لا يخفي السوريون حماسهم في الدفاع عن وطنهم، ولا يخفون اندفاعهم للمشاركة في الانتخابات الرئاسية، ففي مشهد ولا أروع تجلى بمئات ألوف السوريين المقيمين في الخارج وهم يتوافدون إلى سفارات بلدانهم الأربعاء الماضي للإدلاء بأصواتهم، منظر رائع في بيروت رغم محاولات الحاقدين من البعض اللبناني، ومثلها في موسكو وبغداد الخ، إنه منظر كما البحر الهائج في تدفقه.. هؤلاء هم السوريون العاشقون لوطنهم كعشقهم للحياة.
هكذا كان المشهد في الخارج وسيكون الأربعاء 26 الجاري في كافة المحافظات حيث موعد الاستحقاق في انتخاب رئيس للجمهورية، هذا الاستحقاق الذي يفرض على أبناء الوطن الشرفاء الغيورين على سوريتنا التوجه إلى صناديق الانتخاب والمشاركة في العرس الوطني لقطع الطريق على أعداء سورية، لأن الاستحقاق الرئاسي يمثل أمل السوريين جميعاً، ويشكل القاعدة الأساس لبناء سورية الحضارة والتقدم وعلى جميع الصعد الاقتصادية والحياتية والثقافية والاجتماعية والسياسية، فهو مفتاح لاستقرار الوطن، وعودة الأمن والأمان إلى كافة ربوعه.
إن إنجاز الانتخابات في موعدها هو خطوة لانطلاق مشروع بناء سورية الدولة الجديدة المتجددة والمتطورة، فالاستحقاق الرئاسي يشكل الأرضية الصلبة، والعزيمة القوية التي يمكن من خلالها إعادة ترتيب بيتنا الداخلي وبخطوات فعلية وحقيقية.
إن المشاركة الفاعلة في هذا الاستحقاق الوطني الكبير هي واجب وطني ومسؤولية كبيرة للتعبير عن خياراتنا الوطنية المتمثلة باختيار المرشح الأكثر تجسيداً لهمومنا ومتطلباتنا كي نستطيع الحفاظ على وحدة شعبنا وسيادتنا وكرامتنا وحقوقنا وثوابتنا الوطنية والقومية، والبدء بمرحلة تكون الركيزة الأساسية لبناء سورية القوية.. فسورية تستوعب الجميع، وهي الأم الحنون لكل السوريين المتطلعين بكل أطيافهم لنجاح هذه الانتخابات.
فالاستحقاق في هذا التوقيت يحمل رمزية خاصة، كونه يأتي بعد مرور أكثر من عشر سنوات على الحرب التي فرضت على سورية، في تجسيد واضح للمؤسسات الدستورية، ليحمل هذا الفاصل الزمني قوة الرمز لاستمرار المؤسسات الدستورية السورية وقدرتها على تنظيم الانتخابات الرئاسية بالرغم من الحرب العسكرية والإرهاب الاقتصادي في رسائل واضحة بأن الاستحقاق السوري وما بعده يحمل أملاً بفجر جديد، ويطلق سورية ما بعد الحرب، التي بدأت ضمن حراك إزالة آثارها على المستوى الاجتماعي، ومكافحة الفساد، وفق تصور المؤسسات السورية التي أنجزت استراتيجية لمكافحة التضخم، وإصدار قوانين تتماشى مع الوضع الاقتصادي، والتلاعب بالأسعار، وغير ذلك من القوانين التي ترسم ملامح سورية الجديدة.
بكل الأحوال تأتي الانتخابات الرئاسية الأربعاء القادم كعنوان لمرحلة مهمة تكمل انتصار سورية الدولة والمجتمع على مفاعيل الحرب، وتشّرع للسوريين دروب البناء والنهوض، بالنتيجة هي معركة ضمن حرب، ونجاح هذه الانتخابات هو لبنة جديدة في بناء النصر السوري.
حديث الناس- إسماعيل جرادات