين أجابوا بـ (نعم) ونسبتهم من المجموع العام 73,6% . وتشكل نسبة من أجابوا بـ (نعم) انزياحاً هاماً لا بد من قراءته بتمعن وتشي بآلية مرتبكة لعملية المشاهدة فما يقارب من ربع الجمهور لا يتابع الأعمال الدرامية ما يعني أن هناك الكثير من العمل لإعادة بناء علاقة متينة وقوية بين جمهور ودراماه ، وقد وصلت هذه النسبة في العام الحالي إلى الحد الأدنى لها وتعتبر هي الأخفض بتاريخ استبيان صحيفة الثورة حول مسلسلات رمضان ، حتى أنها تراجعت عن الاستبيان الماضي بنسبة 11,8% ، وتراجعت عما كانت عليه عام 2010 بنسبة 21,3% ، علماً أن النسبة الأعلى لمن أجابوا بـ (نعم) كانت عام 2004 وبلغت حينها 98% .
ويبدو أن انقطاع التيار الكهربائي خلال شهر رمضان لعب دوراً هاماً في عزوف الكثيرين عن مشاهدة المسلسلات ، فلدى التقصي لمعرفة الأسباب الكامنة وراء عدم متابعة الأعمال الدرامية لدى نسبة الـ (26,3%) تم سؤالهم وأعطِيت ثلاثة احتمالات للإجابة ، وجاءت النتائج على الشكل التالي : نسبة 23,4% (لأنك غير مهتم بها) ، نسبة 49,1% (بسبب انشغالك في عملك) ، نسبة 27,3% (أسباب أخرى ، وما هي) ، وغالبية من اختاروا الاحتمال الأخير الذي جاءت نسبته مرتفعة بمقدار 3,9% عن الاستبيان الماضي قالوا أن السبب هو انقطاع التيار الكهربائي مما يجعل من الكهرباء بطلاً رئيسياً ، والمفارقة أن هناك برنامج للتقنين الكهربائي فساعات القطع هذا الأسبوع مختلفة عن ساعات القطع في الأسبوع التالي مما صعّب على الجمهور الاستمرار في متابعة المسلسل نفسه أو محاولة البحث عنه في محطات أخرى أو على مواقع الأنترنيت ، كما أن هناك محافظات ارتفعت فيها نسبة هذا الخيار لتصل إلى (60%) بسبب ظروف الكهرباء فيها ، وهناك من وجد أن الأعمال كانت تعاني من تردٍ واضح فأعرض عنها ، ولدى العودة إلى خيار (بسبب انشغالك في عملك) علّق المشاركون في الاستبيان بالقول أن ارتباطهم بأكثر من عمل جعلهم غير مهتمين لمتابعة المسلسلات ، في حين أكد آخرون أن أولويتهم توجهت نحو الدراسة والتحصيل العلمي ، وجاءت نسبة هذا الخيار أعلى بمقدار 4,3% مقارنة مع الاستبيان الماضي .
ـ آلية المُشاهدة :
جاءت إجابات المشاركين في الاستبيان عن سؤال (إذا كنت تابعت المسلسلات أفعلت ذلك بشكل مستمر أم متقطع أم مصادفة؟) وفق ما يلي : 28,3% من المشاركين تابعوها بشكل مستمر بينما تابعها 52,9% بشكل متقطع و 18,7% مصادفة ، وهي المرة الأولى التي تصل فيها نسبة خيار (مصادفة) إلى الحد الأعلى لها ، حيث ارتفعت بمقدار 8,9% عن الاستبيان الماضي ، وارتفعت بمقدار 12,6% عما كانت عليه عام 2010 ، ويأتي ذلك على حساب (المتابعة المستمرة) التي تقهقرت هذا العام إلى مستوى متدنٍ وتراجعت عن الاستبيان الماضي بمقدار 18,3% ، وتعتبر نسبتها هذا العام هي الأقل مقارنة مع الأعوام الخمس الأخيرة .
أصبحت اليوم عملية إقناع المشاهد أصعب مما كانت عليه لأنه بات أكثر نضجاً ومعرفة بخفايا العمل الدرامي ، لذلك يمكنه التخلي عن المتابعة المستمرة لمجرد شعوره أن المسلسل تراجع مستواه ، أي أن نسبة المشاهدة الجادة والمركزة التي تسعى لالتقاط تفاصيل العمل ومعرفة كافة مجرياته قد تراجعت ، والأعمال التي تمتلك سطوة جذب الجمهور إليها ودفعه لمتابعتها بشغف ليرى حلقاتها كلها أصبحت أقل بكثير ، لذلك يبقى خيار (المتابعة المتقطعة) لديه القدرة للاستحواذ على النسبة الأعلى لأنه الأسهل للجمهور خاصة في ظل وجود الأنترنيت ، فأية حلقة لم يرها على الشاشة يمكنه العودة إلى اليوتيوب لمتابعتها في حال لم يشاهدها على محطة ثانية في وقت عرض آخر ، يُضاف إلى ذلك أن هناك الكثير من المسلسلات التي تعتمد الشط والمط فلا ضير إن غاب عن المشاهد عدد من حلقاتها المليئة بالحشو ، لا بل إن هناك مخرجين يمطون مسلسلاتهم بالثرثرة ليصل عدد حلقاتها إلى ثلاثين عنوة ، وذلك كله فرض طقساً من المشاهدة يصعب فيه على المتلقي متابعة العمل كاملاً ، لذلك بالمقارنة مع نتائج الاستبيانات الماضية يبقى خيار المتابعة المتقطعة هو الأعلى ، حتى أنه ارتفع عن الاستبيان الماضي بمقدار 9,5% .
