لأنهم من تراب الوطن، ولأنهم من معدن الرجال، ولأنهم الفعل قبل القول، والأمل مع العمل، لأنهم مجترحون للكبرياء والمعجزات، يرونك كل يوم أقانين العجب في صبرهم.. في حبّهم للأرض.. للحياة.. للوطن.. للبهاء.. للبقاء، لأنهم آمنوا أن دروب الكون لا تضاء إلا بقوافل الشهداء الذين زرعوا في كل زاوية وفي كل مكان ألف ألف شهيد، أكاليلهم غار وريحان ودموع أمهات يزغردن في ميدان النصر الإلهي وهن يهتفن ألا تخافوا على سورية الولادة والحياة.
من هذه المقدمة نستطيع القول: إن ما شهدناه يوم السادس والعشرين من أيار الماضي هو عرس وطني بامتياز، وهو يختصر إرادة الشعب في تحقيق ذاته وممارسة سيادته ورفض الإملاءات الخارجية وتحدٍّ في مواجهة الصعوبات والتهديدات التي يخطط لها الآخر لتدمير سورية، ناهيك عن عدم غياب صورة تدفق السوريين إلى صناديق الاقتراع عن الذهن طوال ساعات فاصلة بين تاريخين، وعند منعطف يسدل الستار مع ما مضى، ويبحث في الأثر عما يرسمه لنا المستقبل في القادم من الأيام.
إن يوم السادس والعشرين من أيار كان يوماً مفصلياً في حياتنا، كونه أهم يوم مرّ على سورية منذ أكثر من عشر سنوات، حيث أعلنت انتصارها أولاً باستحقاقها الدستوري الكبير في مشهدية تواجد الناس في الشوارع والساحات تأييداً للدولة والدستور وللقائد السيد الرئيس بشار الأسد، والمهم أن يكون شعورنا بأن سورية منتصرة، وأنها انتصرت على الإرهاب، وبالتالي نحن أمام مرحلة شديدة الأهمية.
إن الذي شاهد ساحات الفرح في جميع المحافظات السورية يقول وبالفم الملآن هنيئاً لسورية إنجاز هذا الاستحقاق الدستوري، وتأكيد خيارها في قيادة أبت التفريط بثوابتها، ورفضت تسليمها لقمة سائغة للمتآمرين والمرضى والمتسكعين..
فهنيئاً لجميع السوريين بفوز الدكتور بشار حافظ الأسد في الانتخابات الرئاسية، لأن الطريق نحو البناء وإعادة الإعمار بحاجة لأياد متشابكة وعقول نيرة، فربيع سورية إرادة وصمود، وخريف أعدائها خيبة وخذلان، لأن السوريين اختاروا القيادة التي تمثل أصالة الوطن والقيم النبيلة التي يتحلى أبناؤه بها، فسورية اليوم انتصرت لذاتها بعد أن اختارت القيادة التي دافعت ولا تزال عن محور المقاومة وهي جزء أساسي من هذا المحور في وجه المشروع الصهيوأميركي وأعوانه في المنطقة العربية، فالعالم كل العالم يشهد لسورية صمودها ورفضها الانصياع والركوع، فكثيرة هي الأصوات التي حاولت التشويش على صوت الحق الذي كانت تنطقه دائماً، لكن من دون جدوى، لأن خطاها واثقة، فهي اليوم أي سورية تخط تاريخاً لا يستطيع أن يكتبه أحد غيرها.
حديث الناس- إسماعيل جرادات