الثورة أون لاين – ريم صالح:
كثيرة هي الدروس و العبر ولكن ما أقل المعتبرين.. وكثيرة هي الرسائل والدلالات التي يمكن أن نقرأها من توافد السوريين في الخارج، وبكثافة على السفارات والبعثات والقنصليات السورية حول العالم، للإدلاء بأصواتهم، وتحديداً مع اللحظات الأولى لفتح صناديق الاقتراع، ولكن هل قرأت أنظمة العدوان الغربية ما بين السطور؟!، وهل فهمت معاني المشاركة الكثيفة للسوريين في الانتخابات الرئاسية؟!، أم أنها كعادتها لا يعنيها إلا ما تريده هي، ولا تسمع إلا صوت أوهامها التآمرية؟!.
نستطيع الجزم بأن ما تناقلته عدسات الإعلام المرئي والمسموع، وأيضاً ما بثه الإعلام الالكتروني حول سير العملية الانتخابية في الخارج، كان صادماً بالمطلق لكل من راهن وغالى بأوهامه، وظن خاطئاً أن بمقدوره أن يشوش على سير القطار الانتخابي السوري، أو أن يفخخه بالعراقيل والنواسف، أو يجعله يحيد عن مساره، وأن لا يصل بالتالي إلى محطته الأخيرة بسلاسة وسلام.
ببساطة.. السوريون وكما عهدناهم مارسوا حقهم الدستوري الذي هو في الوقت ذاته واجبهم الوطني، وذلك حكماً من أجل سورية حرة سيدة مستقلة، من أجل سورية لا ترضخ، ولا تركع، ولا تعرف ذلاً أو هواناً، أو استسلاماً للاملاءات والايعازات الغربية الفوضوية.
أدلوا بأصواتهم لأنهم جزء لا يتجزأ من النسيج الاجتماعي السوري، ولأنهم أبناء هذا الوطن، ويريدون خيره وصالحه، ولا يريدون لأي محتل أو عدو أو طامع أن يحشر أنفه في شؤونهم أو في قرارهم السيادي أو في اختيارهم الوطني.
شاركوا في هذا الاستحقاق بكثافة لأنهم يريدون دحر الإرهاب واستئصاله من جذوره، ولأنهم يأملون بتطوير العمل، وانجاز ما لم يكتمل منه بعد، انتخبوا من ارتأوا أنه يمثلهم من أجل إعادة الإعمار، وعودة المهجرين إلى بيوتهم، وقالوا لذلك كلمتهم من أجل أن تبقى سورية الرقم المستحيل في شيفرة التآمر الكوني.
وبناء عليه.. لا نجافي الحقيقة إذا قلنا إن إجراء الانتخابات الرئاسية في الخارج في موعدها، وهذا الزخم الجماهيري الذي كلل سير إحداثياتها، لم يكن إلا رسالة واضحة إلى الخارج مفادها بأن جميع المخططات الإرهابية، والسيناريوهات الظلامية، والشراك الهوليودية التي تستهدف سورية وشعبها قد باءت بالفشل.
ما جرى اليوم في عواصم القرار العربي والاقليمي والدولي من حراك سوري وطني سيتبعه في الـ 26من أيار الجاري حراك يمكن أن نقول عنه إنه سيكون الأكثر إيلاماً لكل من تآمر على الدولة السورية، فالسوريون سيثبتون من جديد بأنهم أصحاب وأسياد القرار، وبأنهم وحدهم من سيصوغون مستقبل وطنهم كيفما أرادوا، وسيكملون المشوار مع من أجمعوا على أن يكون قائد مسيرهم نحو الأمان والتطوير والنصر الساطع.