ضمن هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن هناك الكثير من العوامل التي تلعب دورها في آلية العرض والتلقي خلال شهر رمضان تحديداً ، وتنعكس بشكل أو بآخر على آلية المُشاهدة واختيار المسلسل وسط انشغال الناس بضغوط الحياة والظرف المعيشي وانقطاع التيار الكهربائي من جهة ، وتعدد الخيارات الدرامية وتكرار الممثلين وأماكن التصوير وتشابه الموضوعات المطروحة وتضارب أوقات العرض من جهة أخرى . ومن تلك العوامل التوقيت المناسب لعرض الأعمال وإعادتها على أكثر من محطة فما فات الجمهور هنا يمكن أن يتابعه هناك كما أن أعمالاً قد تنال حظاً أقل بالعرض وتُقدم على محطات غير معروفة للكثيرين ، إضافة إلى كثرة الخيارات أمام المشاهد ما يشتت انتباهه ، والمصيبة إن بدأ بمتابعة مسلسل وفوجئ أنه ليس بالمستوى المطلوب فيُعرض عنه لمتابعة غيره وفي هذه الحالة يكون قد خسر الحلقات الأولى من المسلسل الثاني ولم يكمل الأول ، وهناك حالة وقوع المسلسلات في إيقاع الرتابة والملل ، وبالتالي فإن خضوع آلية المشاهدة لشروط العرض الرمضاني من شأنه أن يؤثر على آلية المشاهدة فمما لا شك فيه أن هناك أعمالاً درامية استطاعت جذب الجمهور إليها وساعدتها في ذلك عدة عوامل ، وخسر في هذه المعادلة المسلسل الذي لم يتم توزيعه بشكل جيد وافتقد الوقت الذهبي للعرض .
ـ الأعمال المُشاهدة بالأرقام :
(ما عدد المسلسلات التي حرصت على متابعتها بشكل مستمر ومتتابع ؟) سؤال جاءت الإجابات عليه كما يلي : 8,6% من المشاركين في الاستبيان لم يحرصوا على متابعة الأعمال باهتمام وإنما توزعت مشاهداتهم بين عمل وآخر ، بينما حرص 22,7% على مشاهدة مسلسل واحد وعمد 29,5% منهم إلى رؤية مسلسلين ، و 25,4% لرؤية ثلاثة مسلسلات ، 9,3% تابعوا أربعة مسلسلات ، و شاهد 3,3% خمسة مسلسلات ، ورأى 0,4% ستة مسلسلات أما من تابعوا سبع مسلسلات فأكثر فقد بلغت نسبتهم 0,4% ، وقد حل في المرتبة الأولى خيار (متابعة عملين) تلاه (متابعة ثلاثة) أعمال ومن ثم (متابعة عمل واحد) وفي المرتبة الرابعة يأتي خيار (متابعة أربعة أعمال) ، وهذه السنة الرابعة على التوالي التي تحافظ فيها المراتب الأربعة الأولى على الترتيب نفسه لدى الإجابة عن هذا السؤال ، وإن اختلفت أرقام النسب بين عام وآخر ، كما أنها السنة السابعة على التوالي التي يحافظ فيها خيار (متابعة عملين) على المرتبة الأولى ، ويُعتبر متابعة عملين بشكل مستمر حالة نموذجية للمُشاهدة في رمضان ضمن زحمة الأعمال ما يعكس آلية متوازنة في طريقة المُتابعة ، كما أن الاستبيان افتقد هذا العام الاستمارات التي يقول أصحابها أن كلاً منهم شاهد عدداً كبيراً من المسلسلات ، وهو الأمر الذي سبق أن حدث في أعوام ماضية .
