رسائل السوريين لمنظومة العدوان.. نحن أصحاب الشرعية فلا تتعبوا أنفسكم

الثورة أون لا ين – عبد الحليم سعود:

لم يكن مستغرباً أو مستبعداً أو مفاجئاً بقدر ما هو مستنكر ومستهجن ومدان أن تصدر عن واشنطن وبعض العواصم الغربية التابعة لها والدائرة في فلكها تلك المواقف المتهورة وغير الأخلاقية تجاه الاستحقاق الدستوري السوري الذي شارك فيه السوريون بمختلف انتماءاتهم في الداخل والخارج بملء إرادتهم وقناعتهم وحريتهم وبحماس واندفاع منقطعي النظير، حيث لجأت هذه العواصم المنفصلة عن الواقع والمتعامية عن الحقائق الميدانية إلى التشكيك بنزاهة وشرعية الانتخابات الرئاسية، وهي التي دأبت خلال عشر سنوات من الحرب على سورية على محاولة إضفاء الشرعية على الجماعات الإرهابية ومتزعميها من أمثال البغدادي والجولاني وسواهما، لتنكشف الصورة البشعة لأنظمة لطالما ادعت الديمقراطية والحرية واحترام خيارات الشعوب المستقلة، في الوقت الذي تمادت فيه بمحاولات فرض مشاريعها الاستعمارية والعدوانية عبر احتلال الدول ونهب ثرواتها ومصادرة حقوق شعوبها في السيادة والحرية والاستقلال وتقرير المصير.
إن المواقف الغربية التي شككت بشرعية ونزاهة الانتخابات الرئاسية تشكل إدانة للحكومات الغربية قبل أي شيء آخر، ولا سيما أن هذه المواقف تتجاهل حق الشعوب في اختيار قادتها ومسؤوليها عبر صناديق الاقتراع، حيث تجمع كل الأعراف والقوانين الدولية على أن الشعب هو من يضفي الشرعية وهو الذي ينزعها وهو صاحب القرار السيادي بكل شأن يتعلق به، ولذلك لا يمكن فهم أو تفسير هذه المواقف الساقطة سوى أنها نوع من السخط والتبرم والانزعاج من نتيجة الانتخابات التي أكدت فشل كل محاولات الغرب الرامية لتغيير الواقع السياسي في سورية بما يخدم أغراضها الدنيئة ويحقق لها أوهامها.
لقد حاول الغرب وعملاؤه خلال عشر سنوات من الحرب على سورية أن يصور هذه الحرب على أنها صراع بين مؤسسات الدولة السورية والشعب وبين القائد وشعبه وبين الشعب والجيش، كي يبرروا لأنفسهم التدخل في الشؤون السورية من بوابة الحرص الكاذب على حقوق وحرية السوريين، ولكن الإقبال الهائل والمشاركة الواسعة في انتخابات الرئاسة والتجديد للسيد الرئيس بشار الأسد لولاية دستورية جديدة، قلب الطاولة فوق رؤوسهم وأثبت خطأ حساباتهم، ودحض كل الادعاءات والأكاذيب التي روجوها لإقناع العالم بها، ولا سيما أن مشاركة السوريين خارج الوطن في الانتخابات كان له وقع الصاعقة على رؤوس الحكومات الغربية، لأنها سحبت من يدها ورقة المهجرين واللاجئين السوريين، وأكدت للعالم أجمع أن هؤلاء كانوا ضحية الإرهاب الذي دعمه وموله الغرب وعملاؤه في المنطقة، فحين أتيحت لهم الفرصة للتعبير عن آرائهم وقناعاتهم اختاروا دولتهم ومؤسساتها، وانتخبوا القائد الذي يعلقون عليه آمالهم لإعادة بناء سورية وعودتهم إلى وطنهم، وهو ما كانت بعض الحكومات الغربية متأكدة منه، ولذلك رأيناهم في بعض الدول يمنعون السوريين من المشاركة بالانتخابات والإدلاء بأصواتهم، حتى لا تنكشف الأكاذيب الغربية دفعة واحدة.
لقد أرسل أبناء الشعب السوري في الداخل والخارج بمشاركتهم الواسعة بالانتخابات ومهرجانات الفرح التي نظموها ابتهاجاً بفوز السيد الرئيس بشار الأسد رسائل عدة في اتجاهات مختلفة لكل من يعنيهم الأمر، ومن الرسائل بالغة الأهمية أن الحرب الإرهابية والحصار الاقتصادي والضغوط السياسية المرافقة وحملات التشويش والتضليل لم تؤثر في وعي الشعب وفي قناعاته وفي خياراته الوطنية، ولم تفلح بزعزعة إيمانه بوطنه ومؤسساته، وهي رسالة مباشرة للأعداء بأن كل محاولاتهم ومخططاتهم ومشاريعهم العدوانية التي استهدفت سورية في السنوات العشر الماضية قد فشلت ولا أمل لها بالنجاح مستقبلاً، فلا يتعبوا أنفسهم..!.
أما الرسالة التي تليها في الأهمية فهي أن الشعب السوري يتبنى نهج السيد الرئيس بشار الأسد بالكامل، وهو مستعد للمضي قدماً في طريق البناء والإعمار وبما يكفل تفعيل كل مؤسسات الوطن واستثمار كل الإمكانات المتاحة وتفجير كل الطاقات الكامنة بهدف النهوض بسورية من واقع الحرب المدمرة وإعادتها إلى دورها الريادي على مستوى المنطقة والعالم.
وما من شك أن الشعب السوري الذي رفض الانصياع لإملاءات الغرب وضغوطه وتضليله أو الاستسلام لحصاره وحربه وإرهابه، وعبّر عن ذلك في الكثير من المناسبات ولا سيما في الاستحقاق الأخير، سيواصل هذا الطريق حتى دحر كل الإرهابيين والمحتلين عن أرض سورية، وهو ما يدركه الغرب جيداً ويحاول تجاهله والتعمية عليه، لذلك تتالى مواقفه اليائسة وتصريحاته الكاذبة وهو يعلم أنها آخر ما تبقى له.

