أدهش الشعب السوري العالم كله بإنجازه الانتخابات الرئاسية بشكل استثنائي لجهة المشاركة والحضور والتنظيم والفرح أيضاً الذي فاق كلّ التصورات والتوقعات وعلى نحو جعل منظومة العدوان تدور حول نفسها بشكل هستيري ومجنون!؟.
في التوقيت، أعاد هذا الانتصار الوطني الهام برسائله ودلالاته الاستراتيجية، تثبيت حوامل المشهد، ليس السوري فحسب، بل الإقليمي والدولي على نحو سواء، لاسيما وأن أطراف العدوان والحرب كانوا يدفعون باتجاه إفشال هذا الاستحقاق الدستوري الأهم خلال هذه المرحلة، وهذا من خلال التصعيد والضغط على الشعب السوري بكافة الأشكال والوسائل، فإذا بالشعب السوري العظيم يفاجئهم ويصدمهم بروحه الوطنية العالية وانتمائه العميق ووفائه الكبير لدماء شهدائه وتضحيات أبنائه، وهذا ما ضاعف من صدمتهم وهستيريتهم التي انعكست ردود فعل غاضبة على هذه الإنجاز الاستثنائي لهذا الشعب الاستثنائي ولهذا القائد الاستثنائي.
كلّ القراءات السياسية والاستراتيجية لمشهد الأيام الماضية التي سبقت وأعقبت الانتخابات والنتائج، تبدو عاجزة عن الإحاطة الكاملة بأبعاد ورسائل هذا الانتصار الكبير، لجهة تداعياته وارتداداته على المشهد السوري و الإقليمي والدولي، تلك الارتدادات التي يتوقع أن تضرب بقوة في عمق منظومة الإرهاب إلى درجة قد تزيد من تصدعها وانهيارها وبشكل دراماتيكي على نحو يحمل مفاجآت كثيرة وغير متوقعة حتى لأطراف الإرهاب والعدوان.
ما هو مؤكد أن مرحلة ماقبل الانتخابات الرئاسية ليست كما قبلها، لا سيما وأن فَوز السيد الرئيس بشار الأسد بولاية دستورية قد أضفى على المشهد برمته عناوين ومحددات جديدة لابدّ أن تفرض على الجميع، وخاصة على قوى الشر والعدوان، رؤية ومقاربة مختلفة لكل التحولات التي لا تزال تعصف بالمنطقة والعالم، وهذا يعني أن هوامش ومساحات المناورة والتصعيد والخداع بالنسبة لتلك القوى الاستعمارية قد باتت في أضيق حدودها، ومساحات محاربة الإرهاب والعمل والبناء والتعاون والنهوض بالنسبة لدمشق وحلفائها قد أضحت في أوسع حدودها، وهذا كله جزء من ارتدادات الانتصار السوري الذي سوف تظهر تباعاً.
حدث وتعليق- فؤاد الوادي