ولدى الحديث بلغة الأرقام نجد أن ارتفاعاً طال خيار (متابعة عملين) ليصل إلى أعلى مستوى له في تاريخ الاستبيان ، حيث ارتفع عن الاستبيان الماضي بمقدار 1,2% ، كما ارتفعت نسبة من لم يشاهدوا أي عمل بشكل مستمر بمقدار 1,7% ، وطال الارتفاع خيار (متابعة عمل واحد) 4%
وواصل هذا الخيار ارتفاعه بشكل أكبر مقارنة مع عام 2015 بمقدار 12,7% وارتفع أكثر مقارنة مع نتائج عام 2008 بمقدار 13,3% ، في حين أن خيار (متابعة ثلاثة أعمال) جاء متقارباً إلى حد بعيد مع النسبة التي حققها العام ، بينما تراجعت الخيارات الأخرى وتراجعت الخيارات الثلاثة الأخيرة إلى أدنى مستوى لها بتاريخ الاستبيان ، فنسبة (متابعة خمسة أعمال) تراجعت عن الاستبيان الماضي بمقدار 3,3% ، وتراجعت نسبة (متابعة ستة أعمال) بمقدار 1,3% ، ولدى العودة إلى أعوام سابقة نجد أنه منذ عام 2011 حافظ خيار (متابعة عملين) على المرتبة الأولى دائماً ، على العكس من السنوات التي سبقتها ، ففي أعوام (2004 ، 2005 ، 2008 ، 2010) كان يحتل خيار (متابعة ثلاثة أعمال) المرتبة الأولى .
ـ التوقيت الذهبي للعرض :
تم إعطاء ثلاثة خيارات للإجابة عن سؤال (إن تابعت بضع حلقات من مسلسل ولم تكمله .. لماذا فعلت ذلك ؟) وجاءت النتائج على الشكل التالي : 27,3% (لأنه لم يعجبك) ، 55,1% (وقت عرضه لم يناسبك) ، 17,4% (أسباب أخرى .. ما هي) ، وقد شهد الخيار الثاني الارتفاع الأعلى له بتاريخ الاستبيان رغم أنه دائماً كان يحصد المرتبة الأولى (عدا عام 2015 حيث جاء ثانياً) ولكن هذه المرة فرد هيمنته ليؤكد بحزم أن الشاشة الصغيرة تمتلك سحرها وقوة تأثيرها على الرغم من عرض الأعمال على الأنترنيت وأظهر أهمية توقيت العرض خاصة أن هناك أعمالاً يُجبَر المتلقي على مشاهدتها بشكل أو بآخر كأن يجدها أمامه كلما بدل بين محطة وأخرى أو أن يتم وضعها في وقت الذروة للعرض ، فالتوقيت الذهبي للعرض بات بطلاً آخراً من أبطال العمل الدرامي ويمكن أن يلعب دوراً أساسياً في كثير من الأحيان في نجاح أو إفشال عمل لذلك نجد أن أعمالاً قد تلقى النجاح عند عرضها خارج رمضان رغم أنها لم تلقه في رمضان ، وبالمقارنة مع الاستبيانات الماضية نجد أن نسبة هذا الخيار قد ارتفعت بمقدار 12,1% عن الاستبيان الماضي و بمقدار 8% عما قبله .
أما خيار (لأنه لم يعجبك) الذي جاء في المرتبة الثانية فواصل تراجعه مقارنة مع الأعوام الأخيرة حيث تراجع عن الاستبيان الماضي بمقدار 2,6% وعما قبله بمقدار 5,8% ما يشي أن المشاهد الذي كان يرفض استسهال العملية الإبداعية الفنية ولديه القدرة على أخذ قرار عدم متابعة عمل لأنه لم يعجبه بات اليوم أكثر تساهلاً مع هذه الأعمال رغم أن الخيارات أمامه كثيرة ولكن ربما جاء تهاون البعض بسبب شعور بعض المشاهدين باللامبالاة تجاه عدد من الأعمال لأن (أملهم خاب فيها) كما أن ذهن المتلقي اليوم مشغول بأمور أخرى أكثر أهمية ، وهذه النتيجة تتماشى تماماً مع نتيجة سؤال (إذا كنت تابعت المسلسلات أفعلت ذلك بشكل مستمر أم متقطع أم مصادفة؟) حيث تم الانتصار لخيار المتابعة بشكل متقطع . في حين أن الخيار الأخير (أسباب أخرى) فكان له دافع رئيسي وفق ما عبّر عنه المشاركين في الاستبيان وهو الوضع غير المستقر للكهرباء ، إضافة إلى حالة عدم الرضى عن سوية الأعمال .
