إذا كانت العملية الانتخابية في سورية تتعرض لمزيد من العداء والهجوم الغربي المحموم، فإن ذلك يعود لسبب رئيس، وهو يقين منظومة العدوان الكامل بمضي السياسة السورية بثوابتها الوطنية المعروفة محمولة بقوة شعبية كبيرة داخل سورية وخارجها، على الرغم من كلّ الظروف والضغوطات والحصار والتهديدات الأميركية والغربية ضد سورية في الفترة الأخيرة، والتي تسببت بتدهور وتراجع الحالة المعيشية للمواطن السوري بشكلٍ كبيرٍ وارتفاع أسعار وكلف الحياة اليومية، وانفلات سعر الصرف وتراجع القيمة الشرائية للعملة المحلية، فلماذا هذا الحكم الجائر؟
في تاريخ الشعوب (كلّ الشعوب) قادة يظهرون على فترات متباعدة، فمن بين عشرات ومئات الحكام من ملوك وأمراء وسلاطين ورؤساء، ثمة قادة قلائل في تاريخ تلك الشعوب، وكان قدر القيادة السورية في فترة صعبة أن تتصدى لمسؤولياتها بقوة، ولم تضعف أو تهن إرادتها أبداً أمام الضغط الإرهابي الكبير المدعوم غربياً بكلّ أشكال العدوان، وهي اليوم تخوض معركة انتخابية وفق الدستور، وتواجه تعقيدات الحدث بكلّ تداخلاته وتعقيداته، ما يجعل المنافسة على موقع الرئاسة تكتسب الاحترام بعد اكتسابها القانونية والشرعية.
وهذا الأمر من حيث الشكل والمضمون يمثل عامل قوة قانونية لا تقوى آليات الإعلام والبروبوغاندا الكاذبة على دحضه أو التأثير في دستورية وقانونية العملية الانتخابية للرئاسة، فضلاً عن أن وجود شخصية معارضة بتاريخ حافل ومعروف يعطي التعددية والمشاركة والديمقراطية دعماً كبيراً لا يستطيع أحد إنكاره.
وباعتقادي إن تزامن العدوان الصهيوني على غزة والقدس مع الانتخابات الرئاسية السورية زاد من دعمها، باعتبار أن السلاح الذي يضرب فلسطين اليوم هو السلاح نفسه الذي ضرب ويضرب سورية على مدى السنوات العشر الماضية، وأن موقف سورية كان وما زال وسيبقى الداعم والمتلاحم مع فلسطين، كلّ فلسطين، ولا يتأثر بموقف سياسي مع أي طرف، وسورية تدفع ثمن موقفها الصادق مع فلسطين، وهو ثمن محمول على دماء شهداء وعتاد وصواريخ وأسلحة ومال لم يتوقف ولن يتوقف.
معاً على الطريق- مصطفى المقداد