كثير من الآراء طرحها المواطنون في الاستحقاق الرئاسي، وكثير من القناعات تحدث بها المواطنون على اختلاف مشاربهم وقناعاتهم، ورغم التباين في الآراء والاتجاهات إلا ان القاسم المشترك بينها جميعها كان القناعة التي ترقى إلى درجة اليقين أن إنجاز هذا الاستحقاق هو لبنة جديدة ومدماك رئيسي من مداميك استقرار البلاد.
سورية التي عانت على مدى عقد من الزمان هجمة بربرية لم يذكر التاريخ لها مثيلاً، دخلت التاريخ مجدداً بوعي أبنائها ورُقيّ تفكيرهم وانجذابهم الفوري دون مقاومة صوب الاستحقاقات الوطنية مهما كانت..
لعل الحديث عما نقلت إلينا العدسات من إقبال السوريين واندفاعهم في الخارج لانتخاب استقرار البلاد يكون حديثاً غير جديد، ولكنه توثيق لم يَجُد الزمان بمثله لشعب اختار الضمانة والاستقرار بدلاً من الفوضى والفراغ.. شعب اختار طريق البناء والإعمار والعزة والكرامة بدلاً من طريق الفوضى والذل والانهيار والعمالة..
كل من تملّكته سورية داخل أرضها وخارجها من أبنائها يدرك جيداً أن الاستحقاق الرئاسي هو بوابة العبور إلى التطور على المستويات كافة سياسياً واجتماعياً، والأبرز حالياً اقتصادياً باعتباره لصيق الوجود بالحياة اليومية للمواطن، كما يدرك أنه بمشاركته في هذا الاستحقاق إنما يشارك لأجل واقعه الراهن ولأجل أولاده ومستقبلهم..
سورية التي خطّت تاريخها بالغار والدم ذوداً عن أرضها وحضارتها الممتدة لآلاف السنين، تبدأ اليوم فصلاً جديداً من تأريخ عزتها وكرامتها المحنّاة بدم الشهداء الأطهار وصمود أبنائها الشرفاء الأخيار.. خطوة جديدة تخطوها سورية في طريق استقرارها وإعمارها.
هي ورقة تدخل الصندوق، ولكنها ورقة تحمل ضمانة استقلال سورية ووحدتها ونصرها، كما تضمن للأبناء مستقبلهم في بلاد أعجزت القواميس عن إيجاد مصطلح يفسّر إصرار شعبها على وأد الفراغ والهزيمة.
الكنز- مازن جلال خيربك