ـ جمهور بثوب ناقد :
وحول سؤال (هل دفعك مسلسل إلى متابعته لدرجة أنك ألغيت زيارة هامة أو عملاً من أجله ؟) أجاب 21,2% بنعم بينما أجاب 78,7% بلا ، بتراجع ملحوظ لمن اختاروا الإجابة بـ (نعم) حيث بلغ هذا التراجع مقدار 5,6% عن الاستبيان الماضي وبمقدار 4,7% عن استبيان عام 2015 ، وهذا الارتفاع أو الانخفاض في مقدار النسبة التي يحققها خيار (نعم) مرتبط بأهمية ما يُعرض من مسلسلات ، وبالتالي هو مؤشر بأن خارطة الأعمال بشكل عام لم تصل إلى مستوى الطموح ، والدليل على ذلك أن الأمر كان مختلفاً في سنوات خلت وخاصة قبل الحرب على سورية ، فمن اختاروا التصويت لخيار (نعم) عام 2010 على سبيل المثال بلغت نسبتهم 32,8% ووصلت هذه النسبة إلى 42,9% عام 2004 ، مما يدلّ أن هناك أعمالاً كانت تمتلك القدرة على شد الجمهور إلى درجة كبيرة واحتلت جزءاً من أولوياته لدرجة أنه كان على استعداد للتضحية بأمور هامة من أجل متابعة أحداثها .
وضمن السياق نفسه طُرح سؤال (هل لامست المسلسلات قضايا معيشية اجتماعية تهم الناس ؟) وشكّلت الإجابة عن هذا السؤال انزياحاً هاماً في رأي الجمهور وتوجهه ، حيث أجاب 57,5% بنعم بينما أجاب 42,4% بلا ، وبذلك يكون خيار (نعم) مستمراً في التراجع عاماً بعد آخر فقد تراجع أن الاستبيان الماضي بمقدار 9,7% وتراجع عن استبيان عام 2017 بمقدار 12,7% وتراجع عن عام 2015 بمقدار 21,6% ، وهذا التراجع يعني في أحد أوجهه ابتعاد الأعمال الدرامية بشكل عام عن هموم الناس لتعيش غربتها عن الواقع وتغرق في تحقيق متطلبات السوق والمعلنين والمتنفذين في المحطات متجهة نحو الاستسهال إلا فيما ندر من الأعمال التي سعت لتحقيق حالة من التوازن ، وكانت النتيجة أن عبّر الناس عن رفضهم عبر التأكيد بأنهم لم يجدوا مسلسلات تناولت قضايا اجتماعية تهمهم وتلامس همومهم الحقيقية ، والخشية اليوم أن تتسع هذه الهوة أكثر في المواسم الدرامية القادمة الأمر الذي ينبغي التنبه إليه والعمل على معالجته سريعاً ومد جسور ثقة حقيقية من خلال تناول الواقع بمصداقية وبطرق قريبة من الناس ، فهناك هموم يعيشونها بحاجة إلى الولوج لعمقها لمتابعتها ورصدها ، هي هموم تنبع من الواقع المُعاش وتطرح الكثير من القضايا .
وجاءت الإجابة عن سؤال (كيف ترى مستوى المسلسلات السورية هذا العام؟) على الشكل التالي : 48,9% من المشاركين في الاستبيان رأوا أنها تطورت بينما وجد 32% منهم أنها تراوحت في المكان في حين أكد 19% أنها تراجعت ، وبالعودة إلى نتائج الأعوام الأخيرة نجد أن الثقة التي منحها الجمهور في الاستبيان الماضي بدأ يعيد النظر فيها اليوم ، فخيار (تطورت) الذي شهد تحسناً في الاستبيان الماضي وارتفع عن سابقه بنسبة 17,7% يعود اليوم للتراجع قليلاً نحو الوراء فبالمقارنة بين استبيان اليوم والأمس نجده تراجع بمقدار 5,1% ، هذا الأمر يقابله ارتفاع في نسبة (تراجعت) مقداره 4,3% مقارنة مع الاستبيان الماضي ، وبالتالي لا بد من التوقف عند هذه الأرقام ملياً لمحاولة رأب الصدع في السنة القادمة بهدف تحسين نسبة خيار (تطورت) وإعادة الثقة كاملة بالدراما السورية لتأخذ مكانها الطبيعي الذي سبق واحتلته لأعوام كثيرة .
