يبدو التعثر والإخفاق والفشل مصطلحات مترادفة، وفي حقيقتها أطوار للسقوط يفصل بينها بون شاسع من المعطيات والحيثيات..ومن الضروري، إن لم يكن حتمياً، وضع الحالة الرياضية في خانتها الملائمة والصحيحة، تشخيصاً دقيقاً، وتمهيداً لمعالجتها وإيجاد حلول لها.
فخروج فريقي تشرين والوحدة من الدور الأول لكأس الاتحاد الآسيوي بكرة القدم بعد نتائج رقمية وتفاصيل مقلقة، يمكن وصفه بالحالة التي تتطلب الوقوف عندها ودراستها والتعمق فيها، وليس بالاكتفاء باعتبارها تعثراً خلقته أسباب مباشرة فقط من السهل التذرع بها، لأنها مكررة وأسطوانة قديمة، فالمنافسون استعدوا أكثر وأفضل، وهم مدعًمون بالمحترفين وزاخرون بالنجوم، وغيرها من المبررات التي لا تجدي نفعاً، بل تكًرس المشكلة وتدفع للاستسلام للظروف والتحديات؟!
في المقابل فإن النظر للحالة على أنها فشل محض يخلًف تداعيات وعقابيل تقدح في وجود الرغبة الصادقة والتصميم على اجتراح الحلول وإيجاد البدائل، وتسهم في تكريس الرؤية المسبقة الصنع التي تُرى من خلالها كرتنا مجرد أنشطة محلية، ولا طاقة لها ولا باعاً في الاستحقاقات الخارجية، وتشمل هذه الرؤية أنديتنا ومنتخباتنا على حد سواء؟!
وكما للنجاحات مقومات ومقدمات واضحة المعالم بل بدهية، فإن للتعثر أسباباً لا يكتنفها الغموض، لا بد من تمحيصها ومناقشتها بموضوعية كبيرة وشفافية عالية السقف، وهذه مسؤولية جماعية، ولا تقع على عاتق أطراف من المعادلة الكروية، دون الأطراف الأخرى.. وإن كانت رياضتنا عموماً وكرتنا خصوصاً، مازالت رهينة، فالنجاح آباء كثر، والإخفاق يتيم الأبوين.
مابين السطور- مازن أبوشملة