الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
ليس مستغرباً أن تعاود الولايات المتحدة إعادة حشر نفسها والتدخل في الشؤون السورية بتصريحات عدائية تكشف مدى الحضيض الذي وصلت إليه إدارتها، خاصة في توقيت يتزامن مع احتفالات الشعب السوري بإنجاز استحقاقه الرئاسي بنجاح منقطع النظير.
إنها سياسات واشنطن العدوانية التي لا تستطيع التخلي عنها فهي تنام وتصحو عليها، وتسعى من خلالها لمحاولة رفع منسوب الضغط والحصار وسرقة ثروات السوريين، ومحاولة التأثير على صمودهم، فهم أكدوا مجدداً مدى تجذرهم في أرضهم، ووقوفهم إلى جانب قيادتهم السياسية، وأثبتوا عمق انتمائهم وهويتهم الوطنية، بما يبرهن على أن هذا الشعب الحي يرفض أي تدخل في شؤونه مهما كانت تفاصيلها صغيرة أو كبيرة، كما يؤكد رفض السوريين لأي إملاءات خارجية أو مصادرة حريتهم وقرارهم من أي كان.
لذلك فإن محاولة إدارة بايدن فرض نفسها كأمر واقع على السوريين من خلال إعادة اجترار تصريحات بعض مسؤوليها من اللصوص والمتسللين، تكشف عن وصول هذه الإدارة كما سابقاتها إلى طريق مسدود وإفلاس حقيقي، لأن الشعب السوري بعظمته وكبريائه وعنفوانه قال كلمته، وبدأ بحمل أمانة “الأمل بالعمل” كنهج مستقبلي لإعمار بلده مجدداً.
لا نخطئ إن قلنا إن أميركا تخاف وتخشى قوة السوريين ومقاومتهم لعدم قدرتها على النيل منهم، حتى اللاجئين في الخارج ممن تاجرت بمعاناتهم فشلت في استمالتهم، وهو ما كان وسيبقى شاهداً من خلال الصورة التي تجسدت في الـ 20 و 26 من أيار 2021 عندما قادوا معركة التحدي وحملوا الرسالة التي أعادوا توجيه بوصلتها برسائل ومضامين انتصار وطنية وقومية، أذهلت واشنطن وأذيالها بشكل خالف كل مخططاتهم، وقلب موازينهم رأساً على عقب، لذلك أميركا وكعادتها احتمت بمرتزقتها في الجزيرة السورية لإطلاق تصريحات مسمومة للتدخل في الشؤون السورية، فهي لم تستطع حتى الآن استيعاب مدى قوة السوريين ومقاومتهم لها، ووقوفهم بوجه مشاريعها الهدامة، فكيف بإنجاز انتصار امتد على مساحات العالم ومن قلب دمشق العروبة.
إنه الجهل الأميركي في الحقائق والتجاهل المتعمد والمقصود لما يثبته الواقع، كما أنه الكيد السياسي للموتورين الأميركيين العنصريين المنفصلين عن كل الأخلاقيات والإنسانية والشرعية الدولية وقوانينها، والتي لا يستطيعون السير في ركبها، بل يحاولون إفراغها من مضمونها وتسييسها وفقاً لتضليلهم الإعلامي لمحاولة النيل من سورية وشعبها، لكن الشعب السوري قرر وأكد وعاهد على مواصلة الدفاع عن حرياته ومقدساته وحقوقه مهما كان الثمن ضد أي إرهاب كان، بما يعني أن المحتل ومرتزقته وأدواته الإرهابية إلى زوال.