ـ المسلسل الأكثر جماهيرية :
انحصرت المنافسة في الإجابة عن سؤال (اذكر اسم أفضل مسلسل تابعته في رمضان) ضمن المسلسلات ذات الإنتاج السوري والتي عرضت على القنوات السورية ، فجاء في المرتبة الأولى مسلسل (على صفيح ساخن) إخراج سيف سبيعي وتأليف علي وجيه ويامن الحجلي حاصداً (170) صوتاً ، بينما تم حجب المرتبة الثانية حيث صوّت لصالح عدم وجود أفضل مسلسل (93) مشاركاً في الاستبيان ، فكل ورقة استبيان لم يُجب فيها المشاهد عن هذا السؤال أو كتب عبارة (لا يوجد) عُدّ ذلك بمثابة رأي وبأنه لم يجد عملاً درامياً سورياً كان الأفضل لديه ، كما تم إهمال اسم أي مسلسل غير سوري أو لم يُعرض على الشاشات السورية . أما المرتبة الثالثة فذهبت لمسلسل (الكندوش) إخراج سمير حسين وتأليف حسام تحسين بك ونال (65) صوتاً ، ويبدو أن الفرجة المشهدية وحضور كوكبة من النجوم وخصوصية الأجواء العامة للعمل كان لها أثر في نفوس المشاهدين رغم ما طال العمل من انتقادات وصفت بالحادة أحياناً . ويبين الجدول (1) المراتب الثلاث الأولى مع الإشارة إلى عدد الأصوات ، علماً أن النسبة المئوية التي تظهر في الجدول مأخوذة من مجموع المراتب الثلاث الأول وليس من المجموع العام للمسلسلات ، حيث تم في الجدول إهمال كل مسلسل حصل على أقل من خمسة وستين صوتاً ، وقد شهد العدد الكلي للمسلسلات التي تم التصويت عليها في الاستبيان انخفاضاً بالمقارنة مع السنوات الأخيرة .
ونذكر فيما يلي المراكز الأخرى لبقية المسلسلات بالترتيب حيث ذهبت المرتبة الرابعة لمسلسل (خريف العشاق) إخراج جود سعيد وتأليف ديانا جبور ، ونال المرتبة الخامسة مسلسل (بعد عدة سنوات) إخراج عبد الغني بلاط وتأليف بسام جنيد ، والمرتبة السادسة مسلسل (سوق الحرير) إخراج المثنى صبح وإعداد سيناريو وحوار سيف رضا حامد وإشراف الأخوين بسّام ومؤمن الملاّ ، والمرتبة السابعة مسلسل (ضيوف على الحب) إخراج فهد ميري وتأليف سامر محمد اسماعيل ، وقد تم اهمال كل مسلسل حصل على أقل من خمسة وعشرين صوتاً . ومن الملاحظات التي لا بد من ذكرها أن أعمالاً درامية سبق وعرضت في أوقات سابقة حصلت على عدد من الأصوات ما يدل على أهميتها وتعلق شريحة من الجمهور بها ، ومن تلك الأعمال (بورتريه) إخراج باسم سلكا وتأليف تليد الخطيب ، إضافة إلى (بقعة ضوء) التي كانت حاضرة في رمضان من خلال استعادة عرض لوحات منها لتكون وجبة تحمل روح النقد إلى جانب الطرافة في ظل شح الأعمال الكوميدية .
على الرغم من أن خيار الجمهور كان واضحاً ، لكن لا بد من التنويه إلى أن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورها في النتيجة التي تم التوصل إليها من قبل الجمهور ومنها ما يتعلق بالمستوى الحقيقي للعمل ومدى أهميته فنياً وفكرياً ومنها ما يرتبط بشكل مباشر بشروط العرض في شهر رمضان (توقيت العرض ، تضارب أوقات العرض ، تكرار العمل على أكثر من قناة ، مدى متابعة القناة ، كثافة الأعمال على المحطات ، الترويج للمسلسل ، عرضه عبر مواقع الإنترنيت ..) وبالتالي فشروط العرض في شهر رمضان لها أثرها الإيجابي على أعمال كما أن لها أثرها السلبي على أعمال أخرى .
ـ لماذا هو الأفضل ؟..
لأول مرة في تاريخ الاستبيان يخترق خيار (فيه ممثلون تحبهم) الصفوف كلها ليحتل الصدارة ويقفز عن خيار (موضوعه يعالج مسألة هامة) بفارق لا بأس به (9,6%) ليتركه وراءه في المرتبة الثانية ، وربما تعود إرهاصات هذا الانزياح إلى الاستبيان الماضي عندما تقاربت نسبة الخيارين من بعضهما البعض ، ليستمر خيار (فيه ممثلون تحبهم) في الصعود ، ذلك كله يكشف الكثير عن واقع حال النصوص المقدمة وكيفية تعاطي الجمهور معها والذي لن يسكت عندما يراها دون المستوى وسيعبّر عن ذلك بعلو الصوت .
