الثورة أون لاين – لميس عودة:
في مشهدية ولا أروع سرت عيون السوريين وكل حلفاء حقوقهم المقدسة، وأغاظت الغزاة والمحتلين، وبطوفان حب للوطن ولا أعظم في معانيه ودلالاته ورسائل قوته، جدد السوريون اليوم في بلاد اغترابهم عهود انتمائهم لسورية التي لم تتمكن من فصل عراها الوثيقة كل المخططات التآمرية، ولم تتمكن من النيل من متانتها كل سكاكين التجييش والتأليب والادعاء الكاذبة التي أُشهرت، فعجز كل النافخين في أوار الحرب الإرهابية وكل المصطادين في عكر تبعاتها وتداعياتها أن يفكوا شيفرة الانتماء الأصيل والارتباط اللامتناهي للسوريين في الخارج مع دولتهم.
هو انتصار سوري آخر بأبهى صوره وأعظم تجلياته يضاف إلى سجل الأمجاد, شاهد صوره المشرفة والمشرقة القاصي والداني، ورصدت فيض عشق الوطن فيه كل الكاميرات الإعلامية، تمثل بإقبال كثيف للسوريين للمشاركة في الفعاليات الانتخابية والإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع لاختيار مرشحهم الرئاسي من ملبورن وسيدني إلى طهران وبيروت وغيرها الكثير من عواصم العالم، فعلى إيقاعه تفرد دمشق اليوم مساحة من بهاء ملامحها الموشحة بالنصر، الفواحة بعطر دماء شهدائها، لتتجاوز حدودها ويتردد صداها بأصوات سورية هي الأعلى والأغلى في حسابات الإنجاز وفي رصيد الكرامة التي لا ولن تُذل، والانتماء الأصيل الذي لم ولن يعكر صفوه صخب تشويش عدائي وضجيج أبواق إعلامية تنفث سمومها لتعكير الأجواء الانتخابية.
إذاً هو مؤشر على بدء قطاف مواسم النصر الذي بذرها السوريون لسنوات عشر بملحمة أسطورية صاغ أبجدية المجد فيها تلاحم منقطع النظير لقيادة الدولة وجيشها الباسل وشعبها الأبي، فقد بقيت سورية بكل شموخها وبسالة جيشها، ولم تمر مخططات أعدائها ولن تمر.
وأمام مشهد الانتصار السوري وطوفان الانتماء السوري الأصيل الذي غمر العديد من العواصم العربية والإقليمية والغربية لن يتبقى في جعبة أعداء الشعب السوري سوى الإذعان بالهزيمة وفشل المخططات التآمرية، فكل سهام إرهابهم تكسرت وستتكسر على صخرة منعة وصمود وثبات السوريين، ولن يوقف دوران عجلة التعافي واستنباط الحلول كل ما يحاك في غرف التآمر العدواني الإقليمية والعالمية, فكل السوريين يرددون في الوطن وفي المغتربات بأصوات وطنية أن حب الوطن مقدس، وصون كرامته واستقلالية قراراته السيادية متجذر في عروق الانتماء، وراسخ في الوجدان والأرواح لا يزول.