آخر الأخبار
حب أعمى وتقنيات رقمية.. خدعة قنبلة تُشعل درساً أمنياً إلغاء العمل بالبطاقة الذكية بطرطوس اليوم الحد من السلاح العشوائي لتعزيز الاستقرار في حلب وإدلب أزمة مياه مدينة الباب.. تحديات وتعاون مجتمعي د. رمضان لـ"الثورة": غياب العناية بالأسنان ينتهي بفقدانها تأمين الكهرباء إسعافياً للمناطق المتضررة في اللاذقية من الحرائق قريباً.. تأمين الكهرباء لريف حلب ضمن خطة شاملة لإعادة الإعمار تأهيل مدرسة عندان.. خطوة لإعادة الحياة التعليمية نحو احترافية تعيد الثقة للجمهور.. الإعلام السوري بين الواقع والتغيير خبير مصرفي لـ"الثورة": الاعتماد على مواردنا أفضل من الاستدانة بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. مفوضية اللاجئين تتوقع عودة نحو 200 ألف سوري من الأردن بحلول نهاية 2025 السيف الدمشقي.. من فولاذ المعركة إلى برمجيات المعرفة إعادة دمج سوريا بمحيطها العربي مؤشر على تشكيل تحالفات جيوسياسية واعدة عبر البوابة البريطانية.. العلاقات السورية الأوروبية نحو انطلاقة جديدة امتحان الرياضيات لطلاب البكالوريا المهنية- المعلوماتية: بين رهبة المادة وأمل النجاح الخبيرمحي الدين لـ"الثورة": حركة استثمارية نوعية في عدة قطاعات الرئيس الشرع يتقلد من مفتي الجمهورية اللبنانية وسام دار الفتوى المذهَّب حرب إسرائيل وإيران بين الحقائق وإدعاءات الطرفين النصرالمطلق ألمانيا تدرس سحب الحماية لفئات محددة من اللاجئين السوريين