هذه النتيجة التي خرج بها سؤال (وجدت أنه أفضل مسلسل لأنه ..؟) الذي يعطي مؤشراً حول السبب الكامن وراء تفضيل الجمهور لهذا العمل الدرامي بعينه دون آخر والدوافع التي جعلت الاختيار يقع عليه هو بالذات ، وتم وضع خمسة خيارات للإجابة عن هذا السؤال ، وأتت الإجابات كالتالي : (مسل فقط) ونال نسبة 17,6% ، (فيه ممثلون تحبهم) ونال 35,3% ، (موضوعه يعالج مسألة هامة) ونال 25,7% ، (أسلوب إخراجه جذبك لمتابعته) ونال 12,3% ، (أسباب أخرى) 8,9% . والملاحظة أن الكفة كانت ترجح في الاستبيانات الماضية كلها نحو خيار (موضوعه يعالج مسألة هامة) فيحصد المرتبة الأولى إلا أن تراجعاً تدريجياً بدأ يصيبه في السنوات الأخيرة ، واليوم طغيان خيار (فيه ممثلون تحبهم) يدل في أحد أوجهه إلى أن وقع حضور فنان محبب عند الجمهور قد يستطيع (إلى حد ما) إنقاذ عمل يعاني من العرج في أحد أركانه ، أي أن هناك فناناً قد يمتلك القدرة على جعل الناس يتابعون المسلسل الذي يشارك فيه وذلك من شانه أن يُحمله مسؤولية مضاعفة في عمله ، ويمكن القول أن خيار (موضوعه يعالج مسألة هامة) الذي عانى اليوم من انتكاسة قاسية استطاع المحافظة على ماء الوجه وحل ثانياً ما يعني أن هناك شريحة مهمة من الجمهور تشدد على أهمية النص مؤكدة أنه الأساس وتنحاز إلى المسلسل الذي يحاكي العقل والوجدان ، وربما يعود سبب تراجعه إلى أن هناك من لم يجد أعمالاً تلامسه بشكل حقيقي وتحاكي همومه ومشكلاته . ولدى الحديث بلغة الأرقام نجد أن خيار (موضوعه يعالج مسألة هامة) تراجع مقارنة مع الاستبيان الماضي بمقدار 4,8% وعن الاستبيان الذي سبقه 10,6% ، وتراجع عن عام 2011 بمقدار 17,5% ، وعن عام 2004 بمقدار 18,3% . علماً أن خيار (فيه ممثلون تحبهم) بلغت نسبته في الاستبيان الماضي 30,2% .
وفي المقابل نلمس تراجعاً كبيراً في خيار (أسلوب إخراجه جذبك لمتابعته) مقارنة مع الاستبيان الماضي بمقدار 9,6% ، في حين حقق خيار (مسل فقط) ارتفاعاً هو الأكبر بتاريخ الاستبيان ، فبالمقارنة مع العام الماضي ارتفعت نسبته بمقدار 5,4% وعن الاستبيان الذي سبقه بمقدار 6,5% ، وارتفعت عن عام 2004 بمقدار 10,5% ، فبينما كانت سمة هذا الخيار من عام إلى آخر التأرجح بين نسب لم يخرج عنها كثيراً حقق هذه المرة صعوداً مفاجئاً وبذلك يعطي مؤشراً عما يحتاجه الجمهور اليوم من العمل الفني ، وبشكل عام تشكل هذه النسب في المجمل مسباراً يمكن من خلاله معرفة التغيرات التي تطرأ على آلية التلقي عند الجمهور ونسبة تراجع خيار وتقدّم آخر وفقاً لمقياس الجودة عند الجمهور .
ـ الممثل الأكثر جماهيرية :
انتزع الفنان سلوم حداد وبجدارة إعجاب المشاهدين من خلال الشخصيات التي أداها باقتدار محتلاً بذلك عرش الممثل الأكثر جماهيرية في شهر رمضان وحصل على أعلى عدد من الأصوات (112) صوتاً بنسبة 37,7% ، واحتل الفنان أيمن زيدان المرتبة الثانية بـ (105) صوتاً بنسبة 35,3% وتلاه في المرتبة الثالثة الفنان باسم ياخور بـ (80) صوتاً بنسبة 26,9% . مع ملاحظة أن النسب المئوية مأخوذة من المجموع العام للمراتب الثلاث ويظهر الجدول رقم (2) كيفية توزيع الأصوات والنسب المئوية لها . وقد بلغ العدد الكلي للفنانين الذين اختار الجمهور التصويت لهم (34) فناناً وهو أقل من عدد الفنانين الذي صوت لهم الجمهور في الاستبيان الماضي حيث بلغ عددهم حينها (39) فناناً ، كما انه أقل بكثير عدد الفنانين عام 2017 حيث بلغ حينها عدد الفنانين الذين صوت لهم الجمهور (59) فناناً .
