تواصلت على مدى الأيام الماضية التحضيرات لإجراء الاستحقاق الرئاسي، وذلك بمشاركة فنانين وفنانات، قاموا بمهمة تزيين القاعات المعدة للانتخابات، بالرسوم والكتابات الوطنية ، المعبرة عن زهوة الانتصار على الإرهاب والفكر التكفيري الظلامي، ومؤكدة على استمرارية النهج النهضوي والتقدمي القادر على الارتقاء بالإنسان في شتى المجالات ، والانضواء تحت راية العلم الوطني ، ومتابعة مسيرة النضال والتحرر والتقدم .
وعلى سبيل المثال لا الحصر، أنجزت الفنانة التشكيلية جوليا سعيد رسومات جدارية في ثلاثة أبعاد ( الجدران والأرضية ) وذلك في القاعة المعدة للانتخابات في ثانوية البنات بطرطوس ، بالتعاون مع مديرة المدرسة راميا قمبوزي ، ولقد ركزت في رسوماتها المنجزة بالأكريليك ، على موضوع الربيع ، حيث أصبحت القاعة وكأنها جزء من الطبيعة الربيعية بواحاتها وسهولها وعشبها الأخضر وأغصانها المزهرة . كما امتد رسمها إلى أرضية المكان ، حيث جسدت بحيرة وسط الورود والزهور فوق بلاط القاعة، وهكذا سيجد الناخب نفسه ، وكأنه في فضاء الطبيعة، في لحظة الكشف عن سخائها في فصل الربيع ، بتنويعات وروده وزهوره وطيوره وفراشاته الملونة بألف لون ولون، كما سجلت أسماء المدن السورية ، ضمن قلوب المحبة، وكتبت بخط فني عريض عبارة إرهاب، على أرض القاعة ، وفوقها دعسات ملونة، لتكون تحت أقدام الناخبين خلال قيامهم بواجبهم الوطني .
هكذا تكون الفنانة جوليا سعيد قد زينت أغلب الجدران بالتعاون مع بنات الثانوية، ورسمت ألوان الربيع بالأبعاد الثلاثة بمفردها، وبلمساتها العفوية الخاصة، بحيث يمكن للزائر التقاط الصور التذكارية مع المشهد بأبعاده الثلاثة، وبذلك كسرت التقليد المتبع في الرسم الجداري المألوف في مدارسنا، والذي يرتكز دائماً على رسوم الأطفال ، كما أن قيمة العمل تكمن في فكرة الرسم بثلاثة أبعاد وهي جديدة، وغير مألوفة، وهنا تأتي أهمية الجداريات من الناحية الفنية والتشكيلية، ويذكر أن بناء المدرسة قديم ، ويطل على مدى وأفق البحر، ولقد أصبح بالقاعة صندوق انتخاب الرئيس، وباتت مهيأة على أكمل وجه وأجمل صورة لاستقبال الناخبين , والإدلاء بأصواتهم المعبرة عن تطلعاتهم، بأن تبقى سورية موحدة بأرضها وبوحدة شعبها وبقوة جيشها، في خطوات مواجهة تحديات المرحلة والوصول الى بر الأمان .
رؤيةـ أديب مخزوم