الثورة أون لاين – لميس عودة:
على إيقاع الدجل والصفاقة في تصريحات مسؤوليها وأركان مفاصل إدارتها، ووفق متلازمة الغلو بالإرهاب والإمعان في النهب واللصوصية، تواصل واشنطن السير بخطوات احتيالية محاولة إضفاء الغموض والضبابية على تحركاتها العسكرية العدوانية والاحتلالية في الجغرافيا السورية وخاصة في الشرق السوري، ورغم المعلن الفج من تبجح إدارتها كمادة دعائية للتسويق الإعلامي الكاذب، إلا أن وقاحة أفعالها على الأرض، وما يحاك في غرف شرورها من مؤامرات على وحدة الأراضي السورية، ولهاثها المحموم لنهب الثروات السورية، هو ما تحاول كتمانه والتستر عليه وتغطيته بغربال تصريحات كاذبة.
فالحدة العدائية في تصريحات وسلوك الإدارة الأميركية ليست مفاجئة أو مستغربة بل متوقعة طالما أن الدولة السورية أنجزت استحقاقها الدستوري الوطني بنجاح رغم محاولات واشنطن اليائسة ومن لف لفيفها لعرقلته وتعطيله والتشكيك بنتائجه بأسلوب المفلس الذي هاله مشهد طوفان المشاركة الجماهيرية في الوطن وخارجه تأكيداً على الالتزام بالخيارات الوطنية وصون القرارات السيادية وحمايتها من سهام الاستهداف الغربية المغرضة.
أن يدلي مسؤولو الإدارة الأميركية بدلوهم في الشأن السوري ويحاضرون بمفاهيم النزاهة والديمقراطية وهم الذين يحتلون أجزاء من الأرض السورية ويفرضون حصاراً جائراً على مقومات حياة الشعب السوري ويمعنون في سلب المقدرات والثروات السورية على أعين المجتمع الدولي، فهو منتهى العربدة المقيتة والفجور الصارخ.
لم تنتظر الدولة السورية يوماً مصداقية أميركية في كل ما يصدر عن مفاصل إدارتها من أقوال، وفي ما يتبجحون به من تصريحات، ولم تعول دمشق يوماً على واشنطن رأس الإرهاب العالمي أن تسهم في حلول تحقق سلماً وأماناً للسوريين وتضمد جراحهم النازفة بسكاكين إرهاب شحذتها الولايات المتحدة، بل على العكس أدركت سورية منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية التي استهدفتها، أن الأصابع الصهيو- أميركية هي محرك كل الأعمال الإرهابية، فكانت على الدوام ولاتزال ذخيرة نصرها هو ثباتها وبطولة جيشها وصمود أبنائها في مواجهة عواصف الإرهاب.
تصر إدارة الشر الأميركي المارقة على القانون الدولي والخارجة عن سكة الشرعية الدولية على ذر رماد التعمية على انغماسها الكامل بعذابات السوريين وتضييق سبل حياتهم، فقلب الحقائق وطمس البينات وتشويه المعطيات محاولة قذرة للمواربة والتمويه والتعتيم على الحقائق الصارخة التي تؤكد أن واشنطن هي بيت الداء العدواني وأصل الشر الإرهابي، ولا يمكن لكل إدعاءات مفاصل إداراتها أن تجمل قباحة جرائمها.
وحدهم السوريون من يضفون الشرعية على الانتخابات الرئاسية وغيرها من الاستحقاقات الوطنية وليست ترهات أعدائهم وأباطيل منتقديهم من غرب استعماري بعيد كل البعد عن القيم الديمقراطية وحقوق وإرادة الشعوب التي يحاضر بها ويمارس عكس ادعاءاته، فالشرعية السورية منبثقة من الدستور الوطني الذي صاغ بنوده السوريون وليس أقلام الإملاءات الخارجية، ولا تضفي عليها مصداقية أو تحجبها حملات تشكيك مسعورة أو أبواق إعلامية عدائية كاذبة.
لم يكن لإدارة الإرهاب الأميركي أن تجاهر على الملأ بأكاذيبها وبعربدتها العدوانية في الجزيرة السورية التي تسرق مقدراتها وتسلب ثرواتها لو أن هناك مجتمعاً دولياً نزيهاً صارماً بقراراته يضع حداً لسلوكها العدواني، أو مؤسسات أممية تستطيع رفع الفيتو الأخلاقي في الوجه الأميركي الخارج عن كل المعايير الإنسانية.
الدولة السورية وجيشها الباسل وأبناؤها الصامدون الذين يقاومون العدوان والإرهاب الأميركي، ومخططاته الرامية للهيمنة ومصادرة القرارات السيادية، لطالما وقفوا بوجه هذا العدوان وانتصروا، ودحروا الإرهاب عن القسم الأكبر من الجغرافيا السورية، وهم يقفون اليوم في وجه الإرهاب الأميركي الاقتصادي، وما لم تحصله الإدارة الأميركية في معارك الميدان وحلبات السياسة لن تناله في حلقات الادعاء الكاذب التي تعقدها للتشويش العبثي، فالاستحقاق الدستوري أنجز، والسوريون يخطون بخطا واثقة ورائدة نحو مستقبلهم الواعد، وبناء سورية المتجددة لن توقف عجلة تقدمهم عصي تعطيل أميركية ولا صخب تضليل سافر.