وفي قراءة سريعة للنتائج كان من المنطقي أن يحتل الفنان سلوم حداد المرتبة الأولى ضمن عمل حقق جماهيرية واسعة عبر دور مختلف أداه باقتدار ، إضافة إلى ما قدمه من شخصيات متنوعة في أعمال أخرى محققاً من خلالها قدرة كبيرة على التلوّن والتنوع ، أما الفنان أيمن زيدان الذي حقق ثنائية حملت خصوصيتها مع الفنانة سلاف فواخرجي فكان الجمهور مشتاق وتواق لرؤيته مجدداً على الشاشة الصغيرة وهو الأمر الذي تحقق في مسلسل (الكندوش) ، إضافة إلى حضوره الآسر في مسلسل (خريف العشاق) حيث حل فيه بصفة ضيف ولكن ظهوره على الشاشة بشخصية (الخال) حمل بصمة فنان من طراز خاص يمتلك ما يمتك من كاريزما قادر على تحقيق الدهشة والإقناع بآن واحد، أما الفنان باسم ياخور الذي حل ثالثاً فحملت شخصيته في (على صفيح ساخن) تبدلات وتطورات قدمها من عمق روحه . وضمن هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن هناك فنانين حصدوا مراتب أولى في الاستبيان سبق ونالوا مراتب متقدّمة في استبيانات صحيفة الثورة السابقة حول مسلسلات رمضان في الأعوام الماضية ، ممّا يعكس حبّ الجمهور لهم وتقديره لأيّ دور هام يؤدونه ، حيث نال الفنان سلوم حداد المرتبة الأولى عام (2016) والمرتبة الثالث عام (2018) ، أما الفنان باسم ياخور فحل ثانياً عام (2014) وثالثاً عام (2008) .
ـ الممثلة الأكثر جماهيرية :
أما على صعيد الفنانة الأكثر جماهيرية فقد اختار الجمهور حجب المرتبة الأولى حيث صوت لصالح عدم وجود أفضل ممثلة (115) مشاركاً في الاستبيان بنسبة 44,9% ، فكلّ ورقة استبيان لم يُجب فيها المشاهد عن هذا السؤال أو كتب عبارة (لا يوجد) أعتبر أن ذلك رأياً بحد ذاته أي أنه لم يجد فناناً هو الأفضل ، أما المرتبة الثانية فقد استطاعت الفنانة سلاف فواخرجي انتزاعها عن جدارة من خلال الشخصيات التي أدتها باقتدار في مسلسل (الكندوش) حاصدة (79) صوتاً بنسبة 30,8% ، وتلتها في المرتبة الثالثة الفنانة أمل بشوشة بـ (62) صوتاً وبنسبة 24,4% حيث جسدت شخصية تحمل تلونها وتقلباتها في مسلسل (على صفيح ساخن) ، ولا بد من ذكر ملاحظة أن النسب المئوية مأخوذة من المجموع العام للمراتب الثلاث ويظهر الجدول رقم (3) كيفيّة توزيع الأصوات والنسب المئويّة لها .
بلغ العدد الكلي للفنانات اللواتي اختار الجمهور التصويت لهن (37) فنانة ، ويعتبر هذا العدد أدنى مما كان عليه في السنوات الأخيرة حيث عانى من تراجع واضح ، وبالمقارنة مع الأعوام الماضية نجد أن عدد الفنانات بلغ في الاستبيان الماضي (44) فنانة ، وفي عام 2018 وصل إلى (51) لكنه بقي عدد الفنانات هذه السنة أعلى مما كان عليه في استبيان عام 2015 حيث بلغ عددهن حينها (32) ، وأعلى من عددهن في استبيان عام 2008 حيث بلغ عددهن حينها 29 فنانة . ضمن هذا الإطار لا بد من الإشارة إلى أن الفنانة سلاف فواخرجي التي حصدت المرتبة الثانية في الاستبيان سبق أن نالت مراتب متقدّمة في استبيانات صحيفة الثورة السابقة حول مسلسلات رمضان مما يظهر دقتها في اختيار الشخصيات التي تقدّمها ومقدرتها على تجسيدها والدخول إلى عوالمها لأدائها بالصورة الأمثل ، فقد نالت المرتبة الأولى مرتين خلال عامي (2015) (2005) والمرتبة الثانية عام (2019) كما حلت ثالثاً لمرتين في عامي (2016) (2007) .
ـ تسرّب المشاهدين :
يبدو أن نسبة 48,9% من المشاهدين الذين وجدوا أنها تطورت لم تشفع لها لأن تستحوذ على اهتمام الناس بشكل أكبر ، فما يحدث للدراما السورية في شهر رمضان على أرض الواقع أن المشاهدين يتسربون منها كتسرب الماء من بين الأصابع باتجاه خيارات أخرى في الإنتاجات الدرامية العربية المعروضة على مختلف الشاشات ، ما يعني أنها بقيت عاجزة عن استقطابهم وشدهم إليها على طول الطريق خلال الشهر الفضيل ، هذا ما تؤكده الإجابة التي حصدناها من سؤال (هل تابعت مسلسلات غير سورية ؟) حيث أجاب 44,2% بنعم بينما أجاب 55,7% بلا ، وإن كانت نسبة عدم متابعة المشاهد المحلي أعمالاً غير سورية خلال شهر رمضان واكتفائه بالمسلسلات السورية قد جاءت أعلى ما يؤكد المكانة المتقدمة للدراما السورية عنده ، إلا أنها نسبة غير مرضية وتدعو إلى القلق ، وتعتبر هذه النتيجة متماشية مع نتائج الأعوام الأخيرة وإن تراجعت أو تقدمت بنسب قليلة هنا أو هناك ، حيث وصلت نسبة من شاهدوا أعمالاً غير سورية في الاستبيان الماضي إلى 45,2% وفي الاستبيان الذي قبله 44,1% ، والمفارقة أن هذه النسبة تنخفض كلما غصنا في السنوات إلى الوراء ، ففي عام (2014) بلغت نسبة من شاهدوا أعمالاً غير سورية 38,9% ، وفي عام (2011) بلغت 26,16% ، ووصلت عام (2005) إلى 16,7% .
يظهر عبر الأرقام عمق الخطر الذي نتحدث عنه من خلال عدم القدرة على إحداث خرق باتجاه استعادة المُشاهد المحلي في السنوات الأخيرة ، ما يدفعنا لقرع ناقوس الخطر ولأن نطلق تحذيراً سبق وأطلقناه في الاستبيانات الماضية ، فالخوف يتمثل في حدوث انزياح مستقبلي خاصة أن المنافسة اليوم شديدة وعلى أكثر من جهة ، إن كان عبر آلية العرض ودخول الأنترنيت بقوة على خط عرض المسلسلات عبر أكثر من صيغة لدرجة أن المتابع يمكنه مشاهدة المسلسل الذي يريد في أي مكان من خلال (الموبايل) ، أو عبر انتشار الدراما عربية التي تسعى للتميز وهو ما بدا جلياً خلال شهر رمضان المبارك . ذلك كله يتطلب بحثاً واستقصاء كي نحافظ على مشاهدينا بشكل أكبر في المواسم الدرامية القادمة ، والسعي لإيجاد الآليات والحلول الناجعة ، لأن كلّ ما تمّ بناؤه خلال سنوات كثيرة ماضية قابل أن يُهدم بمجرد أن غاب المتلقي ، وبالتالي لا بد من التمسك بالجمهور وتقديم ما يحترم ذائقته وعقله لنعيد ثقته بدراماه ونجذبه من جديد لتبقى الدراما السورية هي الأقرب إليه .
ـ منطقة حرة :
السؤال الأخير في الاستبيان هو (منطقة حرة) يدلي فيها المشارك برأيه ، وفيما يلي نرصد لأهم تلك الآراء :
التندّر بالماضي
أكد مشاركون في الاستبيان أنهم يحنون إلى الماضي الذي كانت تعرض فيه أعمال هامة (مسلسلات أيام زمان) متمنين عودة الإنتاج الدرامي السوري إلى سابق عهده خاصة فيما يتعلق بالموضوعات التي يطرحها والعمق الذي كان يميزه ، وهناك من علّق قائلاً (ليست جيدة كما كانت في مراحل ذروتها) .
تغريب عن الواقع
(كثرت المسلسلات وقلّت الموضوعات) هذا ما أكد عليه عدد من المشاركين في الاستبيان مشيرين إلى ان هناك الكثير من المسلسلات التي لم تعالج الواقع الحياتي والقضايا اليومية المعيشية وأنها لا تلامس الهموم والمشكلات التي يعيشها الناس ما يجعلها في حالة من التغريب عن الواقع الاجتماعي ، كما أن العديد منها وقع في فخ المبالغة .
اختراق درامي
(هناك غياب واضح للعديد من الأنواع الدرامية التي لم تعد موجودة اليوم على الساحة) هذا ما أكده أحد المشاركين مشيراً إلى غياب الأعمال التاريخية والأعمال الكوميدية التي رأى أنها اليوم هي الأقرب إلى الناس ، كما أن هناك غياباً للأعمال الموجهة لليافعين والأطفال والأعمال الموجهة للعائلة ، يقول أحدهم (نريد مسلسلات تساعد على تنشئة الأجيال وتربيهم على القيم والأخلاق) ويقول آخر (حصرتم الدراما بخيارات قليلة ومحددة لا تخترقونها إلا فيما ندر).
جريئة وجميلة
أكد العديد من المشاركين أن المسلسلات في هذا الموسم أفضل من السنة الماضية وكانت جميلة ومشوقة ، وتناولت قصصاً جريئة وحققت انتشاراً على العديد من المحطات التلفزيونية إضافة إلى عرضها عبر الأنترنيت ، مشيرين إلى قناعتهم أنها في طور التحسن وعودة الألق .
ضعف النصوص
ذهب البعض للقول ان الأعمال جاءت دون الطموح والنصوص أدنى من المستوى وطرحت أفكاراً مكررة ، وأكد البعض أن مسلسلات ظهرت وكأنها (مسلوقة وفيها الكثير من الحشو) ، في حين طالت سهام البعض الفنانين أنفسهم بالقول أن قامات فنية تراجع أداؤها بسبب ضعف النصوص وخلو موضوعها من الهدف والمغزى .